جون بولتون لـ"الشرق": روسيا قد تسيطر على كافة أراضي أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون خلال محاضرة في كارولينا الشمالية- 17 فبراير 2020 - REUTERS
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون خلال محاضرة في كارولينا الشمالية- 17 فبراير 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، إن العقوبات الأوروبية والأميركية فشلت في ردع روسيا عن غزو أوكرانيا، معتبراً أن موسكو لا تكترث للعقوبات وقد يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيطرة على كافة الأراضي الأوكرانية.

وأضاف بولتون لـ"الشرق"، أن روسيا تسعى من خلال غزو أوكرانيا، إلى تحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو إضعاف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والثاني وضع "أسفين في دولة (أوكرانيا)" مستغلاً الخلافات المتراكمة.

وتابع: "نحن نشهد نجاح هذه السياسات، رغم أن الاتحاد الأوروبي فرض الكثير من العقوبات، لكنها تبدو غير صارمة إلى درجة كافية ولازمة لردع روسيا"، مشيراً إلى أن "ما سبق يٌحفّز بوتين على المزيد من التصعيد، لا سيّما أنه يحاول إعادة تأسيس مناطق النفوذ، ومن الممكن أن نشهد سيطرة أوسع على أراضي أوكرانيا التي يعتبرها بوتين ضمن نطاق نفوذه".

واعتبر الدبلوماسي السابق أن ما يجري في الوقت الحالي "أيام سوداء على الشعب الأوكراني والقارة الأوروبية، والعالم الأجمع"، مشيراً إلى أن "كل الجهود التي بُذلت للحيلولة دون قيام روسيا بعمليتها العسكرية باءت بالفشل"، داعياً إلى "الاستفادة من هذه الدروس".

وبشأن ما إذا كانت روسيا ستواصل عملياتها العسكرية لمناطق أوسع، قال بولتون: "أعتقد احتمالية أن يحاول بوتين السيطرة على كل الأراضي الأوكرانية. نحن لا نعرف بدقة الأهداف الاستراتيجية لموسكو، وهذا سيتوقف على طبيعة ردود فعل المجتمع الدولي".

وأضاف: "لكن مع الأخذ في الحسبان الحجم والجغرافيا الأوكرانية والتنوع السكاني، أظن أن هذا الهدف صعب المنال"، لافتاً إلى أن "بوتين سيحافظ على هدف السيطرة على شرقي وجنوب شرقي البلاد، إضافة إلى الشواطئ الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود وبحر أزوف".

"روسيا لا تكترث للعقوبات"

ورداً على سؤال حول مستوى الموقف الدولي حتى الآن، أشار بولتون إلى أن الخطاب الغربي يُركّز على وحدة صف الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" والولايات المتحدة، ومن المهم أن تستوفي جميع هذه الدول والأطراف واجباتها من خلال العقوبات الاقتصادية الصارمة قبل كل شيء، وفق تعبيره.

لكنّه لفت إلى أن بوتين "لا يبدو أنه يكترث لهذه العقوبات كخطر محتمل رداً على العملية العسكرية، وبالتالي لا أعتقد أن هذه الإجراءات ستوقف العملية الحرب الروسية".

وقال إن العملية العسكرية الروسية ستؤثر على الاقتصاد الأوروبي، في ما لو قررت موسكو قطع إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا. فمن ناحية ستدر القفزة في أسعار النفط (أكثر من 100 دولار للبرميل)، أرباحاً على روسيا، ومن ناحية ثانية سيكون على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مواجهة ارتفاع الأسعار وأيضاً إمدادات التوريد، فضلاً عن التضخم.

وفيما إذا كان إعلان ألمانيا إغلاق مشروع "نورد ستريم 2" سيحدث ضرراً على روسيا، قلّل بولتون من أهمية ذلك، مضيفاً أن "هذا المشروع مُعلّق منذ عدة أشهر، ويحاول بوتين البحث عن بدائل، لا سيّما في ظل التقارب مع الصين، حيث تسعى الأخيرة إلى استيراد الغاز الطبيعي والنفط من روسيا، ولدى البلدان مصالح متبادلة".

وأردف: "روسيا الاتحادية لديها مصالح اقتصادية، وتستخدم مختلف الآليات لتحقيقها، على غرار الابتزاز، والضغوط الاقتصادية، والحرب الهجينة، إلى جانب الهجمات السيبرانية ضد دول الناتو وكذلك أوكرانيا".

"تقويض الاستقرار العالمي"

وأبدى مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، قلقه البالغ حيال ما يمكن أن يسببه الغزو الروسي لأوكرانيا على الاستقرار العالمي، وقال إن خطورة الهجوم العسكري الروسي، تكمن في كسر موازنة القوة والأمن في أوروبا، حيث سيحتاج استعادة هذا التوازن وقتاً طويلاً، ما سيؤثر على العالم أجمع.

وتابع: "يشهد حالياً الرئيس الصيني الآن هذه التراجيديا، ويحاول معرفة كيف يمكن تطبيق ما يفعله بوتين، في جنوب شرق آسيا، وعلى المنوال نفسه تنحو دول أخرى كإيران وكوريا الشمالي"، مضيفاً: "الفشل في ردع بوتين سيكون له عواقب وخيمة عالمياً على الأمن والاستقرار".

وأردف المسؤول الأميركي السابق: "في حال لم تستطع الدول الغربية حماية دولة ذات سيادة وسط القارة الأوروبية، فما هي الجهود التي ستُبذل لحماية الدول في المناطق البعيدة. في هذه اللحظة بوتين هو صاحب المبادرة الاستراتيجية والغرب مضطر للرد، وهذا ليس موقعاً جيداً في معادلة القوة".

وانتقد بولتون ما اعتبره أخطاء السياسات الغربية التي فشلت في ردع روسيا عن التدخل العسكري في أوكرانيا، موضحاً أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حاولت خلق مكونات الردع لإقناع بوتين أن خيار الحرب قد يكون مكلفاً، لكنها لم تفلح أيضاً".

ويعتقد بولتون أن أولوية "الناتو" تتركز في وحدة الحلف، وضرورة الدفاع عن دول أعضائه، لافتاً إلى أهمية ذلك بالنسبة لدول البلطيق وبولندا ورومانيا، لكنه اعتبر أن ضعف القدرات الدفاعية الأوكرانية يُشير  إلى "فشل غربي آخر في السنوات الماضي خلال الاستعداد لمواجهة روسيا".

أما بالنسبة لخطوات بوتين اللاحقة، يرى الدبلوماسي الأميركي السابق أن الرئيس الروسي "يعتمد على ضبط النفس، حيث يعتقد أنه يعرف ماهية مصالح بلاده، وسيتابع الهجمات العسكرية حتى تحقيق الأهداف، لاسيما أن قوات الناتو لن تكون أمامه، فالمواجهة فقط مع القوات الأوكرانية الأقل عدداً وتسليحاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات