
قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن تميل نحو إرسال عدد كبير من دبابات "M1 أبرامز" إلى أوكرانيا، مشيرين إلى أن إعلاناً بشأن ذلك سيصدر قريباً، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الثلاثاء، فيما نقلت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن مصادر قولها إن ألمانيا سترسل دباباتها إلى أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ذلك الإعلان سيأتي كجزء من تفاهم دبلوماسي أوسع مع ألمانيا، وافقت برلين بموجبه على إرسال عدد صغير من دباباتها "ليوبارد 2" لأوكرانيا، وكذلك الموافقة على السماح لبولندا وعدد من الدول الأخرى بحلف الناتو بتصدير الدبابات الألمانية الصنع إلى كييف.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إنها لا تريد الإعلان عن شيء لكن الأمر "لم يكن يوماً مستبعداً"، وأشارت إلى أنه رغم أنه كانت هناك تحديات، إلا أن الموضوع "بقي على الطاولة".
بدوره، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بات رايدر بأنه على علم بالتقارير الصحافية بشأن إمداد الولايات المتحدة لأوكرانيا بدبابات أبرامز، لكنه قال: "لا إعلان لدي في هذا الوقت بهذا الشأن، وسأفعل حال حدوثه".
ونقلت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن مصادر قولها إن ألمانيا سترسل دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، كما ستسمح لدول أخرى بإرسال الدبابات الألمانية الصنع إلى كييف، وهو ما أكده مصدر لوكالة "رويترز" أيضاً.
وقالت مجلة "دير شبيجل" إن القرار يتعلق بمجموعة واحدة على الأقل من دبابات ليوبارد2 من طراز A6 سيتم توفيرها من مخزون الجيش الألماني في بوندسفير.
وذكرت المجلة أن حلفاء آخرين، من الدول الاسكندنافية على سبيل المثال، يعتزمون الانضمام إلى ألمانيا في تزويد كييف بدبابات ليوبارد.
وكانت ألمانيا قد رفضت، الأسبوع الماضي، إرسال دباباتها إلى أوكرانيا، كما رفضت منح الإذن لبولندا بتصدير دباباتها الألمانية من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا أيضاً، وربطت مصادر ألمانية منح الولايات المتحدة دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا قبل تصدير دبابات ألمانية لكييف.
ويأتي التغير في الموقف الأميركي، عقب مكالمة بين الرئيس جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز في 17 يناير، والتي وافق خلالها بايدن على النظر في منح دبابات "أبرامز" لأوكرانيا ضد رغبة وزارة الدفاع "البنتاجون"، وفق ما ذكرت "وول ستريت جورنال".
وقال مسؤول ألماني رفيع إن القضية كانت محل تفاوض بين واشنطن وبرلين لأكثر من أسبوع، وإن القضية يبدو أنها "باتت في طريقها إلى الحل".
وحث مشرعون ديمقراطيون مقربون من البيت الأبيض، من بينهم السيناتور كريس كونز، على منح بعض دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا.
تغيير موقف
وأكد مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز" التقرير، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تتجه لتغيير موقفها، والتخلي عن معارضتها إرسال دبابات "أبرامز" لأوكرانيا.
وقال المسؤولان اللذان تحدثا بشرط عدم ذكر اسميهما، إنهما "ليسا على علم بأي قرار نهائي أميركي بها الشأن".
وتشكل هذه الخطوة، حال اتخاذها، تغييراً عكسياً للموقف الأميركي الأولي بمعارضة إرسال دبابات "أبرامز" الباهظة الثمن والأكثر تعقيداً من نظيرتها الألمانية.
وكانت مصادر أميركية مطلعة قالت لشبكة "إن بي سي نيوز"، السبت، إن كبار قادة البنتاجون عارضوا إرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا، رغم الجهود الألمانية للضغط على واشنطن.
وذكرت مصادر ألمانية الأسبوع الجاري لـ"رويترز" إن برلين ستسمح بإرسال دباباتها إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها أمام روسيا، حال وافقت الولايات المتحدة على إرسال دباباتها "أبرامز"، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن حكومة الرئيس جو بايدن "ليست مستعدة لإرسال دباباتها، بما يشمل دبابات M1 أبرامز".
طلب بولندي ووعد من الناتو
وقالت بولندا، الثلاثاء، إنها تقدمت بطلب رسمي إلى ألمانيا لإعادة تصدير دبابات "ليوبارد 2" الألمانية الصنع إلى كييف، إذ يتطلب الأمر موافقة بلد المنشأ قبل إعادة التصدير.
وردت ألمانيا بالقول إنها تلقت الطلب البولندي وإنها توليه الأهمية القصوى، وقال أمين الدولة بوزارة الاقتصاد سفين جيدجولد للصحافيين في برلين: "يمكنني أن أقول لكم التالي: سنعمل بشكل عاجل على اتخاذ القرار".
ووعد الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج، الثلاثاء، بـ"حل قريب" بشأن تسليم الدبابات.
وأضاف ستولتنبرج خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: "في هذه اللحظة المحورية، يجب أن نوفر أنظمة أثقل وأكثر تقدماً لأوكرانيا، ويجب أن نفعل ذلك بشكل أسرع".
وتابع: "لذلك أرحب بمناقشتنا اليوم. لقد ناقشنا مسألة الدبابات القتالية. وستتواصل المشاورات بين الحلفاء وأنا واثق من أننا سنصل إلى حل قريباً".
توافق في ألمانيا
وعلى الجانب الألماني، قال وزير الدولة في الخارجية الألمانية توبياس ليندنر، الثلاثاء، إن القرار النهائي بشأن إرسال الدبابات "سيُتخذ في مقر المستشارية وبتوافق من أعضاء الحكومة"، إذ يتطلب القانون الألماني الموافقة على إعادة تصدير المعدات العسكرية، ما يعني أنه لا يمكن إرسال الدبابات في أوروبا إلا بموافقة برلين.
وأضاف ليندنر: "حكومة برلين تنتظر ما إذا كانت الدول قد قدمت طلبات إعادة التصدير أم لا إلى مجلس الأمن القومي الألماني الذي يبت بمثل هذه الطلبات"، مشيراً إلى أن موقف وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك "معروف".
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، قالت، الأحد، إن حكومتها "لن تقف" في طريق بولندا، إن أرادت إرسال دباباتها من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، فيما شدد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، الاثنين، على أن بلاده ستطلب موافقة برلين لتزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع.
وتواجه ألمانيا ضغوطاً مكثفة للسماح بإرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، ولكن الحزب الاجتماعي الديمقراطي المنتمي إليه شولتز "متشكك" بشكل تقليدي في المشاركات العسكرية وحذر من التحركات المفاجئة التي قد تتسبب في مزيد من التصعيد من جانب موسكو.
تعبئة جديدة في روسيا
وفي سياق آخر، قال مسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية الأميركية لشبكة CNN إن هناك دفعاً لأوكرانيا من أجل تغيير تكتيكاتها في ساحة المعركة، وأن ذلك يأتي وسط مؤشرات على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرس اتخاذ خطوة كبيرة في الأسابيع القليلة المقبلة لاستعادة زمام المبادرة في الحرب.
وسافر مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى كييف في وقت سابق من هذا الشهر لإطلاع زيلينسكي على تقييم الولايات المتحدة لخطط بوتين، حسبما أفادت مصادر مطلعة على محادثتهما لـ"CNN".
وقال مسؤولون أميركيون وغربيون مطلعون على المعلومات لـ"CNN" إن هناك أيضاً مؤشرات على أن بوتين يفكر في تعبئة أخرى للقوات تصل إلى 200 ألف جندي.
ويحث المسؤولون الأمريكيون والغربيون أوكرانيا على تحويل تركيزها من القتال الوحشي المستمر منذ أشهر في مدينة باخموت الشرقية وإعطاء الأولوية بدلاً من ذلك لشن هجوم محتمل في الجنوب، باستخدام أسلوب مختلف من القتال يستفيد من مليارات الدولارات، التي جاءت على شكل معدات عسكرية جديدة ارتكبها حلفاء غربيون مؤخراً.