طالبان تنفي فصل دبلوماسيين أفغان.. وتوجه رسالة للسفراء

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أمير خان متقي خلال حديثه في مؤتمر صحافي- كابول - 14 سبتمبر 2021  - AFP
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية أمير خان متقي خلال حديثه في مؤتمر صحافي- كابول - 14 سبتمبر 2021 - AFP
كابول-الشرق

قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية الجديدة، أمير خان متقي، إن الوزارة "لم تطرد أحداً من عمله"، ووجهت الدعوة إلى كل العاملين والدبلوماسيين للعودة إلى أعمالهم.

وأضاف، رداً على سؤال "الشرق"، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء: "بخصوص العاملين في وزارة الشؤون الخارجية، مهما كانت رتبهم فعليّ أن أقول إننا في الخارجية لم نطرد أحداً من عمله، سواء كانوا في أعلى المراتب أو أدناها"، لافتاً إلى أن وزارته وجهت الدعوة لكل العاملين في الخارجية للعودة إلى أعمالهم.

وتابع: "الجميع موجودون ويؤدون عملهم. وجهنا رسائل للسفراء في الخارجية بأن عليهم أداء الواجب الوطني، وأن يمثلوا أفغانستان بشكل حسن".

وواصل متقي حديثه: "لم نفصل أحداً من عمله، وطلبنا منهم التعاون معنا، لا نريد أن يترك أحد عمله سواء في الوزارة أو في السفارات، ولا نريدهم أن يتركوا أعمالهم في بقية الوزارات".

وأردف: "لا توجد أي مشكلة مع أي أحد بهذا الشأن. أبلغناهم منذ اليوم الأول أن يعودوا مطمئنين إلى أعمالهم، وقد عادوا واستأنفوا أشغالهم".

"مستقبل مجهول"

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن مئات الدبلوماسيين الأفغان حول العالم ربما يواجهون "مستقبلاً مجهولاً"، بعدما استعادت حركة "طالبان" سيطرتها على البلاد.

وعلى نحو مماثل، يواجه الموظفون بالسفارة الأفغانية في واشنطن مشكلة، إذ انقطعت رواتبهم واتصالاتهم مع كابول، بحسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن السفارة تنفق من أموالها الفائضة على الإيجار ورواتب الدبلوماسيين، كما خفّضت التكاليف على كل شيء، من اشتراكات التلفزيون إلى المرتبات. كذلك أُبلِغ موظفون محليون، بينهم أميركيون، بالاستغناء عن خدماتهم هذا الشهر.

وأشارت إلى عودة الدبلوماسي جواد راحة إلى مركز عمله في واشنطن، بعد رحلته الأخيرة إلى أفغانستان مطلع أغسطس الماضي، حين كانت "طالبان" تستولي على عواصم المقاطعات في كل أنحاء البلاد.

وعندما دخلت الحركة كابول في 15 أغسطس، تواصل عشرات من الدبلوماسيين الأفغان المتمركزين في واشنطن مع نظرائهم الأميركيين، محاولين ضمان إجلاء عائلاتهم وأصدقائهم والأفغان المعرّضين للخطر، بمن فيهم النساء والأقليات العرقية.

وأعلنت "طالبان" أنها تريد اعترافاً دولياً وعلاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، ولكن اتصالاتها بواشنطن تقتصر الآن على عدد محدود من دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين أميركيين بارزين، وفق "وول ستريت جورنال".

ولا يزال علم جمهورية أفغانستان يرفرف فوق المدخل الرئيس لمبنى السفارة، بدلاً من راية "إمارة أفغانستان الإسلامية" التي تقودها "طالبان".

الاعتراف بحكومة طالبان

ومنذ استيلاء "طالبان" على السلطة، عُزلت أفغانستان عن النظام المالي الدولي وتوقفت غالبية المساعدات الخارجية، ما أدى إلى شلّ قدرة الحركة على دفع رواتب موظفي القطاع العام والعسكريين.

وإذا نفدت أموال السفارة، فسيضطر الدبلوماسيون إلى اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم، أو البحث عن عمل آخر في واشنطن، أو الانتقال إلى مكان آخر.

وقال راحة: "يمكن لكل من زملائي اتخاذ القرار الذي يريدونه بأنفسهم. إذا استحوذت طالبان على السفارة، أو مُنحت لها، فعلى كل فرد أن يقرر إذا كان يريد العمل لحساب حكومة طالبان أم لا".

واعتبرت الصحيفة أن مصير السفارة قد يكون معلّقاً على قرار الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بحكومة "طالبان" أم لا.

وذكّرت بأن الولايات المتحدة جمّدت في عام 1997 العمليات في السفارة الأفغانية بواشنطن، نتيجة خلاف بين الدبلوماسيين حول القيادة الشرعية للبلاد، واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن لا حكومة فعلية في أفغانستان، وأغلقت السفارة.

وأُعيد فتح السفارة الأفغانية في واشنطن خلال يناير 2002، بعد شهر على إعادة فتح الولايات المتحدة سفارتها في كابول. 

وبعد عقدين، غادر الدبلوماسيون الأميركيون المتبقون في أفغانستان، في إطار استكمال القوات الأميركية انسحابها الشهر الماضي.

لمتابعة آخر مستجدات الوضع في أفغانستان: