تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة اليابانية

time reading iconدقائق القراءة - 8
المرشحون لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني الحاكم من اليسار تارو كونو وفوميو كيشيدا وسانا تاكايشي وسيكو نود - AFP
المرشحون لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني الحاكم من اليسار تارو كونو وفوميو كيشيدا وسانا تاكايشي وسيكو نود - AFP
طوكيو -أ ف ب

بدأ 4 مرشحين بينهم امرأتان، الجمعة، رسمياً الحملة الانتخابية لاختيار رئيس الحزب الحاكم في اليابان في الانتخابات المقررة في 29 سبتمبر الجاري، والتي تعد نقطة انطلاق مباشرة للوصول إلى منصب رئيس الوزراء خلفاً ليوشيهيدي سوغا.

ومن شبه المؤكد أن يتم تعيين الفائز رئيساً للحكومة بعد التصويت على ذلك في البرلمان، في 4 أكتوبر المقبل.

بعد ذلك يفترض أن تُجرى انتخابات تشريعية في نوفمبر على أبعد تقدير، يُتوقع أن تعزّز مكانة رئيس الوزراء الجديد، ما لم تحدث مفاجآت كبيرة.

وتحدث المرشحون الأربعة لخلافة يوشيهيدي سوغا، رئيس الوزراء والرئيس الحالي للحزب الليبرالي الديمقراطي المحافظ، والذي يهيمن على الحياة السياسية في البلاد، الواحد تلو الآخر في مقر الحزب بالعاصمة طوكيو، الجمعة. 

من هم المرشحون الأربعة؟

تارو كونو

ويعتبر كثيرون أن المرشح الأوفر حظاً هو تارو كونو وزير الإصلاح الإداري المنتهية ولايته، والمسؤول أيضاً عن حملة التطعيم الوطنية ضد فيروس كورونا، والبالغ من العمر 58 عاماً.

والرجل المنتمي إلى سلالة سياسية يابانية، خريج جامعة جورجتاون الأميركية العريقة ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وهو أمر نادر في بلاده، وشغل في السابق منصب وزير الخارجية والدفاع.

وشدد كونو الذي يحظى بشعبية على "الأولوية التي يجب أن تعطى لمصادر الطاقة الخضراء"، بقوله إن "ليس من الوهم أن يكون لدينا في يوم من الأيام مصادر طاقة متجددة بنسبة 100% في هذا البلد". لكنه خفف في الفترة الأخيرة معارضته للطاقة النووية ويخوض حملته تحت شعار "النهوض باليابان". 

ويبدو أن المعركة الانتخابية ستكون مفتوحة لأن معظم التيارات الرئيسية داخل الحزب لم تصدر علانية تعليمات بالتصويت لأعضائها، خلافاً للعادة.

وقال توبياس هاريس خبير منطقة شرق آسيا في مركز أبحاث العلوم السياسية "مركز التقدم الأميركي": "إنها معركة مفتوحة حقاً، من الصعب أن نقول إن لأي منهم الأفضلية ربما لدى كونو مزايا لكنه ضعيف".

فوميد كيشيدا

ويُعد المعتدل فوميو كيشيدا، وزير الخارجية السابق (2012-2017)، أخطر منافس لكونو، ولديه تياره الخاص داخل الحزب. 

ويتميز كيشيدا بخبرته الحكومية الطويلة ومواقفه المعتدلة داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي، ويفخر بامتلاكه قدرة كبيرة على الاستماع لمختلف الآراء.

وينشط كيشيدا في مجال نزع السلاح النووي في العالم، فهو من أبناء هيروشيما في غرب اليابان وممثلها المنتخب. وهو الذي رتب عام 2016 الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المدينة التي دمرتها القنبلة الذرية في 1945.

قال كيشيدا البالغ 64 عاماً إن "الناس يتطلعون إلى سياسة تقوم على السخاء، مع قائد يستمع إلى أصواتهم ويقبل بصدق تنوع الآراء"، وتعهد بالعمل على زيادة الأجور.

سناي تاكايشي

المرشح الثالث هي وزيرة الاتصالات السابقة سناي تاكايشي، 60 عاماً، وهي قومية متشددة ذات شخصية مثيرة للانقسام، لكنها تحظى بدعم رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي يحرك خيوط تيار يميني قوي داخل الحزب.

وشغلت المرأة التي كانت في شبابها تهوى موسيقى الهيفي ميتال والدراجات النارية، مناصب وزارية مختلفة، بما في ذلك الشؤون الداخلية والاتصالات (2014-2017 و2019-2020).

وتثير شخصيتها الانقسام داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي، لا سيما بسبب مواقفها المحافظة المتشددة. فهي ترفض أن تعتذر اليابان عن ماضيها العسكري، مثل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي الذي يدعم ترشيحها. 

وقالت تاكايشي الجمعة، إن "المهمة الأسمى للحكومة هي حماية أرواح اليابانيين وممتلكاتهم... حماية سيادة وشرف اليابان".

سيكو نودا

وتحظى سيكو نودا، الوزيرة السابقة البالغة من العمر 61 عاماً والتي نفذت حملة لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم الأشخاص الضعفاء، بأقل قدر من الدعم داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي.

وأعلنت نودا وزيرة الشؤون الداخلية السابقة المسؤولة أيضاً عن المساواة بين الجنسين (2017-2018) عن ترشحها في اللحظة الأخيرة، بعدما واجهت صعوبة في جمع الحد الأدنى المطلوب من الدعم داخل الحزب الحاكم، لذلك تبدو فرصها ضئيلة جداً.

وتؤكد نودا أنها تعمل من أجل مجتمع ياباني أكثر شمولاً تجاه النساء وكذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.

ووصفت نودا التنوع بـ"السلاح"، ووعدت بتعيين حكومة ذات تمثيل متساوٍ إذا انتُخبت، وبمحاربة انخفاض معدل الولادات في اليابان. 

 ماذا يحتاج المرشح للفوز؟

ويحتاج المرشح إلى الغالبية المطلقة للفوز في الانتخابات، وسيتنافس المرشحون على 766 صوتاً نصفها أصوات أعضاء الحزب المنتخبين في البرلمان وعددهم 383، والنصف الآخر لمسؤولي الحزب في 47 مقاطعة في الأرخبيل. 

وفي حالة عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، تُجرى دورة ثانية تفصل بين المرشحين النهائيين في اليوم نفسه، ولكن بمشاركة 430 ناخباً فقط، بمن فيهم جميع النواب.

مخاوف عدم الاستقرار

تولى سوغا منصب رئيس الوزراء في سبتمبر 2020 محل شينزو آبي الذي اضطُر للاستقالة لأسباب صحية. وقرر سوغا البالغ من العمر 72 عاماً في نهاية أغسطس الماضي، عدم الترشح للمنصب ومن ثم التخلي عن السلطة.

وتراجعت شعبية سوغا كثيراً بعد الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها طريقة إدارته للأزمة الصحية في اليابان، وإبقائه على تنظيم دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو هذا الصيف، على الرغم من معارضة الرأي العام الياباني بغالبيته تنظيم الحدث. 

وأعادت الفترة القصيرة الأمد التي أمضاها سوغا في السلطة إحياء الخوف من العودة إلى حالة عدم الاستقرار السياسي على رأس اليابان، مع تغيير متكرر للحكومات شهدته البلاد قبل فترة شينزو آبي الثانية (2012-2020) التي تعد أطول فترة لرئيس وزراء في الحكم.

ومنذ انتهاء الحرب، شغل 5 رؤساء وزراء يابانيين فقط هذا المنصب لمدة خمس سنوات أو أكثر.

اقرأ أيضاً: