مخاوف من تجدد النزاع غرب تيجراي.. وآبي أحمد: ملتزم باتفاق السلام

time reading iconدقائق القراءة - 5
شاحنات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنقل مساعدات إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا - 15 نوفمبر 2022 - REUTERS
شاحنات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنقل مساعدات إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا - 15 نوفمبر 2022 - REUTERS
أديس أبابا-أ ف ب

تعهّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء، بأن يفي بالالتزامات الواردة في اتفاق سلام تاريخي أُبرم قبل أسبوعين مع "جبهة تحرير تيجراي"، وذلك وسط مخاوف بشأن تجدد النزاع في غرب تيجراي، والذي تسيطر عليه ميليشيات من منطقة أمهرة.

وينص الاتفاق الذي تم إبرامه في جنوب إفريقيا يوم 2 نوفمبر الجاري، على نزع سلاح "جبهة تيجراي"، واستئناف إيصال المساعدات إلى المنطقة، التي تعاني من أزمة إنسانية حادة منذ اندلاع الحرب قبل عامين.

واتفق طرفا النزاع، السبت، على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى "جميع من يحتاجون إليها" في تيجراي والمناطق المجاورة في شمال إثيوبيا، عقب محادثات في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة تنفيذ اتفاق السلام.

ورداً على أسئلة نواب في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قال آبي أحمد: "ناقشنا (الاتفاق) ووقعناه، ما هو متوقع منا، بعد ذلك هو تنفيذ الوعد الذي قطعناه بإخلاص". وحذّر من أن مسارات السلام تتعثر "بسبب انعدام الثقة وعدم القدرة على تنفيذ الوعود".

تحديات غرب تيجراي

وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن العديد من التحديات المقبلة ستواجه اتفاق السلام بين الحكومة الإثيوبية و"جبهة تيجراي"، بما في ذلك استئناف المساعدات، ومصير غرب الإقليم المتنازع عليه، والذي يقع تحت سيطرة ميليشيات من منطقة أمهرة موالية للحكومة الفدرالية، منذ اندلاع الحرب. 

ولا يذكر اتفاق السلام هذه المنطقة، الأمر الذي يُثير مخاوف من تجدد النزاع مستقبلاً، لكن آبي أحمد أكد أن القضية يمكن حلها من خلال الوسائل الدستورية، بما في ذلك احتمال إجراء استفتاء فيها.

وقال في كلمة لنواب البرلمان: "لم نذهب إلى بريتوريا لمناقشة ما إذا كانت ولكايت (في غرب تيجراي) تعود إلى أمهرة أو تيجراي، لأن المكان والزمان لم يكونا مناسبين".

ومن ناحية أخرى، لم يشر النواب ولا رئيس الوزراء الإثيوبي إلى انتشار قوات للجيش الإريتري في الإقليم الواقع شمال البلاد، ولا إلى احتمال انسحابه بعد أن قدم مساعدة حاسمة للقوات الإثيوبية، ولم تُذكر إريتريا في اتفاق السلام أو الوثيقة المتعلقة بتنفيذه.

إيصال المساعدات

رئيس الوزراء الإثيوبي أكد أن حكومته والجيش الفدرالي بصدد توزيع المساعدات في المناطق المتضررة من النزاع، وبدأ بإعادة الاتصالات والكهرباء، وكذلك إعادة النازحين إلى ديارهم.

ولم يتسن التحقق على الفور من هذه التأكيدات، إذ إن الوصول إلى شمال إثيوبيا بما في ذلك تيجراي محظور على الصحافيين.

وتشهد هذه المنطقة الواقعة أقصى شمال إثيوبيا، أزمة إنسانية خطيرة بسبب نقص الغذاء والدواء، بينما تبقى إمكانيات الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمصارف والاتصالات، ضئيلة.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن قافلة مساعدات طبّية وصلت إلى عاصمة منطقة تيجراي، عقب اتفاق سلام الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا الشهر.

وقال الناطق باسم الصليب الأحمر في إثيوبيا جود فوهنوي إن "أول قافلة إمدادات طبية من اللجنة الدولية للصليب الاحمر وصلت لتوها إلى ميكيلي".

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن شاحنتين أوصلتا أدوية ومستلزمات للطوارئ والإسعافات الأولية، لدعم المرافق الصحية في تيجراي لمعالجة المرضى الذين يعانون حالات تحتاج إلى رعاية عاجلة.

وبدأ النزاع في إقليم تيجراي خلال نوفمبر من عام 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء إثيوبيا الجيش الفدرالي للإطاحة بقادة المنطقة الذين تحدوا سلطته لعدة أشهر.

ولا تُعرف بعد حصيلة النزاع الذي شهد انتهاكات كثيرة، جرت إلى حد كبير في غياب تغطية المراقبين، لكن "مجموعة الأزمات الدولية" و"منظمة العفو الدولية"، وصفتاه بأنه "من الأكثر دموية في العالم".

كما تسببت الحرب في نزوح أكثر من مليوني إثيوبي، ومعاناة مئات الآلاف أوضاعاً قريبة من المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

إقرأ أيضاً:

تصنيفات