الهايتيون يواجهون محنة لا تنتهي بين الزلزال والعاصفة والفيضانات

time reading iconدقائق القراءة - 6
امرأة تنظر إلى منزلها الذي غمرته الفيضانات بعد زلزال السبت الذي بلغت قوته 7.2 درجة في ليس كاي الهايتية - 17 أغسطس 2021  - REUTERS
امرأة تنظر إلى منزلها الذي غمرته الفيضانات بعد زلزال السبت الذي بلغت قوته 7.2 درجة في ليس كاي الهايتية - 17 أغسطس 2021 - REUTERS
لي كاي - أ ف ب

يقف سكان جنوب غرب هايتي عاجزين في مواجهة الأحوال الجوية السيئة الناجمة عن عاصفة استوائية، بينما هم منهكون ولا يملكون خياراً آخر سوى البقاء في الشوارع المهددة بالفيضانات منذ الزلزال الذي ضرب المنطقة.

في مدينة لي كاي بدأ أكثر من 200 شخص بناء ملاجئ هشة، في ملعب لكرة القدم غمرته المياه، وسط رياح وأمطار متواصلة.

وكل هؤلاء من المنكوبين في الزلزال الذي بلغت شدته 7.2 درجة، وأدى السبت، إلى تدمير عشرات الآلاف من المنازل خلال ثوانٍ.

ولقي 1941 شخصاً مصرعهم في الزلزال، حسب حصيلة ما زالت "جزئية جداً" أعلنتها سلطات الدفاع المدني الهايتي، الثلاثاء.

وبينما تستمر عمليات إزالة الأنقاض في المدينة، على أمل العثور على ناجين، نظمت مروحية تابعة لخفر السواحل الأميركي رحلات لنقل المرضى الذين يعانون من وضع حرج.

مروحيات الإجلاء

أجلت الولايات المتحدة نحو 40 شخصاً يحتاجون لعلاج عاجل بـ3 مروحيات لخفر السواحل، كما استخدمت 8 مروحيات أخرى للجيش، انطلاقاً من هندوراس لمواصلة جهود الإجلاء الطبي.

وقالت القيادة الجنوبية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إنه من المقرر وصول سفينة النقل "يو إس إس أرلينجتون" التابعة للبحرية الأميركية، إلى هايتي، الأربعاء، مع فريق جراحي.

ويتم تنظيم المساعدات الطبية لآلاف الجرحى، مع ظهور غرف عمليات ميدانية في بعض المراكز الطبية بالمنطقة المتضررة من الزلزال.

وفي موقع مستشفى "أوفاتما"بكايس، أنزل الجنود الأميركيون صناديق من المعدات، قبل أن ينقلوا بطائرتهم إلى العاصمة بور أو برانس رجلاً مصاباً بجروح خطيرة، وطفلاً يدعى جيريمي (7 سنوات) حمله أحد العاملين بمنظمة الإجلاء الطبي "هيرو امبولانس".

وقالت كارولين ديفيز، الممرضة بمنظمة المساعدة الطبية الكندية غير الحكومية، التي وصلت إلى لي كاي، غداة الزلزال إن "هذا الصبي الصغير يعاني من نزف دماغي قد يضر به طوال حياته. إذا تمكنا من مساعدته فقد ينعم بطفولة طبيعية، لذلك هذا (الدعم) يحدث فرقاً". 

وبعد انتظار دام يومين، يشكل هذا الدعم الدولي مصدراً للتخفيف من أعباء الفريق الطبي في مستشفى لي كاي، الذي ما زال يشعر بخيبة أمل، مع غياب الكثير من المعدات، لا سيما جهاز مسح (سكانر) أو أشخاص مدربين لتشغيل هذا النوع من الأجهزة.

احتمالات حدوث فيضانات

تبدو ماجالي كاديت (41 عاماً) بغطاء حماية الشعر من المياه، منهكة بعد 3 أيام من المحن التي اختبرتها. وقالت السيدة التي تعبت من الهزات الارتدادية التي لا تتوقف "حتى من أجل قضاء حاجتنا، ليس لدينا مكان لذلك علينا أن نبحث عن مكان في الشوارع".

وتابعت: "مساء أمس، احتميت بمكان قريب من الكنيسة، لكن عندما شعرنا بأن الأرض تهتز مرة أخرى ركضت للعودة إلى هنا".

وجرح نحو 9 آلاف و900 شخص في الهزات الأرضية وارتداداتها. وقالت السلطات إن رجال الإنقاذ انتشلوا من تحت الأنقاض 34 شخصاً أحياء خلال الساعات الـ 48 الماضية.

وإلى محنة الضحايا الذين ينامون في العراء، أضافت العاصفة الاستوائية جريس، الثلاثاء، أمطاراً غزيرة. وذكر المركز الأميركي للأعاصير ومقره في ميامي، أن هطول الأمطار قد يتسبب ببعض الأماكن في حدوث "فيضانات كبيرة".

وفي هذه الظروف دعت السلطات الهايتية إلى "التزام أكبر قدر من الحذر" حيال المنازل المتصدعة التي قد تنهار تحت تأثير المطر. ويشعر السكان الذين يبنون على عجل ملاجئ مؤقتة، بالغضب.

وقالت ناتاشا لورميرا وهي تمسك قطعة خشب صغيرة بقطعة قماش ممزقة: "مساء أمس شهدنا وضعاً سيئاً. رياح ثم هطلت أمطار غزيرة. بقيت جالسة وفي كل مرة كانت العواصف ترسل لنا المياه".

وأضافت: "لا أريد أن أذهب تحت ممر أو زاوية حائط، لأننا رأينا أشخاصاً يموتون تحت أجزاء من الجدران. لذلك نقرر أنه من الأفضل أن نبتل على أن نموت".

"الدولة لا تحل أي مشكلة"

يحاول فلاديمير جيل (28 عاماً) الذي كان مبللاً بالمياه، زرع بضع قطع من الخيزران في عمق العشب لحماية زوجته وطفله.

وقال جيل: "بيتي مدمر وليس لديّ مكان للنوم. نحن بحاجة إلى غطاء بلاستيكي للنوم قليلاً بلا أمطار، لكن الدولة لا تحل أي مشكلة".

وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري حالة الطوارئ لمدة شهر في المقاطعات الأربع المتضررة من الكارثة. لكن أفقر دولة في القارة الأميركية تواجه فوضى سياسية، بعد شهر على اغتيال رئيسها جوفينيل مويز، ما زاد من تعقيد إدارتها.

وقدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الثلاثاء، عدد المتضررين من الأزمة بـ1.2 مليون شخص من بينهم 540 ألف طفل.

وما زالت إمكانية الحصول على المياه محدودة جداً في بعض الأماكن، مثل بلدة بيستيل حيث سحق أو تضرر أكثر من 1800 صهريج ما يثير مخاوف من تدهور الظروف الصحية.

وبعد أشهر قليلة من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة 200 ألف شخص في 2010، أدت الإدارة السيئة لمياه الصرف الصحي في قاعدة تابعة للأمم المتحدة في هايتي، إلى انتشار الكوليرا في البلاد.

اقرأ أيضاً: