خبراء: تغير المناخ يعرض حياة الملايين للخطر

time reading iconدقائق القراءة - 5
شعلة نفطية تحترق في مصفاة BP Plc في وايتنج بإنديانا في الولايات المتحدة - 10 أكتوبر 2021 - Bloomberg
شعلة نفطية تحترق في مصفاة BP Plc في وايتنج بإنديانا في الولايات المتحدة - 10 أكتوبر 2021 - Bloomberg
دبي-الشرق

حذر عشرات الأطباء من أن عدم اتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ سيعرض حياة ملايين الأشخاص للخطر، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات حرارة الكوكب سيؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي وانتشار الأمراض المعدية.

وجاء في تحليل أجراه أكثر من 100 طبيب وخبير صحي في تقرير نشرته مجلة "لانسيت" الطبية، أن تغير المناخ بات يرتبط بشكل مباشر بصحة الإنسان، لافتين إلى أنه من شأن التغيرات المناخية أن تؤدي إلى نقص الغذاء والكوارث المميتة وتفشي الأمراض.

وقال الخبراء في التقرير الذي نقلت صحيفة "واشنطن بوست" مقتطفات منه، إن ثمة احتياجاً إلى جهود حثيثة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجم عن الأنشطة البشرية، واعتبروا أن ذلك يمكن أن يحول دون وقوع ملايين الوفيات.

ارتفاع الحرارة

وبحسب الأطباء أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض ارتفاع حرارة الجسم، ما تسبب في انهيار عدد من عمال المزارع في الحقول، ووفاة كبار السن داخل بيوتهم.

وأوضحوا أن ذلك أدى أيضاً إلى تكاثر الحشرات التي تحمل الأمراض الاستوائية وانتشارها باتجاه القطبين. وتتزايد كمية حبوب اللقاح النباتية في الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

كما زادت الفيضانات الشديدة والعواصف الكارثية من مخاطر الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، بحسب الأطباء.

وأدى الدخان المنبعث من حرائق الغابات إلى أمراض تنفسية، كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلى اشتداد الجفاف وتلف المحاصيل، ما يفاقم بدوره من الجوع الذي يطارد الملايين في أكثر المناطق فقراً بالعالم.

وقال رينيه سالاس طبيب الطوارئ بمستشفى ماساتشوستس العام الذي ساعد في كتابة التقرير، إن "خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هو في حد ذاته وصفة طبية"، مضيفاً أن "القسم الذي أقسمته كطبيب هو حماية صحة مرضاي، لذلك أطالب باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ".

نقطة تحول

ويقول الأطباء في التقرير: "تواجه الإنسانية نقطة تحول حاسمة"، إذ تستعد الدول لإنفاق تريليونات الدولارات على التعافي الاقتصادي من جائحة فيروس كورونا، إذ من المقرر أن يجتمع قادة العالم في مؤتمر المناخ "كوب 26" الذي تعقده الأمم المتحدة من 31 أكتوبر الجاري حتى 12 نوفمبر في جلاسكو باسكتلندا.

وتعمل الولايات المتحدة على إعداد مجموعة من السياسات المناخية للمساعدة في إقناع أكبر الدول المسببة للانبعاثات في الحد من الانبعاثات خلال ذلك المؤتمر.

تشاؤم أميركي

لكن مبعوث الولايات المتحدة للمناخ جون كيري، استبعد إمكانية تحقيق الهدف العالمي لخفض انبعاثات الفحم والغاز والنفط، في نهاية مؤتمر المناخ.

وأضاف كيري في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في وقت سابق من الشهر الجاري، أن ذلك يأتي بعد ما يقرب من عام من عدم نجاح دبلوماسية المناخ، في دفع بعض أكبر الدول المسببة للتلوث بالعالم، للتحرك بسرعة كافية.

وعزا كيري الفضل في ما تحقق من تقدم حتى الآن، إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها من الدول التي تعهدت خلال العام الماضي، بخفض أكبر وأسرع في انبعاثات الوقود الأحفوري المدمرة للمناخ، قبل المحادثات في جلاسكو، باسكتلندا.

وأعرب المبعوث الأميركي للمناخ عن أمله في انضمام عدد كافٍ من الدول، خلال العامين المقبلين إلى تلك الجهود.

حشد الدول الغنية

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال الشهر الماضي، إنه متفائل بإمكانية حشد الدول الغنية 100 مليار دولار، لتمويل الدول النامية لمساعدتها في مكافحة التغير المناخي في 2021.

وجاءت تصريحات جوتيريش عقب قمة غير رسمية للمناخ انعقدت في مقر الأمم المتحدة، بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والأمين العام للأمم المتحدة، وحضرها قادة 15 بلداً، إضافة إلى آخرين شاركوا عن بعد بتقنية "الفيديو كونفرانس"، فيما كان زعماء الولايات المتحدة والصين والهند أبرز الغائبين.

وناقشت القمة عدة سبل لإنجاح مؤتمر المناخ "كوب 26"، أبرزها خفض الانبعاثات والالتزام بالتمويل في ما يتعلق بالمناخ، والتحوّل نحو الاقتصاد الأخضر.

وقال جوتيريش في ندوة صحافية عقب القمة التي انعقدت خلف أبواب مغلقة، إنه طلب من الزعماء الذين شاركوا في القمة، القيام بما هو مطلوب لإنجاح قمة المناخ "كوب 26"، المرتقبة في مدينة جلاسكو.

اقرأ أيضاً: