فصائل سورية موالية لأنقرة تحشد للمشاركة في هجوم محتمل على الأكراد

time reading iconدقائق القراءة - 6
فصائل سورية مدعومة من تركيا خلال عرض عسكري شمالي حلب - 9 سبتمبر 2021 - AFP
فصائل سورية مدعومة من تركيا خلال عرض عسكري شمالي حلب - 9 سبتمبر 2021 - AFP
عمّان-رويترز

قالت فصائل سورية معارضة، إنها تستعد للانضمام إلى هجوم تهدد تركيا بشنه على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تتطلع أنقرة لحملة جديدة على الجماعة التي تراها تهديداً لأمنها الوطني.

ومنذ العام 2016، شنت تركيا 3 هجمات داخل الأراضي السورية على الجماعات الكردية التي تعدها أنقرة عدواً لها، وذلك على خلفية اتهامات بوجود "علاقات وثيقة" مع حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل في تركيا منذ عقود.

وبعد مقتل عنصرين من الشرطة التركية قبل شهر، أثناء هجوم صاروخي شمالي سوريا تقول أنقرة إن الوحدات الكردية شنته، تصاعد التوتر في المنطقة، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن الهجوم كان "القشة التي قصمت ظهر البعير". 

وتقول مصادر الفصائل السورية، إن تركيا أرسلت إمدادات عسكرية لحلفائها في سوريا في إطار التحضيرات لعملية محتملة، وأعيد نشر مقاتلين من المعارضة باتجاه المناطق التي يُتوقع أن تُستهدف في أي هجوم جديد.

وقال الناطق العسكري باسم "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، الرائد يوسف حمود، إن "الانتقال إلى حالة الجاهزية الكاملة لا يتطلب إلا فترة بسيطة جداً قبل الإعلان عن أي عملية عسكرية".

تهديدات تركية

التوغلات التركية السابقة شمالي سوريا عادةً كانت تسبقها عمليات حشد طويلة، وتحركات كبيرة للقوات العسكرية على الحدود، لكنها لم تُرصد بعد هذه المرة، بحسب "رويترز". 

ولم تلزم أنقرة نفسها بالقيام بالتحرك، ولم تورد تفاصيل تذكر عن خططها وما إذا كان القرار قد اتخذ بالفعل.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، قوله بعد لقائه مع نظيره الأميركي جو بايدن "عندما يحين وقت تنفيذ عملية، بالطبع ستنفذ العملية، لا تراجع عن ذلك".

وقال مسؤول أمني تركي كبير، إن التحضيرات جارية، لافتاً إلى أن "العملية ستبدأ لدى استكمال التحضيرات جميعها".

وتعقدت مساعي تركيا للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا إلى حد كبير، وذلك بسبب صلات الجماعة بروسيا والولايات المتحدة، وكلتاهما عملت مع الوحدات الكردية وفصيل آخر تقوده، هو قوات سوريا الديمقراطية، أثناء الحرب السورية.

وقال المسؤول الأمني التركي "نُنسق الأمر مع روسيا. وتناولناه بالفعل مع الولايات المتحدة".

وتقول مصادر من قوات سوريا الديمقراطية، إن تركيا كثفت هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة ونيران المدفعية من أراضيها، مستهدفة مواقع لوحدات حماية الشعب في الأسبوعين الماضيين.

وأشارت مصادر من المعارضة السورية إلى أن أي عمل عسكري سيركز على ممر تسيطر عليه القوات الكردية بين بلدتي تل أبيض وجرابلس، بمحاذاة مناطق سيطرت عليها تركيا وحلفاؤها من حملات عسكرية سابقة.

وقال مصطفى سيجري، المسؤول البارز في الجبهة السورية للتحرير المنخرطة في الاستعدادات العسكرية "استكملنا الاستعدادات العسكرية اللازمة للعملية العسكرية المرتقبة. كل مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني هدف لنا في المرحلة القادمة".

وأفادت وكالة "بلومبرغ" الخميس الماضي، بأن تركيا نشرت مئات الجنود الإضافيين في شمال سوريا، استعداداً لهجوم ضد القوات الكردية المدعومة أميركياً، كان معلّقاً منذ أواخر عام 2019.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين تحدثوا شرط حجب هوياتهم، أن تركيا تهدف من الهجوم إلى إغلاق أكثر من ثلثي حدودها مع سوريا البالغ طولها 910 كيلومترات، وإلى السيطرة على مناطق جنوب بلدة كوباني المعروفة أيضاً باسم عين العرب، لربط المناطق الواقعة تحت سيطرتها شرق نهر الفرات وغربه.

وجاء تعزيز القوات بعد تصويت البرلمان التركي، على السماح بنشر قوات في سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين. 

انتقادات لأنقرة

وفي وقت سابق الشهر الماضي، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن التحركات العسكرية التركية شمال سوريا، معتبراً في كلمة موجهة إلى الكونجرس، أنها تُشكل تهديداً استثنائياً للأمن القومي للولايات المتحدة، وذلك في إشارة إلى سعي أنقرة لشن عمليات عسكرية ضد القوات الكردية الحليفة لواشنطن.

وقال بايدن، في بيان أعلن خلاله استمرار حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بالوضع السوري، إن الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري على شمال شرق سوريا، يقوض الحملة الهادفة لهزيمة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، ويعرض المدنيين للخطر، ويهدد أكثر بتقويض السلام والأمن في المنطقة.

واعتبر الرئيس الأميركي بحسب بيان للبيت الأبيض، أن الإجراءات التركية لا تزال تُشكل تهديداً غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

بقاء القوات الأميركية

رئيسة اللجنة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، كانت قد أكدت بعد لقاءات مع مسؤولين أميركيين، أن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا للقضاء على تنظيم "داعش" وإقامة البنية التحتية، مضيفة، وفق وكالة "رويترز"، أن واشنطن قدمت التزاماً واضحاً للأكراد بذلك.

وأضافت بعد اجتماعات مع ممثلين للبيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع في واشنطن "قالوا إنهم سيبقون في سوريا ولن ينسحبوا، سيواصلون قتال (داعش).. قبل ذلك لم يكونوا واضحين أثناء رئاسة ترمب، وخلال الانسحاب من أفغانستان، لكن هذه المرة أوضحوا كل شيء".

وأثار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مخاوف من أن خليفة ترمب، جو بايدن، قد يتخلى عن حلفاء بلاده في أنحاء المنطقة مع اتجاه واشنطن لاعتبار الصين التحدي الاستراتيجي الرئيسي لها.

أهداف داخلية تركية

"بلومبرغ" اعتبرت في تقريرها الذي نُشر قبل أيام، أن الهجوم التركي المحتمل هو خطوة يمكن أن تساعد أردوغان في حشد الدعم المحلي وسط أزمة اقتصادية حادة، وفي محاولة للضغط على الولايات المتحدة وروسيا، لكبح القوات الكردية في سوريا. 

وقالت الوكالة إنه "يمكن لحملة ضد القوات الكردية أن تساعد أردوغان على تعزيز دعم القوميين والمحافظين الأتراك، في وقت يهدد التضخم شعبيته. لكنه يخاطر أيضاً بمواجهة مع الولايات المتحدة قد تضر بالليرة (التركية)، وهي العملة الرئيسية الأسوأ أداءً هذا العام".