ألمانيا.. الحزب الحاكم يدعم "لاشيت" لخلافة ميركل

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ أرمين لاشيت في برلين - 12 أبريل 2021 - REUTERS
رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ أرمين لاشيت في برلين - 12 أبريل 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني (الحاكم)، الاثنين، دعمه الكامل لرئيس الحزب، أرمين لاشيت، كمرشح عن الكتلة المحافظة لمنصب المستشار خلفاً لإنغيلا ميركل، بالانتخابات التي تجري في سبتمبر المقبل.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن رئيس وزراء ولاية هيس، فولكر بوفييه، قوله للصحافيين، إن لجنة قيادة الحزب "أيدت لاشيت بالإجماع"، في اجتماعها الذي عقد ببرلين.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن هذا القرار، من شأنه أن يشعل صداماً محتملاً مع حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي - الشقيق الأصغر لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية بافاريا - الذي يريد رئيسه، ماركوس سودير، أيضاً الترشح لمنصب المستشار.

ومن المقرر أن تعقد قيادة الاتحاد الاجتماعي المسيحي، اجتماعاً في وقت لاحق، الاثنين، يعقبه مؤتمر صحافي لسودير في ميونخ.

وبحسب "بلومبرغ"، يحتمل أن يمثل ترشيح لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن سودير يحظى بشعبية أكبر في أوساط الناخبين، وسيحصل على مزيد من الدعم للكتلة المحافظة في الانتخابات.

وعادة ما يقدم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، مرشحاً مشتركاً، إذ يمثل تحالفهما قاعدة صلبة في السياسة الألمانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي حال رفض الاتحاد الاجتماعي المسيحي دعم لاشيت، فإن الكتلة البرلمانية المشتركة للحزبين، والتي تضم 245 عضواً، قد تدلي برأيها في الأمر خلال الأيام المقبلة.

ومع اقتراب لاشيت حالياً من الحصول على ترشيح المحافظين، واستمرار تفوق الكتلة المحافظة في استطلاعات الرأي، فإن الفرصة تلوح له بقوة ليحل محل ميركل، بعد 16 عاماً من إدارتها لأكبر اقتصاد في أوروبا.

إرث من التحديات

ويواجه لاشيت، حال اختياره لمنصب المستشار، إرثاً غير هيّن من التحديات التي تتراوح بين التعامل مع التداعيات التي خلفها وباء كورونا، وصياغة علاقات ألمانيا مع شركائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتصدي للتهديدات التي تفرضها كل من الصين وروسيا على المنطقة، وإدارة التحول إلى التكنولوجيات الخضراء.

وقال زعيم الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي، رالف برينكهاوس، الاثنين، في مقابلة مع تلفزيون "إيه آر دي"، إنه يريد اتخاذ قرار نهائي، هذا الأسبوع، حتى تتمكن الكتلة المحافظة من المضي قدماً في حملتها الانتخابية.

لكن بيتر ألتماير، وزير الاقتصاد في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والحليف المقرب من ميركل، ألمح إلى أن عملية اتخاذ هذا القرار قد تستغرق وقتاً أطول بقليل، معرباً عن أمله في التوصل إلى "حل مناسب في غضون الأيام الثمانية أو العشرة المقبلة".

وقال ألتماير لإذاعة "إن تي في": "نريد التوصل سريعاً إلى قرار بهذا الشأن، تواجهنا العديد من المشكلات التي يتعين علينا حلها، بدءاً من فيروس كورونا، ووصولاً إلى حالة الاقتصاد العالمي".

ميركل تنتقد لاشيت

وسلط سودير، الذي أعلن ترشحه رسمياً، الأحد، الضوء على نتائج استطلاعات الرأي، مشيراً إلى أنه أكثر شعبية من منافسه، لافتاً إلى أنه "من المهم أن يتمتع المرشح المحافظ بتأييد حزبي وجماهيري واسع".

ولم تبدِ ميركل (66 عاماً)، أي انحيازات في هذا السباق، رغم انتماء لاشيت إلى حزبها. 

وعلى الرغم من اختلاف سودير مع ميركل بشأن أزمة اللاجئين في عام 2015، إلا أنه دعم سياسة فرض القيود التي انتهجتها لمواجهة أزمة تفشي جائحة كورونا.

وعلى الجانب الآخر، وجهت ميركل انتقادات حادة إلى لاشيت على خلفية "الاستجابة المتراخية لتفشي الوباء" في ولايته.

وقال سودير للصحافيين، الأحد، في برلين: "قررنا أن كلينا مناسب، وكلينا مستعد. مهما كان القرار، سنعمل معاً بشكل جيد".

وتقدر استطلاعات الرأي الوطنية، أن نسبة التأييد لتحالف الحزبين الديمقراطي المسيحي، والاجتماعي المسيحي تقع بين 26 - 28%، مقارنة بنسبة 33% من الأصوات التي حصل عليها التحالف في الانتخابات الأخيرة عام 2017.

وتراجع أيضاً الاشتراكيون الديمقراطيون، شركاء ائتلاف ميركل، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة تأييد الخضر في استطلاعات الرأي إلى 23% مقارنة بنسبة 8.9% التي حصلوا عليها عام 2017، ما يزيد من حظوظهم في أن يكونوا جزءاً من الحكومة المقبلة.

وفي حين تميل استطلاعات الرأي إلى جانب سودير على حساب لاشيت، لم يترشح سوى 2 فقط من ولاية بافاريا المحافظة اجتماعياً لمنصب المستشار منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولم يتمكن أي منهما من الفوز في الانتخابات، إذ فشل كل من فرانز جوزيف شتراوس، وإدموند ستويبر، في إقناع عدد كاف من الناخبين بأنهما سيعملان من أجل تعزيز مصالح ألمانيا بدلاً من مرشحي ولايات الجنوب الغنية.