تقرير: فائض أوروبا من الغاز الطبيعي يهبط بأسعاره

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة تحمل غاز طبيعي مسال تصل إلى ميناء برشلونة الإسباني- 4 يوليو 2022 - REUTERS
سفينة تحمل غاز طبيعي مسال تصل إلى ميناء برشلونة الإسباني- 4 يوليو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

اعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أن تحقيق الدول الأوروبية فائضاً من الغاز الطبيعي تسبب بهبوط أسعاره لفترة قصيرة خلال الأسبوع الجاري، وسط توقعات بأن تدفع هذه الوفرة الأوروبية شحنات غاز للتوجه إلى القارة الآسيوية.

وذكرت الشبكة الأميركية في تقرير أن مخازن الغاز بالاتحاد الأوروبي أوشكت على الامتلاء، كما باتت الناقلات التي تحمل الغاز الطبيعي المسال تصطف في الموانئ وهي غير قادرة على تفريغ حمولتها ما أدى لتراجع الأسعار بشكل كبير.

إذ امتلأت مخازن الاتحاد الأوروبي الذي يتجه لبناء خزانات كبيرة لمواجهة أي انقطاع للإمدادات، بنسبة 94٪ تقريباً، وهي نسبة أعلى بكثير من الـ80٪ التي كانت تستهدفها دول الاتحاد بحلول نوفمبر المقبل، بحسب شبكة "سي إن إن".

وتسببت عمليات الملء في انخفاض سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 20٪ منذ، الخميس الماضي، وبنسبة تزيد عن 70٪ منذ أن سجل أعلى مستوى له في أواخر أغسطس الماضي، ووفقاً لبيانات من مؤسسة "إنتركونتيننتال إكستشينج".

كما انخفضت الأسعار الفورية للغاز الهولندي، والذي يعكس ظروف السوق الأوروبية في الوقت الفعلي، الاثنين الماضي، إلى ما دون الصفر، بحسب "سي إن إن".

وسبق أن حذر مسؤولين أوروبيين خلال الأشهر الماضية من حصول أزمة طاقة خلال الشتاء المقبل وذلك مع استمرار روسيا، التي كانت أكبر مورد للغاز الطبيعي بالقارة في خفض الإمدادات رداً على العقوبات التي فرضتها أوروبا عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.

واعتبرت "سي إن إن" التحركات الأوروبية بهذا القطاع "تحولاً مفاجئاً" في الأحداث بالنسبة للقارة العجوز، إذ عانت الأسر والشركات بسبب الزيادات الضخمة في أسعار الغاز الذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة خلال العام الماضي. 

ونقلت "سي إن إن" عن توماس مارزيك مانسر، وهو رئيس تحليلات الغاز في خدمات استخبارات السلع المستقلة (ICIS) قوله إن "الأسعار تحولت إلى ما دون الصفر بسبب كثرة المعروض".

وأشارت "سي إن إن" إلى أن جهود أوروبا لتأمين أكبر قدر ممكن من الوقود قبل الشتاء تسببت في تراكم ناقلات الغاز الطبيعي المسال بالموانئ الأوروبية، إذ عزز الاتحاد وارداته من الولايات المتحدة وقطر مع انخفاض الواردات من روسيا.

وأوضح فيليكس بوث المسؤول عن قسم الغاز الطبيعي المسال بشركة "Vortexa" للبيانات، أن "هناك ما يصل إلى 35 سفينة إما تقف بالقرب من موانئ الأوروبية أو تبحر ببطء شديد بسبب نقص أماكن التخزين"، مرجحاً أن "تستغرق تلك السفن شهراً آخر لتجد مكاناً لتخزين شحناتها". 

الوجهة الأسيوية

وتوقعت "بلومبرغ أن يدفع توفر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، التجار إلى التطلع لإعادة توجيه شحناتهم إلى آسيا.

من المرجح أن تساعد إمدادات الغاز الطبيعي المسال الإضافية إلى آسيا في تهدئة المخاوف من نقص الإمدادات في الشتاء، خاصة وسط توقُّعات بانخفاض درجات الحرارة في اليابان، وطلب الحكومة الصينية من المستوردين التابعين للدولة في البلاد التوقف عن إعادة بيع وقود الغاز الطبيعي المسال استعداداً لفصل الشتاء، وفقاً لـ"بلومبرغ".

ولا تزال أسعار الغاز الطبيعي المسال مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض الدول النامية في آسيا، مثل باكستان وبنجلاديش، إذ كافحت الدولتين لشراء الوقود منذ أن قلب الغزو الروسي لأوكرانيا الأسواق رأساً على عقب، بحسب ذات الوكالة.

وأكدت "بلومبرغ" أن مسار شحنات الغاز الطبيعي المسال قد يتحول مرة أخرى إلى أوروبا في حال شهدت المنطقة موجة برد مفاجئة، إذ من شأن ذلك يؤدي بسرعة إلى نفاد المخزونات في أوروبا، ما يُعزز مرة أخرى المنافسة مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال الاحتياطية.

وعلى الرغم من التراجع الأخير في أسعار الغاز، فإنه لا تزال العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي عند حوالي 100 يورو لكل ميجاواط/ساعة وهو رقم أعلى بنسبة 126٪ عما كانت عليه في أكتوبر الماضي، عندما بدأت الاقتصادات في الانفتاح من عمليات الإغلاق التي تسبب فيها وباء فيروس كورونا وارتفع الطلب. 

وتوقع فيليكس بوث أن ترتفع الأسعار "بشكل حاد مرة أخرى في ديسمبر ويناير المقبلين مع زيادة برودة الطقس"، لافتاً إلى أن ذلك قد "يوفر حافزاً لبعض تلك الناقلات للانتظار في البحر لفترة أطول قبل القدوم إلى الميناء لتفريغ الحمولات".

وعلى الرغم من حقيقة أن حصة روسيا من إجمالي واردات أوروبا من الغاز قد انخفضت من 40٪ إلى 9٪ فقط، فقد تكون المنطقة في وضع صعب الصيف المقبل إذ ستحاول إعادة ملء مخازنها قبل الشتاء التالي.

ومن جانبه، توقع الخبير الاقتصادي في السلع الأساسية بـ"كابيتال إيكونوميكس" بيل ويذربيرن، أن تصل الأسعار إلى 150 يورو للميجاواط/ساعة بحلول نهاية عام 2023.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات