ما مدى فعالية لقاحات كورونا على "المتحور دلتا"؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
عامل طبي يحضّر جرعة من لقاح كورونا لتطعيم أحد الأشخاص في ماليزيا- 8 يوليو 2021 - REUTERS
عامل طبي يحضّر جرعة من لقاح كورونا لتطعيم أحد الأشخاص في ماليزيا- 8 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

بينما تجبر الإصابات المتزايدة بفيروس كورونا بعض الدول على إعادة فرض القيود، يتسابق العلماء وشركات تصنيع الأدوية لتقديم إجابة على سؤال بالغ الأهمية، هو: ما مدى الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية من متحور دلتا؟

بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز"، يتفق معظم الخبراء على نقطة واحدة، هي أن اللقاحات الرائدة، كما تشير الدراسات، على غرار "فايزر" و"أسترازينيكا"، لا تزال توفر حماية قوية ضد الحالات الحرجة واللجوء إلى المستشفيات.

وعن هذا الأمر، قالت سمية سواميناتهان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، إن "دراسات الفعالية التي جرت على أرض الواقع على عدد من اللقاحات أظهرت حماية جيدة، خصوصاً في الحالات الحرجة من الإصابة بهذا المتحور".

وأضافت: "الأولوية الأولى في الوقت الحالي هي توسيع نطاق تغطية اللقاحات في جميع الدول".

فعالية تفوق 90%

وحسب الصحيفة، أظهر تحليل أُجري على 14 ألفاً و 19 حالة مصابة بمتحور "دلتا" في المملكة المتحدة، ونشرته هيئة الصحة العامة البريطانية، في يونيو الماضي، أن لقاحي "بيونتك-فايزر" و"أكسفورد-أسترازينيكا" أثبتا فعالية بنسبة 94% و92%، على التوالي، ضد التنويم في المستشفيات بعد جرعتين.

وفي وقت متأخر الخميس، أوضحت شركة "فايزر" أنها تعتقد أن جرعتها "فعالة ضد متحور دلتا"، خصوصاً بعد إعطاء جرعة معززة ثالثة محتملة، لكنها أضافت أنها "تخطط لدراسة تطعيم يستهدف هذا المتحور". ومن المقرر بدء التجارب الشهر المقبل.

وفي المملكة المتحدة، حيث أصبح متحور "دلتا" واسع الانتشار، تزامناً مع حصول أكثر من نصف السكان على التطعيم كاملاً، تنعكس الفعالية العالية للقاحات على معدل الوفيات لمرضى كورونا، والتي تدنت إلى 0.1% فقط، أي ما يعادل 20 ضعفاً أقل مما بلغته في فترة ذروة تفشي الجائحة، وفقاً لما قاله ميغان كال، عالم الأوبئة في هيئة الصحة العامة.

وعلى الرغم من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن السؤال عما إذا كانت اللقاحات تبقى فعالة في الوقاية من العدوى، ومن ثم انتقال الفيروس وانتشاره، يظل "محفوفاً بالمخاطر".

وفي مايو الماضي، وجدت الدراسات في المملكة المتحدة أن نسبة فعالية جرعتين من لقاح "فايزر" في منع الإصابة المصحوبة بأعراض بمتغير "دلتا" بلغت 88%، وبعد شهر، تم تعديل الرقم إلى 79% من قبل باحثين اسكتلنديين.

وقدّر العلماء أن فعالية جرعة "فايزر" في الوقاية من الإصابة بمتحور "دلتا" بلغت 87%، وأكد باحثون لـ"فاينانشال تايمز" أن هذه النسبة تشبه نسبة الوقاية التي وفرتها هذه الجرعة ضد متحور "ألفا"، الذي اكتُشف لأول مرة في بريطانيا، والتي بلغت 89%. 

وأشارت دراسة رابعة، أجرتها وزارة الصحة الإسرائيلية، ونُشرت تفاصيلها هذا الأسبوع، إلى أن لقاح "فايزر" كان أقل فعالية بكثير ضد حالات الإصابة بمتحور دلتا المصحوبة بأعراض، حيث لم تتجاوز الحماية التي يوفرها 64%. 

ومع ذلك، سارعت "فايزر" ومسؤولون صحيون في إسرائيل إلى التحذير من أن الدراسة "استندت بالأساس إلى أعداد إصابات أولية ومحلية بدرجة كبيرة، واعترتها نقاط ضعف منهجية أخرى".

تحييد الأجسام المضادة

تنوع نتائج فعالية اللقاحات يعكس صعوبة إجراء تقييمات واقعية، وفقاً للصحيفة. ففي أثناء التجارب، يمكن أن يختار العلماء مشاركين، ومراقبة من يتلقى اللقاح الحقيقي أو الوهمي، وتحديد من يصاب بالعدوى ومن لا يصاب بها، مع توفير مجموعة من البيانات. 

وبمجرد بدء حملة التطعيم، يفقد العلماء هذه القدرة على التحكم، حيث تحدد عوامل أخرى من يصاب بالمرض، ما يجعل الوصول إلى نتائج مؤكدة أمراً بالغ الصعوبة.

وقالت ناتالي دين، أستاذة مساعدة في الإحصاء الحيوي بجامعة أيموري في جورجيا، إن "بيانات دراسة اللقاح القائمة على الملاحظة ليست بيانات تجارب عشوائية".

وأضافت ناتالي، في تغريدة عبر حسابها على موقع تويتر، أن "النتائج الإسرائيلية يجب ألا تنفي الدراسات الأخرى التي أظهرت فعالية عالية للقاحات، لأن الحجم الصغير للوباء في إسرائيل كان واحداً من العوامل المضللة التي يمكن أن تؤثر على النتائج". 

أما بالنسبة للقاحات أخرى، فلا تزال بيانات الفعالية في العالم الحقيقي غير موجودة بعد، الأمر الذي يجبر مسؤولي الصحة على الاعتماد على الاختبارات المخبرية لتقييم الفعالية على متحور "دلتا".

وفي مثل هذه الدراسات يستخدم العلماء دماء أفراد مطعمين لتقدير فعالية اللقاح على المتحور في المختبر. 

ونقلت "فاينانشال تايمز" عن شركة "مودرنا" قولها إن لقاحها أظهر "خفضاً مضاعفاً في تحييد الأجسام المضادة في الاختبارات المخبرية ضد متحور دلتا، لدى المقارنة بسلالة فيروس كورونا الأصلية"، لكن الشركة وصفت النتائج، على الرغم من ذلك، بـ"المشجعة". 

وفي يونيو الماضي، قال ستيفان بانسيل، المدير التنفيذي لـ"مودرنا"، إن البيانات "تعزز ما نعتقده بأن لقاح شركتنا يجب أن يبقى وقائياً ضد المتحورات المكتشفة حديثاً".

ونقلت الصحيفة عن شركة "جونسون أند جونسون"، التي تسوق لقاحاً من جرعة واحدة، قولها إن لقاحها أثار مستوى أعلى من نشاط الأجسام المضادة ضد متحور "دلتا"، أكثر مما فعله في الاختبارات ضد متحور "بيتا"، الذي اكتُشف لأول مرة في جنوب إفريقيا. وفي حين لم تقدم الشركة أرقاماً دقيقة، إلا أنها قالت إن اللقاح وفّر "حماية قوية" ضد المرض. 

لقاحات روسية وصينية

مصنعو اللقاح الروسي "سبوتنك-في"، بحسب تقرير "فاينانشال تايمز" قالوا إن لقاحهم أكثر فعالية على المتحور "دلتا" مقارنة بأي لقاح آخر، لكنهم لم يقدموا أية أدلة لدعم ادعائهم. 

وفي الوقت نفسه، أشار العديد من العلماء الصينيين إلى أن بعض اللقاحات الصينية وُجدت أقل فعالية على "دلتا" منها على المتحورات السابقة، لكنهم لم ينشروا سوى تفاصيل قليلة عن الدراسات التي استندوا إليها في هذه النتائج. 

ونقلت وكالة "رويترز"، عن المتحدث باسم "سينوفاك"، ليو بيشينغ، أن النتائج الأولية المستندة إلى عينات الدم من الأشخاص المطعمين بلقاحها أظهرت "تراجعاً بمقدار 3 أضعاف في تحييد التأثير على دلتا".

وحذر بيتر إنغليش، المستشار السابق لدى هيئة الصحة العامة البريطانية، من أنه "رغم أن البيانات المتعلقة بالفعالية على دخول المستشفيات إيجابية بوجه عام، فإن قدرة اللقاح على منع انتقال دلتا كانت أقل وضوحاً بكثير". 

وأضاف أن "دلتا أكثر عدوى بكثير، وهو أفضل في العثور على الأشخاص غير المحصنين على نحو جيد وإصابتهم، ولذلك سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتراكم أرقام يمكن الاعتماد عليها عن انتقال العدوى".