
تعرضت مبانٍ أثرية في تركيا وسوريا لانهيارات وأضرار نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين صباح الاثنين، ووصلت قوته إلى 7.8 درجة.
وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا محمد نظير عوض، إن الآثار في البلاد تعرضت لأضرار متفاوتة إثر الزلزال. وأوضح أن المديرية تعمل على تدقيق وضع عشرات المواقع والمباني الأثرية في المناطق المتضررة.
وأشار نظير عوض إلى أن المديرية بدأت عملها بجمع تقارير أولية، من خلال عمل فرق مديريات الآثار في مختلف المدن، التي تفاوتت الأضرار فيها حسب شدة تعرضها للزلزال.
ومديرية الآثار والمتاحف هي هيئة تابعة لوزارة الثقافة السورية، وتشرف على الآثار في البلاد.
تضرر قلعة حلب التاريخية
وفي مدينة حلب، المسجلة آثارها على قائمة الأمم المتحدة للتراث الإنساني، سجلت فرق مديرية الآثار أضراراً طفيفة ومتوسطة في قلعة حلب، تضمنت تصدعات في الأسوار الدفاعية، وسقوط أجزاء من الأسوار الخارجية.
وتم تسجيل سقوط الأجزاء العليا من مئذنة الجامع الأيوبي في قلعة حلب، ومدخل البرج الدفاعي المملوكي، وأجزاء من مبنى التكية العثماني.
وسجلت قرب باب أنطاكية التاريخي على سور مدينة حلب القديمة، أضرار وانهيارات، بالإضافة إلى انهيارات في حي العقبة التاريخي في حلب. وفي حي الجلوم سجلت فرق الآثار أضراراً إنشائية بالغة في بعض المباني.
وما زالت الجهود مستمرة لإحصاء عدد المآذن التي تعرضت للانهيار، ونشرت المديرية على صفحتها على فيسبوك صوراً تظهر الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية في حلب.
أضرار في حماة
وقال محمد نظير عوض إن الأضرار لم تقتصر على مدينة حلب، وامتدت لأماكن عديدة، وإن حصرها سيتطلب ضمان سلامة فرق المسح بعد استقرار الوضع.
وهناك تقارير عن أضرار في قلعة الحصن وقلعة المرقب وقلعة جعبر على الفرات وسور الرقة، أما في حماة فقد وثقت المديرية أضراراً في أجزاء من واجهات مبانٍ تاريخية، بعضها في حي الباشورة التاريخي في حماة.
وفي السلمية بوسط سوريا، تم تسجيل سقوط الجزء العلوي من مئذنة مسجد الإمام إسماعيل، وهو من أقدم مساجد المنطقة، بالإضافة إلى تساقط أجزاء من السور الخارجي لقلعة شميميس في المحافظة نفسها.
مخاوف من انهيارات إضافية
ولم يستبعد عوض تسجيل انهيارات وأضرار إضافية في الساعات والأيام المقبلة، مع استمرار الطقس الممطر الذي تشهده سوريا حالياً.
وأشار عوض إلى أن "ما يحصل في سوريا يتجاوز قدرات المؤسسات الحكومية"، وأن "ما حدث اليوم ستكون له تداعيات سلبية حتى على المباني التي هي قيد الترميم".
واعتبر أن "الحصار المفروض على سوريا من خلال العقوبات الغربية، سيجعل من الصعب ترميم هذه المباني، بسبب صعوبة الحصول على المواد الأولية، والاستفادة من اليد العاملة الماهرة".
وأوضح: "على سبيل المثال كانت عندنا دراسة لترميم متحف معرة النعمان (مدينة أثرية في محافظة إدلب شمال شرقي سوريا) بقيمة مليار ليرة سورية (حوالي 200 ألف دولار)، والآن هناك حاجة لدراسة جديدة بمبلغ جديد، بعد أن وصلتنا تقارير عن أضرار إضافية سببتها الهزة الأرضية".
وتشمل الآثار في سوريا أكثر من 10 آلاف موقع أثري مسجل، تعرضت لأضرار بالغة خلال سنوات الحرب. وأشارت تقارير حكومية إلى أن أكثر من 700 موقع ومبنى أثري تعرضت للتخريب، وأن عدد القطع الأثرية المهربة خارج البلاد بلغ أكثر من مليون قطعة.
انهيار أجزاء في قلعة غازي عنتاب
وفي تركيا، تعرضت قلعة غازي عنتاب لأضرار بالغة وسقط عدد من أجزائها بسبب الزلزال الذي ضرب مدينة كهرمان مرعش التركية، صباح الاثنين.
وأفادت وسائل إعلام تركية بأن أجزاء عدة من القلعة، التي بُنيت منذ أكثر من 2200 عام، انهارت، من بينها الجدار الاستنادي المجاور للقلعة، الذي تناثر حطامه على الطريق.
وانهارت أيضاً القبة والجدار الشرقي لمسجد الشيرفاني التاريخي بشكل جزئي، الذي يقع بجوار القلعة، ويقال إنه بُني في القرن السابع عشر، وفق ما أفاد تلفزيون "تي إر تي" التركي.
وتعتبر هذه القلعة واحدة من بين أشهر المعالم التاريخية والسياحية في تركيا، وتقع في سادس أكبر مدينة تركية من ناحية المساحة، كما أنها عاصرت العديد من الحضارات والثقافات والحروب، وأصبحت في بداية الألفينيات من بين أهم عناصر الجذب السياحي.