"قربان ياباني" يثير أزمة في كوريا الجنوبية في ذكرى الاستعمار

time reading iconدقائق القراءة - 5
ناشط ياباني يميني أثناء زيارته ضريح ياسوكوني في طوكيو - 15 أغسطس 2021 - REUTERS
ناشط ياباني يميني أثناء زيارته ضريح ياسوكوني في طوكيو - 15 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

أعربت كوريا الجنوبية عن "أسف عميق" لإرسال رئيس الوزراء الياباني، يوشيهدي سوغا، قرباناً إلى ضريح "ياسوكوني" المرتبط بالحرب العالمية الثانية، والذي يعتبره كثيرون في آسيا رمزاً للنزعة العسكرية السابقة لطوكيو، فضلاً عن زيارة رئيس الوزراء للضريح حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

وذكر بيان لوزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أن "الحكومة تعرب عن خيبة وأسف عميقين، لأن قادة الحكومة اليابانية أرسلوا قرباناً مرة أخرى إلى ضريح (ياسوكوني)، حيث يُكرّم مجرمو حرب وتمجّد حروب عدوانية سابقة لليابان".

كان الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، قال في آخر خطاب له في "يوم التحرير" بوصفه رئيساً، لمناسبة انتهاء الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية، بين عامَي 1910 و1945، إن حكومته مستعدة للعمل مع طوكيو بشأن التهديدات التي يتعرّض لها العالم، مثل فيروس كورونا والاحتباس الحراري، مضيفاً في خطاب متلفز، "نبقي الباب مفتوحاً دوماً للحوار".

زيارة ضريح "ياسوكوني"

وفي ذكرى استسلام اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، في 15 أغسطس 1945، زار عضوان في حكومة سوغا، هما وزيرا البيئة شينجيرو كويزومي والتعليم كويتشي هاغيودا، ضريح "ياسوكوني"، الذي يكرّم 14 من قادة الحرب الذين أُدينوا بوصفهم مجرمي حرب، مع ضحايا آخرين.

وزار الضريح الجمعة، وزيرا الاقتصاد ياسوتوشي نيشيمورا والدفاع نوبو كيشي، في ما اعتبراه زيارتين شخصيتين لتكريم ضحايا الحرب.

واستدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، الجمعة، دبلوماسياً بارزاً في السفارة اليابانية بسيول، وقدّمت احتجاجاً على زيارة كيشي للضريح.

ولم يُظهر سوغا أي نية لزيارة "ياسوكوني"، في ذكرى استسلام اليابان، لكن وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء أفادت بأنه أرسل قرباناً إلى الضريح.

وأوردت صحيفة "نيكاي" أن شينزو آبي، سلف سوغا، زار "ياسوكوني"، الأحد، علماً بأنه كان في عام 2013 آخر رئيس وزراء في منصبه، يزور الضريح.

ويرى ضحايا الاستعمار الياباني خلال الحرب، في كوريا الجنوبية والصين، في زيارات الوزراء اليابانيين للضريح تجاوزاً لخط أحمر دبلوماسي.

وتزامنت ولاية مون، وهي من 5 سنوات وتنتهي في مايو المقبل، مع تراجع في العلاقات بين طوكيو وسيول.

ويُظهر الخلاف بين الدولتين، اللتين تستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في آسيا، الصعوبات التي يواجهها الرئيس جو بايدن في إصلاح علاقاتهما المتوترة، والتي تُعتبر أساسية لضمان سلاسل التوريد وتوفير الأمن في مواجهة التهديدات الاستراتيجية التي تشكّلها الصين وكوريا الشمالية، وفق "بلومبرغ".

خلافات تاريخية

حكومة مون اتهمت طوكيو بالامتناع عن إظهار ندم مناسب بشأن النزاع التاريخي بين الطرفين، كما أيّدت قرارات أصدرتها محاكم كورية جنوبية في السنوات الأخيرة، أمرت بتعويض عمال كوريين أُرغموا على العمل في مصانع ومناجم باليابان خلال الحرب.

لكن طوكيو تعتبر أن كل المطالبات "سُوّيت بشكل كامل ونهائي"، في إطار معاهدة أُبرمت عام 1965 وأقام بموجبها البلدان علاقات دبلوماسية، ووصفت إجراءات قانونية بأنها انتهاك للقانون الدولي.

وفيما أبدى مون مرات استعداده للحوار، لم تُظهر طوكيو أي بوادر على رغبتها في عقد اجتماع بين الجانبين، ولم تجمع قمة رسمية زعيمَي الدولتين منذ ديسمبر 2019، واستبعد سوغا تحقيق تقدّم فيما تلاحق محاكم كورية جنوبية اليابان بشأن ملفات العمل القسري خلال الحرب.

اقرأ أيضاً: