ما هي القنابل العنقودية ولماذا حظرتها أكثر من 100 دولة؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
جندي أوكراني يحمل في يديه قنبلة عنقودية لم تنفجر في مدينة خاركوف الأوكرانية- 1 أكتوبر 2022 - REUTERS
جندي أوكراني يحمل في يديه قنبلة عنقودية لم تنفجر في مدينة خاركوف الأوكرانية- 1 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-عزيز عليلو

جددت تقارير عن استعداد الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية، الدعوات الدولية إلى حظر استخدامها، وسط مخاوف من أن تشكل تهديداً طويل الأمد للمدنيين حتى بعد انتهاء النزاعات.

وأكد البيت الأبيض، الخميس، أن إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا "يجري بحثه فعلياً"، لكن ليس هناك ما يمكن إعلانه في هذا الشأن.

وتحض أوكرانيا أعضاء الكونجرس على الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للموافقة على إرسال ذخائر عنقودية، تعرف باسم الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض.

وأبدت ألمانيا معارضتها لإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة، إن ألمانيا تعارض ذلك أيضاً بصفتها من بين 111 دولة عضواً في اتفاقية الذخائر العنقودية.

فما هي الذخائر العنقودية؟ ولماذا هي محظورة من قبل أكثر من 100 دولة في العالم؟

سلاح "القتل العشوائي"

القنابل العنقودية هي أسلحة تنفتح في الهواء وينطلق منها عدد كبير من الذخائر أو القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة بهدف تدمير أهداف متعددة في وقت واحد.

ويُمكن إطلاق القنابل العنقودية من الطائرات، أو المدفعية، أو الصواريخ، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وبحسب مرصد القنابل العنقودية فإن ألمانيا والاتحاد السوفيتي كانا أول من استخدم الذخائر العنقودية، وذلك خلال الحرب العالمية الثانية.

ففي عام 1943، استخدم الاتحاد السوفيتي نوعاً من الذخائر العنقودية تُطلق من الطائرات ضد المدرعات الألمانية.

أما ألمانيا فاستخدمت في العام نفسه قنابل عنقودية من طراز SD-1 وSD-2، المعروفة باسم "القنبلة الفراشة" لتحقيق أكبر ضرر ممكن ضد المدفعية لقوات الحلفاء.

كما استخدمت الولايات المتحدة هذه القنابل العنقودية بشكل مكثف في كمبوديا ولاوس وفيتنام في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

وتطورت صناعة السلاح ولم تعد الذخائر العنقودية حكراً، فدخلت 34 دولة على خط تطوير هذه القنابل حتى أصبح هناك أكثر من مائتي نوع منها وباتت تعرف بالقنابل العنقودية أو الانشطارية.

ويقول مؤيدو حظر القنابل العنقودية، إنها تقتل بصورة عشوائية، وتُعرض المدنيين للخطر لفترة طويلة بعد استخدامها، وإن الذخائر غير المنفجرة من القنابل العنقودية تستمر في قتل وتشويه الناس في لبنان وسوريا، ودول البلقان، وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا بعد سنوات - أو حتى عقود - من إطلاق الذخائر.

وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن نسبة كبيرة من القنابل الصغيرة التي تطلقها القنابل العنقودية -تصل إلى 40%- لم تنفجر في بعض الصراعات الأخيرة، ما يترك مساحات شاسعة من الأراضي مليئة بالقنابل الصغيرة غير المنفجرة. وتُصبح العودة إلى الحياة الطبيعية في هذه المناطق محفوفة بالمخاطر، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان.

وتقضي بعض الدول التي سبق أن مزقتها الحرب، سنوات في محاولة إزالة القنابل العنقودية غير المنفجرة.

لماذا يتم حظر القنابل العنقودية؟

بحسب الأمم المتحدة، فإن الذخائر العنقودية غير مقبولة لسببين.

أولهما، أن لها تأثيرات واسعة النطاق وغير قادرة على التمييز بين المدنيين والمقاتلين. وثانياً، أن استخدام الذخائر العنقودية يخلف وراءه أعداداً كبيرة من الذخائر الخطرة غير المنفجرة. وتقتل هذه المخلفات وتجرح المدنيين، وتعوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولها عواقب وخيمة أخرى تستمر لسنوات وعقود بعد استخدامها.

وفي 3 ديسمبر عام 2008، تم التوقيع على اتفاقية في أوسلو لحظر القنابل العنقودية، تُعرف بـ"اتفاقية الذخائر العنقودية"، ووقعت عليها آنذاك 107 دولة.

ويبلغ عدد الدول الأطراف في الاتفاقية في الوقت الراهن 111 دولة، فيما وقعت 12 دولة أخرى على الاتفاقية لكنها لم تصادق عليها بعد.

وتنص الاتفاقية على حظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الذخائر العنقودية. وبالتصديق على اتفاقية الذخائر العنقودية أو الانضمام إليها، تلتزم الدول الأطراف بعدم استخدام الذخائر العنقودية أو إنتاجها أو تخزينها أو نقلها.

علاوة على ذلك، تلتزم الدول الأطراف بتدمير المخزونات الموجودة في غضون ثماني سنوات؛ وتطهير الأرض الملوثة في عشر سنوات؛ ومساعدة الضحايا؛ وتقديم المساعدة التقنية والمادية والمالية للدول الأطراف الأخرى؛ واتخاذ تدابير الشفافية؛ واعتماد تدابير التنفيذ الوطنية وتعزيز الانضمام العالمي إلى الاتفاقية.

ولم تنضم روسيا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة لهذه الاتفاقية.

هل يُعد استخدامها جريمة حرب؟

لا يمثل استخدام القنابل العنقودية انتهاكاً للقانون الدولي، ولكن استخدامها ضد المدنيين قد يمثل انتهاكاً. وكما هو الحال في أي هجوم، يتطلب تحديد جريمة الحرب النظر في ما إذا كان الهدف مشروعاً، وما إذا كان قد تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.

أين استُخدمت؟

استُخدمت القنابل العنقودية في العديد من الصراعات الأخيرة. وتم رصد أبرز استخدام للقنابل العنقودية عام 2022، من قبل أرمينيا وأذربيجان، حيث تم استخدامها خلال الحرب التي شهدتها منطقة ناجورنو قره باغ، المتنازع عليها.

كما استخدمت إسرائيل القنابل العنقودية في مناطق مدنية في جنوب لبنان، بما في ذلك أثناء غزو لبنان في عام 1982، والذي شهد وصول القوات الإسرائيلية إلى العاصمة بيروت.

وفي حرب 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل، اتهمت "هيومن رايتس ووتش" والأمم المتحدة، إسرائيل بإطلاق ما يصل إلى 4 ملايين ذخيرة عنقودية على لبنان. وخلف ذلك ذخائر غير منفجرة تهدد المدنيين اللبنانيين إلى يومنا هذا.

وكان آخر استخدام أميركي للقنابل العنقودية على نطاق واسع أثناء غزو العراق في عام 2003، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية، (البنتاجون).

وكانت الولايات المتحدة تعتبر القنابل العنقودية في البداية جزءاً لا يتجزأ من ترسانتها خلال غزو أفغانستان الذي بدأ في عام 2001، وفقاً لـ "هيومن رايتس ووتش". وتُشير التقديرات إلى أن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة أسقط أكثر من 1500 قنبلة عنقودية في أفغانستان في السنوات الثلاث الأولى.

وكان من المُقرر أن تتوقف وزارة الدفاع الأميركية عن استخدام أي ذخائر عنقودية بحلول عام 2019، ولكن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، تراجع عن هذه السياسة.

واستُخدمت القنابل العنقودية أيضاً في حروب البلقان في تسعينات القرن الماضي. وفي الثمانينات، استخدم الروس القنابل العنقودية بكثافة خلال غزوهم أفغانستان الذي استمر 10 سنوات.

القنابل العنقودية في أوكرانيا

كشف تقرير مرصد القنابل العنقودية لعام 2022 أن أوكرانيا هي البلد الوحيد في العالم الذي يتم فيه استخدام الذخائر العنقودية، خلال الحرب الدائرة في البلاد.

ووجد التقرير أن القوات الروسية استخدمت القنابل العنقودية بشكل مكثف منذ بداية غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022.

وأشارت في الوقت ذاته إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت كذلك ذخائر عنقودية 3 مرات على الأقل خلال الحرب، وذلك وفق البيانات المتوفرة حتى أغسطس 2022.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات