Open toolbar

مبنى مدمر في أنطاكيا جراء الزلزال الذي ضرب تركيا- 18 فبراير 2023 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
إسطنبول-

عندما بدأ مستخدمون للإنترنت في تركيا تداول تغريدات ومنشورات قديمة وتسجيلات فيديو محرجة للحكومة إثر الزلزال المدمّر الذي وقع الأسبوع قبل الماضي، أيقن مسؤولون أن لا شيء يمكن حذفه على الشبكة أو نسيانه.

في أحد تسجيلات الفيديو، يُرحب الرئيس رجب طيب أردوغان بقانون صدر في عام 2018 يعفي من العقاب مخالفي قواعد السلامة في نحو 6 ملايين مبنى.

وفي تسجيل التُقط خلال تجمعات حاشدة في هاتاي وكهرمان وملاطية، وهي مناطق تضرّرت بشدة من جراء الزلزال الذي وقع في 6 فبراير، تفاخر أردوغان بأنه "حل المشكلة" بما يُمكّن السكان من البقاء في منازلهم.

وعلى مدى عقدين في الحكم استندت شعبية أردوغان إلى قدرته على إيجاد طبقة وسطى جديدة وعصرية، وعلى توفير مساكن رخيصة في منطقة تعاني من نقص في التنمية.

لكن تلك التصريحات تبدو حالياً غير صائبة، على الرغم من ترحيب من حصلوا على تسويات بها.

وقال خبراء إن عدم الالتزام بمعايير البناء في منطقة عرضة للزلازل يُفسر ارتفاع حصيلة القتلى، علماً بأن الحصيلة المؤقتة لضحايا الزلزال في تركيا تخطّت 40 ألف شخص، وناهزت 5800 شخص في سوريا.

وجاء في تغريدة أطلقها أردوغان في عام 2013 حين كان رئيساً للوزراء: "المباني تقتل الناس وليس الزلازل. علينا أن نتعلّم العيش مع الزلازل.. واتخاذ تدابير وفقاً لذلك".

إتلاف الأرشيف

وفي تسجيل فيديو آخر يعود لعام 2011، يوضح وزير المالية الأسبق محمد شيمشك أن عوائد "ضريبة الزلازل" التي فرضت بعد زلزال 1999 الذي أودى بحياة نحو 17 ألف شخص في شمال غربي تركيا، استخدمت لتغطية تكاليف شق طرق وبناء مستشفيات.

وكانت الضريبة فُرضت لتهيئة المدن لتصبح أكثر مقاومة للزلازل.

ومنذ وقوع الزلزال، نشر حساب ArsivUnutmaz@ على "تويتر" (لديه 720 ألف متابع) أكثر من 50 محتوى بين تسجيلات فيديو وصور وتعليقات قديمة.

وتم تداول الكثير منها عشرات آلاف المرات وحصدت ملايين المشاهدات.

وأظهر فيديو سابق يعود لعام 2003، انتقاد أردوغان لما وصفه بـ"إهمال" الحكومات السابقة دراسة التربة قبل عمليات البناء.

وقال أستاذ الاتصالات في "جامعة بيلجي" في اسطنبول سارفان أوزون أوغلو: "أنشئ الكثير من الحسابات المماثلة منذ منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة، لأن الحكومة حاولت إثر محاولة الانقلاب عام 2016 إعادة ضبط الذاكرة الجماعية".

وأشار أوغلو إلى أنه على إثر حملة قمع لوسائل الإعلام "أتلفت صحف أرشيفها لحذف بعض الكلمات التي استخدمتها في الماضي وباتت حالياً تعتبرها غير مناسبة".

وشن أردوغان حملة قمع كبرى إثر محاولة الانقلاب، ووضع غالبية وسائل الإعلام تحت سيطرة الحكومة وشركات الأعمال المتحالفة معها.

ونشرت وسائل إعلام معارضة ومستقلة مشاهد وتقارير مضرة بالحكومة، لكن هذه المحتويات لم تصل يوماً ما إلى نشرات الأخبار المتلفزة التركية.

وعمدت القنوات الرئيسية إلى بث حلقة مستمرة من اللقطات لعمليات الإنقاذ في الأيام العشرة الأولى.

"تقويض النقاد"

وقال أوزون أوغلو إن هذا الأمر مردّه الرقابة الذاتية.

وفي أكتوبر، أقرت تركيا قانوناً يعاقب على نشر "الأخبار المضللة" بالحبس لمدة تصل إلى 3 سنوات.

وبحسب تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة احتلت تركيا عام 2022 المرتبة 149 من أصل 180 بلداً.

وتقول المنظمة إن في تركيا "يتم استخدام كل الوسائل الممكنة لتقويض النقاد".

لكن ليس من السهل على المسؤولين منع تداول صور من الأرشيف.

وبحسب أوزون أوغلو: "هذه الأنواع من الحسابات يمكن إنشاؤها مراراً وتكراراً"، معرباً عن اعتقاده بأن معارضين لأردوغان بمن فيهم متواجدون في المنفى يتولون إمداد هذه الحسابات بالمحتوى.

ويُظهر تسجيل فيديو يعود لعام 2019 وزير الداخلية سليمان صويلو يشرف على تدريب على محاكاة للزلزال لسكان كهرمان مرعش.

ويظهر في إحدى لقطات التسجيل مبنى متضرر قرب لافتة كتب عليها "فندق سافرون".

لكن المحاكاة تحوّلت إلى واقع، إذ انهار في كهرمان مرعش خلال زلزال 6 فبراير فندق مؤلف من 8 طوابق يحمل اسم "سافرون".

وفي فيديو أيضاً نشره حساب @ArsivUnutmaz تحدث الرئيس التركي أردوغان عن حل مشكلات 144 ألف و556 مواطن في كهرمان مرعش.
 

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.