مطالب إيران "غير الواقعية" تهدد محادثات فيينا وسط تشاؤم أميركي

time reading iconدقائق القراءة - 5
أعلام الدول المشاركة في محادثات الاتفاق النووي التي تستضيفها فيينا- 20 أبريل 2021 - REUTERS
أعلام الدول المشاركة في محادثات الاتفاق النووي التي تستضيفها فيينا- 20 أبريل 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه قبل أيام من تعيين الرئيس الجديد في إيران، إبراهيم رئيسي، فإن مسؤولي إدارة بايدن قد باتوا "متشائمين بشكل حاد" بشأن فرص إحياء الاتفاق النووي، ونقلت عن كبير المفاوضين الأميركيين رويرت مالي، تأكيده بأن هناك مخاوف بأن يعود الوفد الإيراني إلى فيينا بمطالب "غير واقعية". 

وأرجعت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، تشاؤم المسؤولين الأميركيين، بشأن مخاوف من خطط محتملة للحكومة الجديدة في طهران، لـ"تسريع عمليات البحث والإنتاج النوويين، وإعداد مطالب جديدة لتقديمها إلى الولايات المتحدة".

واعتبرت الصحيفة أن هذه المخاوف تبدو على طرفي نقيض مما كان عليه الوضع في محادثات فيينا قبل شهر واحد فقط، عندما اعتقد المفاوضون الأميركيون، استناداً إلى تأكيدات من الحكومة الإيرانية المنتهية ولايتها، أنهم كانوا على وشك التوصل لاتفاق قبل تولي رئيسي (60 عاماً) منصبه يوم الخميس المقبل.

وأضاف التقرير أن هؤلاء المسؤولين، كانوا، في يونيو الماضي، واثقين للغاية من أنه ستكون هناك جولة وشيكة أخرى من المحادثات، حتى إن أحد المفاوضين الأميركيين البارزين، ترك ملابسه في خزانة أحد الفنادق في فيينا، حيث جرت المحادثات من خلال وسطاء أوروبيين خلال الأشهر الأربعة الماضية.

وتابعت، "ولكن تلك الجولة لم تحدث قط، كما أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا يتمكنون من متابعة ما يحدث في طهران، فيما تعمل أجهزة الطرد المركزي بسرعة تفوق سرعة الصوت في موقع التخصيب الإيراني الرئيسي في نطنز، إذ تبدأ البلاد في تخصيب كميات صغيرة من الوقود النووي بدرجة قريبة من القنابل النووية، وفي أماكن أخرى، يتم تحويل بعض اليورانيوم إلى شكل معدني، وذلك لاستخدامه في الأغراض الطبية، في حين أن هذه التكنولوجيا تعد مفيدة أيضاً في تصنيع الرؤوس الحربية".

وأضافت الصحيفة أنه من غير الواضح ما إذا كان رئيسي سيحتفظ بفريق التفاوض الإيراني الحالي أم سيقوم بتعيين فريق جديد من أنصاره، الذين رأت أنهم من المفترض أن يكونوا مصممين على إظهار قدرتهم على التوصل لصفقة أكثر صعوبة، والحصول على المزيد من التخفيف للعقوبات مقابل  وضع قيود مؤقتة على الأنشطة النووية الإيرانية.

سيناريو المطالب "غير الواقعية"

ونقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الأميركيين، روبرت مالي، قوله في مقابلة معها: "هناك خطر حقيقي من أن يعود الإيرانيون بمطالب غير واقعية حول ما يمكنهم تحقيقه في هذه المحادثات".

وقالت "نيويورك تايمز"، إنه إذا فشلت الدبلوماسية، فإن كلا الجانبين سيخسر الكثير، موضحة أنه بالنسبة للرئيس بايدن، فإن الهدف الأمثل هو إعادة الاتفاق النووي لعام 2015 إلى مساره الصحيح، وذلك على أمل التمكن من احتواء البرنامج النووي مرة أخرى بعد ثلاث سنوات من انسحاب ترمب من الاتفاقية، مشيرة إلى أن عودة العلاقات المتضررة مع الحلفاء الأوروبيين، الذين تفاوضوا على الصفقة الأصلية، تعد أمراً حاسماً بالنسبة لجهود الرئيس الأميركي.

مخاوف وآمال أميركية

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن مساعدي بايدن لا يخفون مخاوفهم من الاستفادة الكبيرة التي يحققها الإيرانيون من العمل الجاري الآن، وذلك للدرجة التي قد تجعل من المستحيل في المستقبل القريب، وربما في وقت مبكر من هذا الخريف، العودة إلى الاتفاق القديم، وفي هذا الصدد يقول مالي: "في هذه المرحلة، سيتعين علينا إعادة تقييم طريقنا للمضي قدماً"، معرباً عن أمله في عدم حدوث ذلك.

ومضت الصحيفة في تقريرها: "لقد ظل رئيسي، على مدى سنوات، من المدافعين عما يسميه الإيرانيون (اقتصاد المقاومة)، والذي يعتمد على الحجة القائلة بأن إيران ليست بحاجة للتجارة مع العالم ولا إلى الانفتاح، ولكنه بدا خلال حملته الانتخابية أنه يؤيد عودة الصفقة النووية، وذلك ربما لأنه كان يتعرض لضغوط لإظهار أنه، على عكس أسلافه، لديه المهارة والقوة اللازمة للتخلص من العقوبات الأميركية التي دمرت اقتصاد بلاده".

كلمة المرشد الأخيرة

ولفتت الصحيفة إلى أن الأعباء الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب الموجة الخامسة من تفشي فيروس كورونا، ونقص المياه الذي نتج جزئياً عن سوء إدارة الحكومة، قد أدت إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في البلاد.

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها قائلة، إن الكلمة الأخيرة بشأن عودة الصفقة النووية لا ترجع للرئيس الإيراني الجديد، ولكن هذا الأمر يخص المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي يُعتقد أنه حشد الدعم لانتخاب رئيسي، لافتة إلى أنه يوم الأربعاء، كرر خامنئي مطلباً رئيسياً لديه وهو أن تقدم الولايات المتحدة ضماناً بأنها لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاقية كما فعل ترمب سابقاً.

اقرأ أيضاً: