تقرير: هكذا هرّبت إيران مسيّراتها إلى روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
ضابط أوكراني يتفقد أجزاء من مسيّرة قالت كييف إنها إيرانية الصنع من نوع "شاهد-136" في خاركوف. 6 أكتوبر 2022 - REUTERS
ضابط أوكراني يتفقد أجزاء من مسيّرة قالت كييف إنها إيرانية الصنع من نوع "شاهد-136" في خاركوف. 6 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

استخدمت إيران قوارب وشركة طيران مملوكة للدولة، لتهريب أنواع جديدة متطوّرة من المسيرات المسلحة طويلة المدى إلى روسيا، لاستخدامها في حربها على أوكرانيا، حسب ما كشفت مصادر إيرانية لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولم يصدر أي نفي إيراني لما أوردته الصحيفة البريطانية، لكن طهران تنفي باستمرار قيامها بمساعدة روسيا في أوكرانيا، على الرغم من أنها سبق أن اعترفت بتزويد موسكو بعدد محدود من المسيرات "قبل الغزو بأشهر".

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة على عمليات بيع المسيرات وقدراتها وتفاصيل تصنيعها"، قولها إن "معظم الطائرات المسيرة المرسلة إلى روسيا حملتها سفينة إيرانية بشكل سري من قاعدة مُطلة على ساحل بحر قزوين، ثم نُقلت في البحر إلى زورق تابع للبحرية الروسية". 

وأضافت المصادر أن "مسيرات أخرى أُرسلت على متن رحلة جوية تابعة لشركة طيران إيرانية مملوكة للدولة".

وتقع إيران على الحدود الجنوبية، وروسيا على الحدود الشمالية الغربية لبحر قزوين، وهو أكبر تجمع مائي داخلي في العالم، ما يجعل النقل الفعلي بين البلدين الحليفين أمراً سهلاً نسبياً. 

كما أرسلت إيران فنيين إلى موسكو للمساعدة في تشغيل المسيرات، بحسب المصادر التي ذكرت أن 3 مسؤولين عن كل مسيرة، و54 مسؤولاً بشكل إجمالي، ساعدوا في إدماج المركبات المهربة في الجيش الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى تسليم ما لا يقل عن 18 مسيرة إلى البحرية الروسية، بعد قيام ضباط وفنيين روس بزيارة خاصة في نوفمبر الماضي إلى طهران، حيث عُرضت عليهم مجموعة كاملة من التقنيات الإيرانية.

وخلال الزيارة المذكورة، اختار الوفد الروسي المكون من 10 أفراد 6 مسيرات من طراز "مهاجر-6"، يبلغ مداها نحو 200 كيلومتر، وتحمل صاروخين تحت كل جناح، إلى جانب 12 طائرة مسيرة طراز "شاهد 191"، و"شاهد 129"، تملك القدرة على توجيه ضربات جوية.

وبخلاف طائرات "شاهد 131" و"شاهد 136"، التي استخدمتها روسيا بكثافة لشن غارات انتحارية ضد أهداف أوكرانية، صُممت المسيرات التي تحلق على ارتفاع أعلى لإلقاء القنابل والعودة إلى قواعدها سالمة.

تقارب متزايد

ورأت الصحيفة أن هذا الكشف يبرهن على التقارب المتزايد بين طهران وموسكو، اللتين تشتركان في عدائهما تجاه الولايات المتحدة، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام.

وفي أغسطس الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن إيران بدأت في عرض مسيرات "شاهد 191 و129" على روسيا في يونيو، وإنهم يتوقعون أن تبيعها طهران لموسكو. 

ومنذ سبتمبر الماضي بدأت القوات الأوكرانية إسقاط طائرات مسيرة طراز "مهاجر-6"، وعرض مسؤولون في كييف إحداها في نوفمبر للصحيفة البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن المُسيرات أنتجت في نفس المصنع العسكري في وسط مدينة أصفهان، الذي استهدف في 28 يناير الماضي من قبل ما يعتقد أنه مسيرات إسرائيلية. 

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنهم يعتقدون أن الدافع وراء الهجوم هو مخاوف إسرائيل المتعلقة بالأمن القومي، وأنها لا تحاول التدخل في حرب أوكرانيا.

وفي أكتوبر الماضي، تعرضت كييف لهجوم بطائرة مسيرة من طراز "شاهد 136"، انفجرت في منزل قرب محطة سكة حديدية بالمدينة، ما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص. وفي يناير، قال سلاح الجو الأوكراني إنه أسقط كامل الطائرات المسيرة الـ45 المشاركة في هجوم جماعي، في وقت يتزامن مع العام الجديد.

ورجحت الصحيفة أن آخر عملية تسليم طائرات مسيرة لروسيا دخلت الخدمة فوق أوكرانيا كانت في 20 نوفمبر الماضي.

وتبذل طهران وموسكو جهوداً لتعميق العلاقات بهدف مواجهة الضغط من الولايات المتحدة وحلفائها. وبينما تنفي روسيا استخدام معدات إيرانية، فقد اعتمدت إلى حد كبير على طائرات مسيرة من طهران، في الوقت الذي تستهلك مخزوناتها من الصواريخ في شن هجمات على أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات