شدد الرئيس الصيني شي جين بينج، على "نجاح" مبدأ "بلد واحد بنظامين" المطبّق في هونج كونج، معتبراً أن لا داعي لتغييره، ومؤكداً أن "الديمقراطية الحقيقية" في المدينة بدأت بعد عودة المستعمرة البريطانية السابقة للسيادة الصينية قبل 25 عاماً.
جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس الصيني، الجمعة، في احتفال بذكرى عودة هونج كونج إلى سيادة بلاده، في 1 يوليو 1997، كما نصّب الزعيم الجديد للمدينة، جون لي، الذي اعتبر أن "سيادة القانون قيمة أساسية لهونج كونج".
"خير هونج كونج"
وأكد الرئيس الصيني "نجاح" مبدأ "بلد واحد بنظامين" في هونج كونج، خلال ربع القرن الماضي، مضيفاً أن هذا النموذج "هو نظام جيد، لدرجة أن لا داعي بتاتاً لتغييره، ويجب الإبقاء عليه لفترة طويلة".
وشدد على أن الصين عملت "لما فيه خير هونج كونج" منذ عام 1997، وتابع: "بعد إعادة توحيدها مع الوطن الأمّ، بات سكان هونج كونج أسياد مدينتهم، الديمقراطية الحقيقية في هونج كونج بدأت حينئذ"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وزاد شي: "هونج كونج نافذة وجسر يربط البرّ الرئيس (الصين) بالعالم". وتابع أن قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في المدينة، بعد الاحتجاجات التي شهدتها في عام 2019، مفيد لـ"الحقوق الديمقراطية للمواطنين، وضمان ازدهار هونج كونج واستقرارها".
وأشار إلى أن الحكومة المركزية في بكين ستساعد في الحفاظ على بيئة عمل حرة ومفتوحة في هونج كونج، ودعمها. وأضاف أنه يتوقّع من القيادة الجديدة في الإقليم أن تعزّز القدرة على الحوكمة. وتابع أنه يتوقّع من القيادة أيضاً، تحقيق توازن بين الحوكمة والأسواق، بحسب وكالة "رويترز".
"سيادة القانون"
أما جون لي، فأكد على أن "سيادة القانون قيمة أساسية لهونج كونج". وقال إن "قانون الأمن القومي أحدث استقراراً، بعد فوضى"، اعتبر أن المدينة شهدتها خلال احتجاجات 2019.
وشدد على "وجوب أن تحسّن المدينة قدرتها التنافسية، في مجالات مثل التمويل والتجارة والشحن"، لافتاً إلى أن الحكومة ستجهد لكبح فيروس كورونا المستجد وإدارته، من خلال أساليب علمية.
ويخضع جون لي لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة، لدوره في تنفيذ قانون الأمن القومي.
مراسم رفع العلم
جاء ذلك بعدما شارك زعماء هونج كونج في مراسم رفع العلم، الجمعة، لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعودة الحكم الصيني للمدينة، في احتفال غاب عنه شي جين بينج، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وشارك مئات في الاحتفال، بينهم الزعيم الجديد للمدينة جون لي، والزعيمة المنتهية ولايتها كاري لام، والزعيمان السابقان ليونج تشون يينج ودونالد تسانج. وسار شرطيون يحملون علمَي الصين وهونج كونج، إلى "ساحة بوهينيا الذهبية"، بأسلوب "المشي بالأوز" الصيني، بدل مسيرة على الطراز البريطاني. ووقف الضيوف أثناء عزف النشيد الوطني الصيني.
"ولادة جديدة من الرماد"
الرئيس الصيني اعتبر، لدى وصوله إلى المدينة الخميس، أن هونج كونج تغلّبت على تحديات كثيرة في السنوات الماضية و"وُلدت مجدداً من الرماد" بـ"حيوية قوية"، في إشارة إلى احتجاجات 2019، التي تلتها حملة قمع للمعارضة.
زار شي هونج كونج للمرة الأخيرة في عام 2017، لحضور احتفالات 1 يوليو، محذراً من أن لا تسامح مع أي نشاطات تُعتبر تهديداً لسيادة الصين واستقرارها.
الحزب الشيوعي الصيني رأى تهديداً في احتجاجات 2019، وأشاد شي الخميس، بكاري لام لإنهائها الفوضى التي عصفت بالمدينة وضمان أن "الوطنيين" فقط هم من سيحكمون هونج كونج، علماً أن سلطات بكين والمدينة اعتمدت منهجاً أكثر "وطنية" في المدارس، وجددت قوانين الانتخابات لإبقاء الساسة المعارضين خارج الهيئة التشريعية للإقليم، في تدابير دفعت كثيرين إلى المغادرة، بحسب "أسوشيتد برس".
بلينكن: "تآكل الحكم الذاتي"
أسِف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لـ"تآكل الحكم الذاتي" في هونج كونج، بعد 25 سنة على عودتها إلى السيادة الصينية. وقال: "واضح الآن أن السلطات في هونج كونج وبكين لم تعد تعتبر المشاركة الديمقراطية والحريات الأساسية واستقلالية الإعلام، جزءاً من مبدأ دولة واحدة بنظامين" الذي اتفقت عليه بريطانيا والصين في عام 1997، عندما أعادت لندن المستعمرة إلى السيادة الصينية.
وأضاف أن قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين في هونج كونج عام 2019، أدى إلى "تآكل الحكم الذاتي" الذي كانت المدينة تتمتّع به، كما ساهم في الحدّ من "حقوق سكان هونج كونج وحرياتهم في العامين الماضيين". وشدد على أن الولايات المتحدة "متضامنة "مع سكان المدينة، وتؤيّد "مطالبتهم باستعادة حرياتهم الموعودة".
واتهم بلينكن السلطات الموالية لبكين في هونج كونج، بأنها "سجنت المعارضة" و"دهمت وسائل إعلام مستقلة وأغلقت متاحف وأضعفت المؤسسات الديموقراطية"، كما أفادت "فرانس برس".
جونسون: لن نتخلّى عن هونج كونج
في السياق ذاته، نشر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، تسجيلاً مصوّراً على "تويتر"، قال فيه: "لن نتخلّى عن هونج كونج. قبل 25 عاماً، قطعنا للمنطقة وشعبها عهداً ونحن نعتزم الالتزام به وبذل كل ما بمقدورنا من جهود لكي تحترم الصين التزاماتها، بما يعيد إدارة هونج كونج إلى شعبها".
واعتبر أن بكين "منذ فترة" لا تتقيّد بالتزاماتها، مضيفاً أن هذا الأمر يشكّل "تهديداً لحقوق أبناء هونج كونج وحرياتهم ولمتابعة التقدّم والازدهار".
ومنذ أن استعادت بكين زمام الأمور في المدينة، بعد الاحتجاجات المؤيّدة للديموقراطية التي شهدتها في عام 2019، أعلنت لندن أنها تلقت أكثر من 120 ألف طلب للحصول على إقامة، تقدّم بها أبناء الإقليم من حملة جوازات السفر البريطانية المقيمين في الخارج، بحسب "فرانس برس".
وندّدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس بـ"التآكل المستمر للحقوق المدنية والسياسية" في المدينة، خصوصاً منذ فرض قانون الأمن القومي في 30 يونيو 2020. وقالت: "السلطات خنقت المعارضة وجرّمت المعارضين وطردت كل مَن كان في إمكانهم مواجهتها بالحقيقة".
تايوان: الحرية تلاشت
رئيس الحكومة التايواني، سو تسينج تشانغ، لفت إلى "تلاشي الحرية والديمقراطية" في هونج كونج، معتبراً أن الصين لم تفِ بوعودها بتطبيق مبدأ "بلد واحد بنظامين" حتى عام 2047. وأضاف: "مرت 25 سنة فقط، وفي الماضي كان الوعد 50 سنة من عدم التغيير".
وتابع: "ندرك أيضاً أن علينا أن نتمسك بسيادة تايوان وحريتها وديمقراطيتها. إن ما يُسمّى دولة واحدة بنظامين الذي تطبّقه الصين، لم يصمد أمام الاختبار".
ورفضت الحكومة التايوانية مرات، عرض الصين بتطبيق هذا المبدأ لحكم الجزيرة، كما في هونج كونج وماكاو، بحسب "رويترز".
اقرأ أيضاً: