الناتو يتوقع سقوط باخموت ومخاوف من "نقطة تحوّل" في الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف من مدفع هاوتز على مواقع للقوات الروسية، باخموت، شرق أوكرانيا. 4 مارس 2023 - AFP
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف من مدفع هاوتز على مواقع للقوات الروسية، باخموت، شرق أوكرانيا. 4 مارس 2023 - AFP
ستوكهولم/كييف-رويترز

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، الأربعاء، إنه لا يستبعد سقوط مدينة باخموت الأوكرانية خلال الأيام القليلة المقبلة، في أعقاب إعلان مجموعة فاجنر الروسية السيطرة على شرق المدينة المحاصرة التي تشهد أكثر معارك الحرب دموية منذ بدء الغزو في فبراير 2022.

وشدد ستولتنبرج على ضرورة ضمان ألا تصبح سيطرة القوات الروسية على باخموت نقطة تحوّل في مسار الحرب.

وأعلن قائد مجموعة فاجنر، الأربعاء، أن قواته سيطرت بالكامل على الجزء الشرقي من مدينة باخموت. ولو صح ذلك، فهذا معناه أن القوات الروسية تسيطر على نحو نصف المدينة التي تسعى للاستيلاء عليها بأي ثمن لتأمين أول انتصار كبير لها منذ عدة أشهر، ولكن القوات الأوكرانية لا تزال تواصل الدفاع عن المدينة.

انسحاب تكتيكي

بعد أن بدا في الأسبوع الماضي أن أوكرانيا تستعد لانسحاب تكتيكي من باخموت، يتحدث قادة عسكريون وسياسيون الآن عن التمسك بالمواقع وإسقاط أكبر عدد ممكن من أفراد القوات الروسية المهاجمة.

وقال قائد فاجنر، يفجيني بريجوجين، إن مقاتليه الذين يقودون العملية الروسية للاستيلاء على باخموت استولوا الآن على شرق المدينة. وأضاف عبر تليجرام "كل ما هو شرق نهر باخموتكا يقع تحت سيطرة فاجنر بالكامل".

ويقسم النهر مدينة باخموت التي تقع على أطراف منطقة دونيتسك الخاضع معظمها بالفعل للاحتلال الروسي. وأعلن بريجوجين فيما مضى عن انتصارات بشكل سابق للأوان، ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة أحدث إعلان له.

"لن ننسحب"

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية بُثّت الأربعاء، نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نية قواته الانسحاب من مدينة باخموت، وقال إنها تحضّر لهجوم مضاد لمواجهة التقدم الروسي.

واعتبر زيلينسكي أنه إذا استولت القوات الروسية على باخموت، فسيصبح "الطريق مفتوحاً" أمام قوات موسكو للاستيلاء على مدن عديدة في شرق البلاد.

وقال زيلينسكي "نحن ندرك أنه بعد باخموت، يمكنهم الذهاب إلى ما بعدها. يمكنهم الذهاب إلى كراماتورسك، ويمكنهم الذهاب إلى سلوفيانسك، الطريق سيكون مفتوحاً أمام الروس ... إلى مدن أخرى في أوكرانيا".

وشدد الرئيس الأوكراني على أن الدفاع عن هذه المدينة "مسألة استراتيجية بالنسبة لنا".

هجوم أوكراني

قالت بيانات للجيش الأوكراني، في وقت سابق، إنه من المحتمل أن تكون هناك "ظروف" في باخموت من أجل شن هجوم أوكراني.

وقال سيرجي تشيريفاتي المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية لأوكرانيا للتلفزيون العام، الثلاثاء، "المهمة الرئيسية لقواتنا في باخموت هي تقويض القدرة القتالية للعدو واستنزاف قدراته القتالية".

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقريرها، الأربعاء، "يواصل العدو، رغم الخسائر الكبيرة... اقتحام باخموت".

خسائر تحدد مسار الحرب

أحرزت روسيا، التي تقول إنها ضمت ما يقرب من 20% من أراضي أوكرانيا، تقدما في الأسابيع الأخيرة قرب باخموت، لكن هجومها الشتوي لم يسفر عن مكاسب كبيرة في الشمال والجنوب.

وتقول إن الاستيلاء على باخموت سيكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية المكوّنة من دونيتسك ولوغانسك. ويقول محللون غربيون إن القيمة الاستراتيجية لباخموت ضئيلة.

لكن كييف تقول إن الخسائر التي تكبّدتها روسيا هناك يمكن أن تحدد مسار الحرب مستقبلاً، مع توقع معارك حاسمة في وقت لاحق هذا العام عندما يكون الطقس أفضل ومع تلقي أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات قتال ثقيلة.

وكانت المعارك المستمرة منذ شهور في المدينة الأكثر دموية وتدميراً منذ بدء الغزو الروسي، ما أضاف اسم باخموت إلى قائمة المدن المدمرة مثل ماريوبل وسيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.

وصوّرت طائرة مُسيّرة للجيش الأوكراني مشاهد لحجم الدمار في باخموت، إذ التقطت صوراً لعدد من المباني السكنية المحترقة مع تصاعد الدخان منها.

"وضع صعب"

وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إنه لم يبق في المدينة سوى أقل من أربعة آلاف مدني بينهم 38 طفلاً من إجمالي 70 ألفاً كانوا يقطنون المدينة قبل الحرب، إذ صارت باخموت الآن في حالة خراب إلى حد كبير بعد شهور من القصف.

وقال أحد جنود حرس الحدود الأوكراني في مقطع مصوّر بثته دائرة الحدود الأوكرانية "الوضع في المدينة صعب. العدو يقتحم مواقعنا بنشاط، ولكنه لا يحقق أي نجاح بل يتكبّد خسائر فادحة".

وأضاف "ربما بدافع الكراهية، حاولوا تفجير جسرين، ولكننا ما زلنا نتلقى كل ما نحتاجه. المدينة قائمة، لأن باخموت كانت ولا تزال وستظل أوكرانية. سنبقى على اتصال".

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أيضاً إن القوات الروسية نفّذت أكثر من 30 هجوماً فاشلا خلال اليوم السابق قرب أوريخوفو-فاسيليفكا وحدها، والتي تقع على بعد 20 كيلومتراً شمال غربي باخموت. وأضافت أنها قصفت المناطق المحيطة بعشر مناطق سكنية على طول خط الجبهة في باخموت.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات