فنلندا تعزز السياج الحدودي مع روسيا.. ونقطة الضعف أرخبيل

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من الحدود الفنلندية الروسية - 24 مارس 2022 - REUTERS
جانب من الحدود الفنلندية الروسية - 24 مارس 2022 - REUTERS
هلسنكي -أ ف ب

أعلنت الحكومة الفنلندية، الجمعة، عزمها بناء سياج جديد على أجزاء من حدودها مع روسيا إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في فبراير الماضي، لكن ثمة قلق من وجود نقطة ضعف تتمثل في أرخبيل آلاند.

وطرحت هلسنكي، الخميس، مشروع تعديل يهدف إلى تعزيز السياج في بعض المواقع من الحدود مع روسيا الممتدة على طول حوالي 1300 كلم، خشية أن تستخدم موسكو المهاجرين لممارسة ضغط سياسي على الدولة المجاورة.

ودعت الحكومة الفنلندية إلى أن يدخل مشروع التعديل حيز التنفيذ "في أسرع وقت ممكن"، فيما صدر الإعلان بعد تقديم فنلندا ترشيحها للانضمام إلى الحلف الأطلسي "الناتو"، ما يبعث مخاوف من تعرضها لتدابير انتقامية روسية "هجينة" على غرار هجمات إلكترونية أو عمليات غير عسكرية لزعزعة الاستقرار.

وأوضحت المستشارة لدى وزارة الداخلية آن إهانوس لوكالة "فرانس برس"، أن "هدف مشروع القانون هو تحسين قدرة حرس الحدود على التحرك رداً على تهديدات هجينة"، مؤكدةً أن "الحرب في أوكرانيا ساهمت في طرح هذه المسألة بشكل عاجل".

وتؤمن فنلندا حالياً حدودها بواسطة حواجز خشبية منخفضة هدفها منع عبور المواشي، فيما قالت مديرة المسائل القانونية في جهاز حرس الحدود سانا بالو: "نسعى الآن لبناء سياج متين يكون بمثابة حاجز حقيقي"، مضيفةً: "بالطبع لن يغطي السياج كامل الحدود الشرقية، لكنه سيشمل المواقع التي تعتبر الأهم".

وفي حال تدفق مهاجرين، فإن اقتراح الحكومة يهدف أيضاً إلى تركيز طالبي اللجوء في نقاط معينة من الحدود. وستحدَّد النقاط التي تعتبر ذات أولوية لاحقاً، وكذلك ميزانية المشروع، بحسب وزارة الداخلية.

ويعبر القسم الأكبر من الحدود مناطق غير مأهولة كثيراً. وبموجب قواعد الاتحاد الأوروبي فإنه يحق للمهاجرين طلب اللجوء في أي نقطة دخول إلى دولة عضو بالاتحاد الأوروبي.

قلق فنلندي

وأعاد طلب فنلندا الانضمام إلى "الناتو" إحياء الجدل بشأن الوضع العسكري لأرخبيل آلاند، الذي يبلغ عدد سكانه 30 ألف نسمة، ويقع في بحر البلطيق بين السويد وفنلندا.

وفي أرخبيل آلاند الفنلندي الذي يتمتع بالحكم الذاتي والمنزوع السلاح، يعتبر أي وجود عسكري مستحيلاً بموجب معاهدات مبرمة منذ أكثر من 160 عاماً مع روسيا التي تراقب قنصليتها بدقة آلاف الجزر الصخرية ذات المناظر الطبيعية الريفية.

واعتبر المستشار الرئاسي السابق في هلسنكي، ألبو روسي، لوكالة "فرانس برس"، أن الأرخبيل "نقطة ضعف الدفاع الفنلندي"، مضيفاً أن "القلق يكمن في معرفة ما إذا كانت فنلندا سترد عسكرياً بسرعة في حال حدوث اختراق". 

وقالت رئيسة السلطة التنفيذية المحلية فيرونيكا ثورنروس: "لماذا التغيير؟ أعتقد أن كوننا منزوعي السلاح يشكل عامل استقرار في بحر البلطيق"، ورأت أنه يمكن للجيش الفنلندي التدخل "بسرعة كبيرة" في حال وقوع هجوم على الأرخبيل.

وكانت هذه الجزر في الماضي روسية، وتم نزع السلاح منها في البداية لإلحاق الضرر بروسيا القيصرية، بعد معاهدة عام 1856 وهزيمتها في حرب القرم.

وبعد استقلال فنلندا في عام 1917، أصبح الأرخبيل على الرغم من تحدث سكانه اللغة السويدية، في حضن الدولة الجديدة، لكن مع الإبقاء على وضع الحكم الذاتي. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات