قمة "كواد".. مبادرة للحد من "الصيد الجائر" للصين بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 10
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (من اليمين إلى اليسار) قبل قمة مجموعة "الرباعية" (كواد) في طوكيو - 24 مايو 2022 - Bloomberg
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (من اليمين إلى اليسار) قبل قمة مجموعة "الرباعية" (كواد) في طوكيو - 24 مايو 2022 - Bloomberg
طوكيو - وكالات

تعهد زعماء دول تحالف "الرباعية" (كواد)، التي تضمّ الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، التعاون كي تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حرة ومنفتحة، وبالعمل لمكافحة الاحتباس الحراري، إضافة إلى مبادرة جديدة تستهدف الحدّ من "الصيد الجائر" الذي تُتهم سفن صينية بممارسته.

وتسود حالة من الغضب بين العديد من الدول في منطقة المحيطين الهندي والهادي من أسطول الصيد الصيني الضخم.  وتقول هذه الدول إن السفن الصينية تنتهك غالباً مناطقها الاقتصادية الخالصة وتتسبب في أضرار بيئية وخسائر اقتصادية.

ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ هي مساحة جيوسياسية، تمتد من الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى الساحل الغربي للهند، وتشكّل إطاراً إقليمياً يضمّ 24 دولة، في المياه الاستوائية للمحيط الهندي، وغرب المحيط الهادئ ووسطه، والبحار التي تربط الاثنين في المنطقة العامة لإندونيسيا. ومنذ عام 2011، يُستخدم مصطلح "المحيطين الهندي والهادئ" بشكل متزايد، في الخطاب الاستراتيجي والجيوسياسي بالعالم.

والدول الـ24 هي: أستراليا وبنغلادش وبوتان وبروناي وكمبوديا وفيجي والهند وإندونيسيا واليابان ولاوس وماليزيا وجزر المالديف وميانمار ونيبال ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة والفلبين وسنغافورة وسريلانكا وتايوان وتايلاند وتيمور الشرقية والولايات المتحدة وفيتنام.

قمة "كواد" في طوكيو جمعت الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسَي الوزراء، الهندي ناريندرا مودي والياباني فوميو كيشيدا، إضافة إلى رئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيز، علماً أنها ستشمل أيضاً لقاءات ثنائية بينهم، في اليوم الأخير من الرحلة الأولى للرئيس الأميركي إلى آسيا، منذ تنصيبه في 20 يناير 2020.

وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب "شركائها الديمقراطيين المقربين"، للضغط من أجل أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة. وأدان الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلاً: "هذه أكثر من مجرد قضية أوروبية. إنها قضية عالمية. هجوم روسيا على أوكرانيا يُبرز أهمية الأهداف الأساسية للنظام الدولي ووحدة الأراضي والسيادة. يجب دوماً الدفاع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، بصرف النظر عن مكان انتهاكها في العالم".

واعتبر كيشيدا رئيس وزراء اليابان، أن الغزو الروسي "يهزّ أسس النظام الدولي"، ويشكّل تحدياً مباشراً لمبادئ الأمم المتحدة. وأضاف: "يجب ألا نسمح بحدوث أمور مماثلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وقال مسؤول أميركي إن دول "الرباعية" متفقة إلى حد كبير، على أن الوضع في أوكرانيا يمثل تهديداً خطراً للنظام الدولي، مستدركاً أنه لا يزال غير واضح كيف سيتعاملون بشكل مباشر مع هذه المسألة، في بيان مشترك. وأضاف أن على "كواد" تعزيز مكانتها، قبل التفكير في ضمّ أعضاء آخرين مهتمين، مثل كوريا الجنوبية.

نيودلهي وغزو أوكرانيا

مودي لم يتطرّق إلى أوكرانيا أو روسيا في تصريحاته، علماً أن الهند رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، خلال تصويت في مجلس الأمن، في ما اعتبره بايدن سياسة "مترددة"، لم تدعم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو.

وطوّرت الهند علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وهي جزء حيوي من "كواد" التي تستهدف التصدي للصين، لكنها تتمتع أيضاً بعلاقات مديدة مع روسيا، التي لا تزال أبرز مورّد لمعداتها الدفاعية وإمداداتها من النفط.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله: "الرئيس (بايدن) يدرك جيداً أن لدى دول تاريخها الخاص، ومصالحها الخاصة، ووجهات نظرها الخاصة، والفكرة هي البناء على القواسم المشتركة".

وأضاف أن بايدن سيسعى إلى إيجاد قواسم مشتركة، مشدداً على أهمية الاجتماع المباشر مع مودي. وتابع: "ثمة بعض الاختلافات مع جميع أعضاء كواد، والسؤال يكمن في كيفية التعامل معها وإدارتها".

"دعم استثماري" للهند

وذكرت "رويترز" أن ثمة مسألة جوهرية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، خلال قمة "الرباعية"، تتمثل في كيفية دفع الهند إلى التخلّي عن المعدات العسكرية الروسية، واحتمال تزويدها بمساعدات دفاعية وأشكال دعم أخرى، لتسريع هذا الأمر.

وأعلنت نيودلهي الاثنين، أن واشنطن تدرس "دعماً استثمارياً" للهند بقيمة 4 مليارات دولار، إضافة إلى مليارات الدولارات التي قُدّمت في وقت سابق، بعدما وقّع الجانبان اتفاقاً بشأن تصنيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة والبنية الأساسية.

كذلك انضمّت الهند إلى الولايات المتحدة و11 دولة أخرى، في محادثات اقتصادية تقودها واشنطن، تحت عنوان "الإطار الاقتصادي للازدهار في المحيطين الهندي والهادئ".

وتستهدف محادثات المشاركين في القمة، مواجهة الصين التي تنتهج سياسات صارمة بشكل متزايد، وتمهّد لتبديد خلافات بشأن ملفات، بينها روسيا، بحسب "رويترز".

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي أن تايوان لم تكن بنداً رسمياً على جدول أعمال القمة، ولكن يُرجّح أن تكون ملفاً أساسياً خلال لقاءات القادة الأربعة، بعد يوم على تعهد بايدن بالدفاع عسكرياً عن الجزيرة، إذا تعرّضت لغزو صيني، في ما اعتُبر نأياً عن سياسة "الغموض الاستراتيجي البنّاء" الذي تنتهجه واشنطن في هذا الصدد، لا سيّما في إطار اعترافها بمبدأ "صين واحدة".

لكن بايدن أكد، الثلاثاء، أن سياسة "الغموض الاستراتيجي" التي تنتهجها بلاده "لم تتغيّر أبداً"، مضيفاً: "أعلنتُ ذلك عندما أدليت بتصريحاتي (الاثنين)".

أستراليا والاحتباس الحراري

أنتوني ألبانيز أبلغ قادة المجموعة بأن أولوياته تتماشى مع أولوياتهم، وتعهد بالاستثمار أكثر في المعركة ضد تغيّر المناخ، في منطقة تواجه فيها دول جزرية جنوب المحيط الهادئ، بعضاً من أكثر الأخطار المباشرة، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحار.

وقال: "المنطقة تتطلّع إلينا للعمل معهم وأن نقود بالقدوة. لهذا السبب، ستتخذ حكومتي إجراءات طموحة بشأن تغيّر المناخ وتزيد من دعمنا للشركاء في المنطقة، أثناء عملهم لمعالجته، بما في ذلك (تأمين) تمويل جديد".

وشدد ألبانيز على أن الرباعية "ستتمسّك بحزم بقيمنا ومعتقداتنا"، من أجل تعزيز الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتابع: "تتماشى أولويات الحكومة الأسترالية الجديدة مع جدول أعمال كواد، واتخاذ إجراءات بشأن تغيّر المناخ وبناء منطقة أكثر قوة ومرونة في المحيطين الهندي والهادئ".

في المقابل، وجّه رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانج، برقية تهنئة إلى ألبانيز، ورد فيها أن "الجانب الصيني مستعدّ للعمل مع الجانب الأسترالي، للنظر إلى الوراء والتطلّع إلى المستقبل.. من أجل تعزيز النموّ السليم والثابت لشراكتهما الاستراتيجية الشاملة"، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" الرسمية.

مكافحة الصيد غير القانوني

الدول الأربع أعلنت أيضاً مبادرة مدتها 5 سنوات، تستهدف الحدّ من الصيد غير القانوني، مع تزايد القلق بشأن ممارسات سفن صينية في هذا الصدد، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ". وأضافت أن المبادرة تستهدف تعزيز تتبّع أفضل للسفن التي توقف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال، خلال صيد الأسماك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتفاقمت مخاوف من تفاوض بكين بشأن اتفاقات أمنية جديدة، مع دول في المحيط الهادئ، بعد اتفاقها مع جزر سليمان الشهر الماضي.

ووَرَدَ في بيان مشترك أصدرته الدول الأربع: "هذه المبادرة ستحوّل قدرة الشركاء في جزر المحيط الهادئ، وجنوب شرقي آسيا ومنطقة المحيط الهندي، على المراقبة الكاملة للمياه على شواطئهم، وبالتالي دعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتكون حرة ومفتوحة".

ونقلت الوكالة عن مسؤول بارز في إدارة بايدن، إن المبادرة ستساهم أيضاً في حماية السيادة الإقليمية والمساعدة في مهمات الإنقاذ البحري، علماً أنها ستغطّي جزر المحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا ومنطقة المحيط الهندي.

وبات تفشّي الصيد غير القانوني مصدر قلق متزايد، إذ رُصدت أساطيل صينية بشكل متزايد في مياه تطالب بها دول نائية، فيما تساهم في الصيد الجائر والتلوّث، بحسب "بلومبرغ".

وأشار البيان إلى أن برنامج "كواد"، الذي يستخدم ترددات راديوية وتقنيات أخرى، سيجمع بيانات غير سرية يمكن مشاركتها مع "مجموعة واسعة من الشركاء الذين يرغبون في الاستفادة" منها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات