قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، الثلاثاء، إن تركيا وافقت على دعم طلب العضوية المشترك الذي قدمته بلاده والسويد لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف نينيستو في اليوم الأول من قمة الحلف في العاصمة الإسبانية مدريد، إن هذا التطور المهم جاء بعد أن وقعت الدول الثلاث مذكرة مشتركة "لتقديم دعمها الكامل في مواجهة التهديدات لأمن بعضها البعض"، مشيراً إلى أن المذكرة لا تحدد شخصيات لتسليمها إلى أنقرة. وتابع أن شروط التسليم ستكون مرتبطة بـ"الإرهاب" وليس بأشخاص.
من جهتها، قالت الرئاسة التركية إنها "حصلت على ما تريده من المحادثات مع السويد وفنلندا"، وأوضحت أنه تم التوافق مع السويد وفنلندا على "إنشاء آلية تبادل استخباراتي لمكافحة الإرهاب".
وأضافت أن أنقرة "حصلت على تعهدات من البلدين لاتخاذ إجراءات صلبة بشأن تسليم المتهمين بالإرهاب في الدولتين، بالإضافة للتوافق على تعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية، وإلغاء القيود في ذلك الشأن".
وأوضح الرئيس الفنلندي للصحافيين أن المذكرة الثلاثية لا تتضمن أسماء أفراد مطلوب تسليمهم.
وقال نينيستو إن المذكرة، التي سيُعلن عنها لاحقاً، تصف مبادئ تسليم المجرمين المتعلقة بالإرهاب، ولا تتضمن أفراداً.
دور أميركي
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالاتفاق، وقال في تغريدة على "تويتر" إن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف "سيعزز التحالف والأمن الجماعي".
وأضاف في تغريدة على "تويتر" أن توقيع تركيا وفنلندا والسويد مذكرة ثلاثية "خطوة حاسمة نحو دعوة الناتو إلى فنلندا والسويد"، وتابع أن الاتفاق "طريقة رائعة" لبدء قمة زعماء دول الناتو التي تعقد في العاصمة الإسبانية مدريد.
من جهته، قال مسؤول في الإدارة الأميركية لوكالة "رويترز" إن واشنطن لعبت دوراً كبيراً للتوصل إلى اتفاق.
وذكر مسؤول أميركي كبير أن الرئيس بايدن يدعم الاتفاق الذي سيسمح لفنلندا والسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن بايدن لعب دوراً خلف الكواليس في مفاوضات دولتي الشمال الأوروبي مع تركيا.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث إلى الصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته، أن بايدن تحدث إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الحلف، في وقت سابق الثلاثاء، بناءً على طلب البلدين.
وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق سيسمح بتوسيع الحلف المؤلف من 30 عضواً، وسيشكل "تغييراً كبيراً في الوضع الأمني".
وذكر المسؤول أن تركيا لم تصر على إدراج مطالبها بالحصول على طائرات حربية أميركية متقدمة في المفاوضات. ومن المتوقع أن يجتمع بايدن وأردوغان على هامش القمة الأربعاء.
معالجة مخاوف أنقرة
أما أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، فقال في مؤتمر صحافي إن تركيا وفنلندا والسويد وقعت مذكرة "تعالج مخاوف تركيا، بما في ذلك ما يتعلق بصادرات الأسلحة ومكافحة الإرهاب"، مؤكداً توصل البلدان لتوافق بشأن "دعم تركيا انضمام الدولتين الاسكندنافيتين لحلف الناتو". وتابع أن انضمام فنلندا والسويد للحلف "سيزيد من قوته".
وأعلن أن قادة الحلف سيدعون السويد وفنلندا للانضمام إلى عضوية الحلف، الأربعاء، مضيفاً أن الناتو قادر دائماً على إيجاد أرضية مشتركة وحل الخلافات، مؤكداً استمرار سياسة "الباب المفتوح" في الحلف.
محادثات مطولة
وأكد البيت الأبيض أن بايدن سيلتقي مع أردوغان خلال القمة، التي تبدأ في وقت لاحق الثلاثاء وتستمر حتى الخميس.
وبعد أن حطت طائرته في مدريد، أجرى أردوغان محادثات امتدت لما يزيد على ساعتين مع الرئيس الفنلندي ورئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا آندرسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
ولم يتطرق بايدن، الذي وصل أيضاً إلى مدريد قبل مأدبة عشاء مع زملائه قادة دول حلف شمال الأطلسي، إلى قضية انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف بشكل مباشر في تصريحاته العلنية مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث وملك إسبانيا فيليب السادس.
لكنه شدد على الوحدة، قائلاً إن الحلف الأطلسي "أكثر حماساً، كما أعتقد، من أي وقت مضى".
مطالب تركيا
يمثل انضمام السويد وفنلندا للناتو أكبر تحول في الأمن الأوروبي منذ عقود، في وقت تلقي الحرب الروسية بظلالها على القمة بعد غزوها أوكرانيا.
وكانت مطالب أنقرة الرئيسية تتمثل في أن تتوقف دول الشمال عن دعم الجماعات المسلحة الكردية الموجودة على أراضيها، وأن ترفع الحظر الذي تفرضه على بعض مبيعات الأسلحة إلى تركيا.
وقبل مغادرته إلى مدريد، تمسك أردوغان بموقفه قائلاً إن تركيا تريد أن ترى أفعالاً لا أقوالاً من أجل معالجة مخاوفها، مضيفاً أنه سيبحث أيضاً مع بايدن أزمة صفقة مقاتلات إف-16 "المتعثرة".