ألمانيا تقضي بسجن مسؤول سوري متورط بـ"تعذيب معتقلين"

time reading iconدقائق القراءة - 5
باريس-أ ف ب

حكمت محكمة ألمانية، الأربعاء، بالسجن 4 سنوات ونصف السنة على عضو سابق في الاستخبارات السورية لإدانته بـ"التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية"، في إطار أول محاكمة من نوعها في العالم ضد أفراد انتسبوا لأجهزة الأمن السورية. 

ودانت محكمة مدينة كوبلنس، السوري إياد الغريب (44 عاماً) بالمشاركة في اعتقال 30 متظاهراً على الأقل في منطقة دوما بالقرب من مدينة دمشق، في أواخر عام 2011، ونقلهم إلى مركز احتجاز تابع للاستخبارات، حيث تعرضوا للتعذيب.

وأخفى الغريب وجهه عن الكاميرات واستمع إلى الحكم بصمت، واضعاً كمامة على وجهه. وجاء حكم المحكمة أقل مما طلبه الادعاء.

ومع اقتراب الذكرى العاشرة لانطلاق الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس 2011، تعتبر محاكمة غريب الأولى التي تصدر فيها محكمة أجنبية حكماً في قضية مرتبطة بممارسات أجهزة الأمن السورية. 

ويعتبر غريب الأول بين متهمين اثنين يمثلان منذ 23 أبريل أمام محكمة كوبلنز، وصدر الحكم بحقه بعد أن اختار القضاة تقسيم الإجراءات إلى قسمين. 

أما المتهم الثاني، وهو العقيد السابق أنور رسلان (58 عاماً)، فيعتبر أكثر أهمية في جهاز الأمن السوري، ويلاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولا سيما في قتل 58 شخصاً وتعذيب 4 آلاف معتقل. 

ومن المتوقع أن تستمر محاكمة رسلان حتى نهاية أكتوبر على الأقل. 

وتطبق ألمانيا في محاكمتهما مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي أخطر الجرائم بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم. 

ملفات قضائية

وتزداد الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم الوطنية في ألمانيا والسويد وفرنسا بمبادرة من بعض اللاجئين السوريين في أوروبا. وهي حالياً الإمكانية الوحيدة للحكم على الانتهاكات المرتكبة في سوريا مع شلل القضاء الدولي. 

وكان إياد الغريب يعمل في أجهزة الاستخبارات السورية قبل أن ينشق في 2012 ويهرب في نهاية المطاف من سوريا في فبراير 2013. 

ووصل الغريب في 25 أبريل 2018 إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة من تركيا ثم اليونان، ولم يخفِ ماضيه يوماً. 

وعندما روى رحلته الشاقة للسلطات المسؤولة عن البت في طلب اللجوء الذي قدمه، أثار اهتمام القضاء الألماني ما أدى إلى اعتقاله في فبراير 2019.

واستنكر أحد محامي الادعاء المدني باتريك كروكر صمت غريب. وقال إن أشخاصاً "من رتبته يمكن أن يكونوا مهمين جداً لإعطائنا معلومات لكنه اختار عدم القيام بذلك". 

وأدلى أكثر من 10 سوريين بإفاداتهم حول الانتهاكات التي تعرضوا لها في سجن الخطيب (الأمن الداخلي)، والذي يقع في أحد أحياء دمشق. 

وتم الاستماع إلى بعض الشهود من دون كشف هوياتهم، ومثلوا مقنعين أو واضعين شعراً مستعاراً خوفاً من تعرض أقاربهم الذين لا يزالون في سوريا لأعمال انتقامية. 

وللمرة الأولى عُرضت على المحكمة صور من "ملف قيصر". وقام هذا المصور السابق في الشرطة العسكرية بتسريب 50 ألف صورة، يظهر فيها 6786 معتقلاً أثناء تعذيبهم.