إدارة بايدن تخطط لترشيح مسؤولين أمنيين لـ" الفضاء السيبراني"

time reading iconدقائق القراءة - 6
البيت الأبيض في واشنطن - 6 مارس 2021 - REUTERS
البيت الأبيض في واشنطن - 6 مارس 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تخطط لترشيح مسؤول سابق رفيع المستوى في وكالة الأمن القومي، كأول مدير للفضاء السيبراني الوطني في البيت الأبيض، ومسؤول سابق آخر في وكالة الأمن الوطني لرئاسة وكالة الأمن السيبراني، التابعة لوزارة الأمن الداخلي.

وينهي ترشيح نائب مدير وكالة الأمن الوطني السابق، جون كريس إنغليس، شهوراً من التكهنات حول هوية من ستعينه إدارة بايدن، بهذا المنصب في البيت الأبيض، ويأتي في أعقاب ضغوط من المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لشغل الوظيفة التي تم استحداثها عبر تشريع تم إقراره في ديسمبر الماضي.

وذكرت الصحيفة الأميركية، أن إدارة الرئيس بايدن تخطط أيضاً لترشيح جين إيسترلي، ضابطة الاستخبارات السابقة في وكالة الأمن القومي، والتي أسهمت في تأسيس القيادة السيبرانية الأميركية قبل أكثر من عقد من الزمان، لرئاسة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، وفقاً لمسؤولين أميركيين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم.

ويُتوقع أن تتم مصادقة مجلس الشيوخ بسهولة على تعيين المرشحين اللذين يحظيان بتقدير كبير في دوائر السياسة السيبرانية، في ما رفض البيت الأبيض، الأحد، طلب الصحيفة للتعليق.

تأتي هذه التحركات في إطار تصدي الإدارة الأميركية الجديدة لحدثين رئيسيين يتعلقان بالأمن السيبراني، هما حملة التجسس السيبراني الروسية المعروفة بـ"سولارويندز" التي اخترقت 9 وكالات فيدرالية وحوالي 100 شركة خاصة، والاختراق الصيني لخوادم "مايكروسوفت إكستشينج" الذي أصاب القطاع الخاص.

وتوقعت الصحيفة أيضاً، نقلاً عن مطلعين، أن يرشح البيت الأبيض روبرت سيلفرز، الذي شغل منصب مساعد وزير الأمن الداخلي للسياسات السيبرانية في ولاية إدارة الرئيس باراك أوباما، لمنصب نائب الوزير للسياسات في وزارة الأمن الداخلي، كما توقعت تأكيد سيلفرز لهذا المنصب بسهولة.

ويُنتظر ألا يقتصر تركيز سيلفرز على الأمن السيبراني فقط، وإنما أيضاً على التحقق من قدرة الولايات المتحدة على المنافسة مع خصومها الاستراتيجيين، مثل الصين، ومواجهة الإرهاب الداخلي، إلى جانب أولويات أخرى.

وقال توماس واريك، المسؤول السابق في وزارة الأمن الداخلي، والزميل الأول الحالي غير المقيم في "المجلس الأطلسي" لـ"واشنطن بوست": "يحمل سيلفرز سنوات من الخبرة في العمل في وزارة الأمن الداخلي".

وأشارت الصحيفة إلى أن سيلفرز عمل في وزارة الأمن الداخلي في الفترة من عام 2011 إلى 2017، حيث تعامل مع قضايا الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والأمن الاقتصادي.

وكمدير للفضاء السيبراني الوطني، سيقوم  إنغليس بالتنسيق بين عمليات الدفاع عن الوكالات المدنية، ومراجعة الميزانيات السيبرانية الخاصة بهذه الوكالات، لكن، نظراً لوقوع هذا المنصب خارج نطاق مجلس الأمن الوطني، فإن إنغليس لن يشرف على السياسة السيبرانية الهجومية الي تنتهجها الوكالات العسكرية والاستخباراتية.

كانت إدارة الرئيس بايدن استحدثت في وقت سابق منصب نائب مستشار الأمن الوطني للفضاء السيبراني، وهي وظيفة تتبع مجلس الأمن الوطني ولا تخضع لمصادقة مجلس لشيوخ، وعين الرئيس بايدن لهذه الوظيفة آن نويبيرغر، المسؤولة السابقة في وكالة الأمن القومي، والخبيرة التي نسقت بين الاستجابات على اختراق "سولارويندز" و"مايكروسوفت إكستشينج". 


وكان تقسيم العمل بين الوظيفتين، وما إذا كان هذا الترتيب من شأنه أن ينشئ مراكز قوة متنافسة أم لا، أثار الكثير من الجدل، الفترة الماضية، لكن من المتوقع أن تتعاون نويبيرغر وإنغليس، "اللذان عملا عن كثب في وكالة الأمن القومي تحت قيادة مديرها حينئذ، الجنرال كيث ألكسندر، وقدما أداءً جيداً"، كما قال دميتري ألبيروفيتش، رئيس مجلس إدارة منظمة "سيلفيرادو بوليسي أكسيليراتور"، وهي منظمة غير حزبية وغير ربحية معنية بالتحديات السياسية، بما فيها تحديات الأمن السيبراني، لـ "واشنطن بوست".

وعمل إنغليس على مدى 28 عاماً في وكالة الأمن القومي، وتقاعد في عام 2014 بعد أن قضى 8 سنوات في منصب نائب مدير الوكالة، فيما انضمت نويبيرغر للوكالة في عام 2009، واضطلعت بالعديد من المهام، بما في ذلك بناء شراكات بين الوكالة والقطاع الخاص، وقبل الانتقال إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، تولت نويبيرغر منصب مدير إدارة الأمن السيبراني في وكالة الأمن القومي.

ووصف كريستوفر كريبس، الذي تولى تأمين انتخابات التجديد النصفي في عام 2018، والانتخابات الرئاسية عام 2020، باعتباره رئيس وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية في إدارة الرئيس ترمب، هذه الاختيارات الثلاثة، عبر تغريدة على حسابه، بأنها "رائعة".

وكانت إيسترلي، العضوة المنتدبة في شركة "مورغان ستانلي"، والرئيسة العالمية لمركز دمج الأمن السيبراني في الشركة، إحدى "الفرسان الأربعة"، وهم مجموعة مؤلفة من 4 من ضباط الجيش الذين طلب منهم ألكسندر إنشاء قيادة سيبرانية، وكان من ضمن أعضاء هذه المجموعة أيضا الكولونيل بول ناكاسون، وهو الآن جنرال بأربع نجمات، ويرأس كلا من القيادة السيبرانية ووكالة الأمن القومي.

وتُعد إيسترلي، شأنها في ذلك شأن نويبيرغر، من المقربين إلى ناكاسون. وكانت ضمن الفريق الانتقالي للرئيس بايدن الذي تصدى لقضايا الأمن السيبراني.

وقال مسؤولون سابقون لـ "واشنطن بوست"، إن عملية مصادقة مجلس الشيوخ على المرشحين "يمكن أن تستغرق حتى شهرين".

اقرأ أيضاً: