بين الاستمتاع والتقليد.. "تحديات خطرة" على مواقع التواصل الاجتماعي

time reading iconدقائق القراءة - 5
مجسمات لشخصيات صغيرة أمام شعار "Tiktok" في 9 سبتمبر 2020.  - REUTERS
مجسمات لشخصيات صغيرة أمام شعار "Tiktok" في 9 سبتمبر 2020. - REUTERS
دبي-الشرق

انتشرت في السنوات الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سلسلة من التحديات التي لاقت رواجاً بين المراهقين. ولكن بعض هذه التحديات، شكل خطراً على حياة هؤلاء المراهقين.

وفي آخر الحوادث المرتبطة بالتحديات على مواقع التواصل الاجتماعي، توفيت فتاة إيطالية، الجمعة، بعدما شاركت في تحدي "بلاك أوت" عبر "تيك توك"، وهو تحدٍّ لخنق النفس، ويهدف إلى الغياب عن الوعي لبضع ثوانٍ.

وفي التقرير التالي، نستعرض أبرز التحديات الخطرة التي أثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، والتي شارك فيها مراهقون، وحصدت حياة بعضهم. 

"الحوت الأزرق"

يشجع التحدي، الذي يُزعم أنه بدأ في روسيا، المستخدمين على إنجاز مهام معينة خلال 50 يوماً وصولاً إلى الانتحار في النهاية.

ويجب على المستخدمين إنهاء 50 مهمة لإيذاء النفس، مثل الوقوف على حافة برج، ومشاهدة أفلام مخيفة، أو الاستيقاظ في منتصف الليل لتنفيذ ما يُملى عليهم.

وخلال تلك الفترة، تصبح المهام أكثر صعوبة، إذ يُطلب من المشاركين إنهاء حياتهم لإتمام التحدي.

ووفقاً لشبكة "بي.بي.سي"، سرعان ما انتشر التحدي عبر الإنترنت إلى أوكرانيا والهند والولايات المتحدة، وقد حُظر بعد حصده أرواحاً عدة.

"مومو"

وجاء تحدي "مومو"، بعد "الحوت الأزرق" في منتصف عام 2018، إذ يحض اللاعبين من المراهقين والأطفال على الانتحار، أو يتم تهديدهم بالقتل إن أخبروا أحداً.

وتداول مستخدمون على صفحات "فيسبوك" آنذاك، تحذيرات من صورة تُظهر شخصية ذات عيون جاحظة وابتسامة مخيفة، يُقال إنها تظهر على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً على "يوتيوب" بين مقاطع البرامج المخصصة للأطفال، وتطلب منهم تنفيذ تصرفات مؤذية.

"كسر الجمجمة"

ويتطلب التحدي، أن يقفز 3 مشاركين سوياً، وبينما يقفزون، يركل المشاركان الواقفان على الطرفين، ساقي المشارك الثالث الموجود في الوسط، أثناء قفزه في الهواء لإسقاطه، ما يؤدي إلى سقوطه على ظهره، أو على رأسه.

ووفقاً لـ"بي.بي.سي"، وَعَدت منصة "تيك توك" آنذاك بإزالة محتوى التحدي، قائلة في بيان: "لا نسمح بالمحتوى الذي يشجع أو يكرر التحديات الخطرة التي قد تؤدي إلى إصابات بليغة. سنواصل إزالة هذا النوع من المحتوى من نظامنا الأساسي".

"كيكي"

ويعود أصل التحدّي، لأحد مغنّي الرّاب الكنديين دريك، وهو عبارة عن الرقص على أغنية "كيكي"، إذ تفنن المشاركون في أداء الرقصات إلى جانب سيارة تسير على الطريق، ما تسبب في حوادث مروعة.

ووصل التحدي منعطفاً خطيراً، ففي أحد الفيديوهات لم يتمكن المشارك في التحدي من فتح السيارة وإيقافها بعدما أدى الرقصة، فيما اصطدم شاب بشاحنة، بينما كان ينظر إلى الكاميرا، وهو في الاتجاه المعاكس لسيارته.

"بيرد بوكس"

وتحدي Bird Box، مستوحى من فيلم الدراما والإثارة النفسي للنجمة ساندرا بولوك، الذي أصدرته شبكة "نيتفليكس"، وتدور قصته حول رحلة الأم مالوري وطفليها اللذين يجبرون على وضع عصبة على أعينهم أثناء بحثهم عن ملجأ آمن في عالم مدمر تجتاحه الوحوش التي يمكن أن تقودهم إلى الانتحار في لحظة ما، بمجرد النظر إليهم.

ومع صدور الفيلم، انطلقت العديد من التغريدات والمشاركات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين نفذوا محاكاة لفكرة الفيلم، وذلك بتصوير يومياتهم أثناء تأديتهم لمهامهم الخاصة وهم معصوبي الأعين.

وعلى إثر ذلك، ناشدت "نتفليكس" عبر حسابها في "تويتر"، رواد مواقع التواصل بالتوقف عن مشاركة التحدي حفاظاً على سلامتهم ومنعاً لتعرضهم للمخاطر.

"بينادريل" 

وانتشر هذا التحدي العام الماضي على "تيك توك"، إذ يشجع المستخدمين على تناول جرعات كبيرة من مضادات الهيستامين التي تستخدم في علاج الحساسية، حتى يشعروا بالهلوسة.

ووفقاً لمحطة "8 نيوز تشانيل" التابعة لشبكة "إن.بي.سي" الأميركية، فإن التحدي يتسبب بمشكلات صحية خطيرة، قد تؤدي للوفاة في بعض الحالات.  

أسباب الانتشار

ولفت تايلور لورين، رئيس تسويق المحتوى في منصة "لاتر" التابعة إلى تطبيق"إنستغرام" إلى أن الأشخاص خلال فترة الإغلاق والحجر الإلزامي التي شهدها العالم نتيجة تفشي وباء كورونا "كانوا أكثر استخداماً لمنصات التواصل الاجتماعي، وأدّوا التحديات رغبة منهم للتفاعل مع أصدقائهم، بينما يتعين عليهم البقاء في المنزل".

وأوضح أن انتشار تطبيق "تيك توك" في تلك الفترة، أسهم في نشر تلك التحديات على "إنستغرام"، ما يعطيها مجالاً للانتشار بصورة أكبر.

في حين يقول آخرون أن معظم مستخدمي تلك الشبكات يكونون أكثر تأثراً بمشاهير وافقوا على التحديات وأدّوها ونشروها في حساباتهم، بحسب ما قالت صحيفة "نيويورك تايمز".

وكانت منصة "تيك توك"، قالت مؤخراً إن "سلامة مستخدمي التطبيق تعد أولويتنا المطلقة، ولهذا لا نسمح بأي محتوى يشجع أو يروج أو يمجد السلوك الذي قد يكون خطراً".

وتشير شبكات التواصل إلى أنها تعمل باستمرار على اكتشاف الاتجاهات الخطرة وإزالتها، وتشدد على ضرورة مراقبة أهالي المستخدمين محتوى أطفالهم.