قراصنة يخترقون "مصرف حزب الله" ويعدون بنشر وثائق سرية

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبي- الشرق

أعلنت مجموعة من قراصنة الإنترنت، اختراق أنظمة جمعية "القرض الحسن" التي تتهمها الولايات المتحدة بكونها مؤسسة مالية تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، وتوعدوا بالكشف عن حساباتها ووثائقها السرية.

المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم "SpiderZ" قالت في مقطع فيديو، إنها حصلت على كل بيانات الجمعية فضلاً عن "مستنداتها وحساباتها السرية" من خلال عملية الاختراق.

ولفتت المجموعة إلى أن مؤسسة "القرض الحسن" ليست جمعية خيرية، بل "هي مصرف حزب الله غير الشرعي"، واتهمت "حزب الله" بتوظيفها للعمل خارج النظام المالي الرسمي في لبنان، بهدف "ابتزاز مصادر الدولة"، وهو ما أدى إلى "انهيار الاقتصاد اللبناني"، على حد تعبيرهم.

ونشر المخترقون لوائح بأسماء مقترضين ومودعين في كل فروع الجمعية، وطالبوا المقترضين بعدم سداد ديونهم.

"جمال ترست بنك"

كما كشفت عملية الاختراق، أن جمعية "القرض الحسن" لديها حسابات مصرفية في مصرف "جمال ترست بنك".

وكانت الخزانة الأميركية فرضت في 2019 عقوبات  على "جمال ترست بنك" والشركات التابعة له في لبنان، بزعم تسهيله الأنشطة المالية لجماعة "حزب الله"، وقالت إن المصرف "يحول الأموال لأسر المفجرين الانتحاريين".

وقبل ذلك، كانت الخزانة الأميركية أدرجت جمعية "القرض الحسن" في قائمة العقوبات منذ عام 2007، بعد تعيين القيادي في "حزب الله" حسين الشامي على رأس إدارتها في 2006.

وتعرف الجمعية، التي أُسست عام 1982، نفسها على أنها مؤسسة خيرية "غير ربحية" تهدف "إلى مساعدة النّاس من خلال منحهم القروض لآجال محدّدة، مساهمة منها بحل بعض مشكلاتهم الاجتماعيّة".

"جمعية خيرية"

وتقول الجمعية، على موقها الرسمي، إن "مصادر تمويلها تأتي أساساً من خلال الودائع التي يضعها الميسورين تحت تصرف المؤسسة، لفترة معينة قصد توظيفها في القروض بدون فائدة".

ويقوم طالب القرض برهن كميّة من الذهب تفوق قيمتها القرض المطلوب، ثم يسدّد على أقساط شهريّة.

ووفقاً لبيانات الجمعية، فإن عدد المستفيدين من قروضها منذ التأسيس حتى 2019، بلغ مليوناً و709 آلاف شخص، فيما بلغت قيمة القروض التي منحتها الجمعية طوال هذه السنوات 3.5 مليار دولار أميركي. 

اتهامات لأميركا وإسرائيل

في المقابل، قالت مصادر قريبة من "حزب الله" اللبناني لـ"الشرق"، إن عملية القرصنة التي تعرضت إليها مؤسسة "القرض الحسن" والدخول إلى حساباتها "تم بأصابع أميركية إسرائيلية".

وأضافت المصادر، أن "هذه المجموعة من القراصنة التي تحركها أدوات مخابراتية، شنت هجوماً كبيراً على المؤسسة وتمكنت من الحصول على معلومات عن بعض التحويلات مع الزبائن، وأن المعتدين لم يصلوا إلى الأنظمة الإلكترونية الأساسية التي تحرك سير العمل في القرض الحسن في بيروت والضاحية الجنوبية وعدد من المناطق".

وادّعت أن "بيانات المعلومات عن الزبائن آمنة وحساباتها محصنة".

وبحسب المصادر، فإن المسؤولين عن المؤسسة من خبراء تقنيين وماليين سارعوا إلى عقد اجتماعات طارئة ومفتوحة في الساعات الأخيرة بغية الحد من عملية القرصنة والعمل على حماية المتعاقدين مع المؤسسة.

وأفادت المصادر بأن "زبائن المؤسسة ليسوا من المننتسبين لحزب الله وأن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين، الذين يتعاونون مع القرض الحسن ويستفيدون من الخدمات المالية للمؤسسة".