وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بأنه "أحد أكبر الكوارث الطبيعية في عصرنا"، مشدداً على الحاجة إلى فتح مزيد من المعابر بين البلدين لإيصال المساعدات الضرورية.
وأوضح جوتيريش، في لقاء مع الصحافيين بمقر الأمم المتحدة، مساء الخميس، أنه "لتقديم المساعدة فإننا بحاجة إلى أمرين"، أولا "الوصول" وثانيا "الموارد". وقال: "اعتمدنا 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ لتحفيز الاستجابة".
وأعلن أنه بحلول الأسبوع المقبل "سنوجه نداء عاجلاً للمانحين" لدعم المتضررين من الزلزال في سوريا.
وأشار إلى أنه "في هذه الأثناء التي أتحدث فيها إليكم، تعمل وكالات الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية، على الاستجابة للأزمة في سوريا، وتقييم متطلبات التمويل الأولية للأشهر الثلاثة القادمة".
وأوضح أن "هذه الموارد سيتم استخدامها من قبل العاملين في المجال الإنساني لتقديم المساعدات الضرورية، مثل المأوى والمأكل والمشرب والدواء والصرف الصحي والنظافة والتعليم، وتوفير الحماية وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي".
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة نداءا إلى المجتمع الدولي لإظهار "نفس المستوى من الدعم والكرم" الذي استقبل به الأتراك والسوريون اللاجئين والنازحين من الدول الأخرى، في "استعراض هائل للتضامن".
"ليست لحظة التسييس"
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن يأذن مجلس الأمن بفتح نقاط عبور حدودية جديدة بين تركيا وسوريا لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى ضحايا الزلزال، في وقت يوجد حالياً معبر واحد فقط.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "هذه اللحظة تتعلق بالوحدة، وليس بالتسييس أو الانقسام"، ومن ثم "سأكون سعيداً بالطبع إذا توصل مجلس الأمن إلى توافق في الآراء للسماح باستخدام المزيد من المعابر".
الأمين العام للأمم المتحدة أكد أيضاً أنه "لا توجد عقوبات من أي نوع يمكن أن تعوق إغاثة الشعب السوري في الوقت الحاضر".
وقبل الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا، تم نقل جميع المساعدات الإنسانية الضرورية تقريباً لأكثر من 4 ملايين شخص يعيشون في مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى بموجب آلية تم إنشاؤها عام 2014 بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وترفض دمشق وموسكو هذه الآلية معتبرتين أنها تنتهك السيادة السورية، وانخفض عدد المعابر بمرور الوقت من 4 إلى واحد فقط بضغط من روسيا والصين.
وقال جوتيريش، بمقر الأمم المتحدة، مساء الخميس، إنه "منذ ساعات فقط، عبرت أول قافلة تابعة للأمم المتحدة إلى شمال سوريا عبر معبر باب الهوى"، مشيراً إلى أن القافلة ضمت "6 شاحنات تحمل مواد الإيواء وإمدادات إغاثة أخرى تشتد الحاجة إليها".
وأكد أن "المزيد من المساعدات في الطريق إلى سوريا، لكن هناك حاجة إلى فعل المزيد والمزيد".
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه طلب من وكيله للشؤون الإنسانية مارتن جريفيثس السفر إلى المنطقة المتضررة من الزلزال نهاية الأسبوع الحالي.
وسيزور جريفيثس، خلال الجولة، غازي عنتاب وحلب ودمشق لتقييم الاحتياجات وتعزيز الدعم، وفق ما أكد جوتيريش.
"النطاق الكامل للكارثة"
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن حزنه لوقوع خسائر كبيرة في الأرواح، فيما يتواصل ارتفاع عدد الوفيات.
وقال: "آلاف المباني انهارت. عشرات آلاف الأشخاص معرضون لظروف طقس الشتاء الذي لا يرحم. المدارس والمستشفيات دُمرت. الأطفال يعانون من صدمات مروعة. وللأسف، نعلم أننا لم نر بعد النطاق الكامل للدمار والأزمة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".
وأضاف الأمين العام أنه عندما يرى الصور، يشاهد أناساً وأماكن يعرفها جيداً لأنه زار هذه المنطقة مرات عديدة عندما كان مفوضاً سامياً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال إن المنطقة معروفة بدعمها للاجئين والنازحين.
وقال أنطونيو جوتيريش إن المنطقة التي كانت مركزا للتضامن أصبحت الآن بؤرة للمعاناة، إذ يواجه سكانها كابوساً تلو الآخر.
وأشار إلى أنه عندما ضرب الزلزال المنطقة، كانت الأزمة الإنسانية شمال غرب سوريا تتدهور، حيث كانت الاحتياجات قد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الصراع.
وعن تركيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنها "موطن أكبر عدد من اللاجئين في العالم، وقد أظهرت كرماً لا يُضاهى تجاه جيرانها السوريين".
وأوضح جوتيريش أن "ما يصل إلى 3.6 مليون سوري عاشوا في تركيا لأكثر من عقد من الزمان، وقد سقط كثير منهم ضحايا للزلزال".
واختتم الأمين العام كلمته بالقول: "في وجه هذه الكارثة الهائلة، أناشد المجتمع الدولي أن يظهر لشعبي تركيا وسوريا نفس الدعم والسخاء اللذين استقبل بهما الشعبان وساعدوا وحموا ملايين اللاجئين والنازحين. حان الوقت لدعم شعبي تركيا وسوريا".
اقرأ أيضاً: