مسؤول روسي: الحوار مع واشنطن يسير في "الاتجاه الصحيح"

time reading iconدقائق القراءة - 6
السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف، 18 نوفمبر 2019 - Getty Images
السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف، 18 نوفمبر 2019 - Getty Images
دبي- الشرق

قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الاثنين، إن الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة "يتطور في الاتجاه الصحيح"، واصفاً إياه بأنه "مهني وجوهري"، ولم يستبعد المسؤول الروسي فكرة إبرام اتفاقات ملزمة قانوناً، بشأن الحد من التسلح مع واشنطن.

وأضاف خلال مشاركته في المجلس الاستشاري الدولي لمركز "جيمس مارتن" لدراسات منع الانتشار في كاليفورنيا: "المحادثة تتطور في الاتجاه الصحيح وذات طبيعة مهنية وموضوعية".

ولفت إلى أن إحدى النتائج المهمة التي تم تحقيقها في الجولة الثانية من محادثات جنيف في 30 سبتمبر الماضي، هو "تحديد الهدف من الحوار الاستراتيجي"، مشيراً إلى أن الجانبين الأميركي والروسي اتفقا على أنه "ينبغي التركيز على تحديد معايير نظم الحد من التسلح الذي سيتم بناؤه على أساس معاهدة نيو ستارت".

وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإن الوفود المشاركة في محادثات جنيف تمكنت من حل القضايا التنظيمية، مشيراً إلى "تشكيل مجموعتي عمل لمناقشة الأساليب المشتركة لأدوات مراقبة التسلح وأطر وأهداف النظام المستقبلي". 

وأضاف، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أن "الجانبين اتفقا أيضاً على التعامل مع أنواع وفئات محددة من الأسلحة والتقنيات والأنشطة التي لها تأثير على الاستقرار الاستراتيجي".

وقال في هذا السياق، إن الجانبين "لا يعتزمان مناقشة أنواع وفئات محددة من الأسلحة النووية وغير النووية القادرة على أداء مهام استراتيجية، ولكن أيضاً إجراءات الجانبين التي لها تأثير استراتيجي". 

وتابع: "نفهم أن مثل هذا النهج يوفر فرصة للوفدين للتوصل إلى مجموعة من الاتفاقات والتفاهمات التي قد يكون لها أوضاع مختلفة وتشمل تدابير في كل من الحد من الأسلحة والحد من المخاطر"، مشدداً على أنه "لا ينبغي أن تكون هناك شروط مسبقة لمناقشة مواضيع معينة في أي من مجموعات العمل أو في الجلسات العامة بشكل عام". 

استعداد روسي 

وأكد أن الجانب الروسي "مستعد لمناقشة أي قضايا تتعلق بالأمن القومي أو الاستقرار الاستراتيجي"، معرباً عن أمله في ألا يتجاهل الأميركيون "أولويات روسيا ومخاوفها".

ونوّه إلى ضرورة أن تتعامل واشنطن وموسكو مع "علاقاتهما الثنائية بعناية، لأن الاستقرار الاستراتيجي العالمي يعتمد إلى حد كبير على بلدينا"، مشيراً إلى أن "تراكم المشكلات المتراكمة على مدى السنوات الأخيرة مسألة تهم أيضاً عواصم الدول الأخرى".

وشدد أنتونوف على أهمية "عدم تسييس النقاش الذي يتسم حالياً بطابع مهني"، قائلاً: "نتفهم أنه على مدى سنوات غياب حوار الاستقرار الاستراتيجي تراكمت في بلداننا أسئلة متراكمة، ومع ذلك، من المهم التركيز على القضايا الرئيسية وليس تسييس الحوار المهني حول الاستقرار الاستراتيجي الذي يكتسب زخماً".

تساؤلات بشأن الأسلحة

وبحسب أنتونوف، تعتزم موسكو إثارة تساؤلات بشأن العلاقة بين الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والدفاعية خلال حوارها مع واشنطن.

وتابع: "نحن متسقون في نهجنا للاستقرار الاستراتيجي، ولن نتفاجأ بخططنا لإثارة قضايا العلاقة بين الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والأسلحة الدفاعية الاستراتيجية، إذ نود أن نتوصل إلى تفاهم أكثر وضوحاً بين وفدينا والبلدان الأخرى حول هذا الموضوع". 

وفي وقت سابق من هذا العام، مددت موسكو وواشنطن معاهدة تدابير زيادة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها ضمن معاهدة "نيو ستارت" لمدة 5 سنوات حتى العام 2026.

أسلحة تفوق سرعة الصوت

وأشار أنتونوف إلى أن روسيا "تعرض على الولايات المتحدة إدراج الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت وغيرها من الأسلحة غير النووية الدقيقة، بما في ذلك أنظمة الطائرات بدون طيار، في الحوار الاستراتيجي".

وأضاف: "أعتقد أنه سيكون من المهم التحدث عن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وغيرها من الأسلحة غير النووية عالية الدقة، بما في ذلك الأنظمة غير المأهولة، مع التركيز على تلك التي يمكن استخدامها في المهام الاستراتيجية".

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، نود أن ننظر في الجوانب الكمية والنوعية لتوازن القوى بين البلدين وحلفائهما من حيث الأسلحة النووية والتقليدية على حد سواء، بما في ذلك تحديد نشرها الذي يؤثر على التوازن الاستراتيجي، وكذلك الأوضاع وتحمل مخاطر نشوب نزاعات مسلحة بين بلدينا والسبل الممكنة لمنعها".

وبحسب السفير الروسي، فإن النهج الروسي في هذا المجال "عملي للغاية"، مضيفاً: "نقترح التركيز على الاسلحة الأكثر خطورة من حيث تقويض ميزان القوى".

اتفاقات ملزمة قانوناً

وقال أنتونوف إن بلاده "تهدف إلى إبرام اتفاقات ملزمة قانوناً"، بشأن الحد من التسلح مع الولايات المتحدة، لكنها لا تستبعد الأشكال الأخرى.

ولفت في هذا الصدد إلى أن روسيا "مصممه، كما هو الحال في جميع العقود الماضية، على التوصل إلى اتفاقات ملزمة قانوناً، على الرغم من أننا لا نستبعد الأشكال الأخرى".

وأضاف: "سيكون من غير المعقول تحديد النتائج المحتملة مسبقاً الآن، نحتاج إلى الجلوس والقيام بالعمل"، مشيراً إلى أن تحقيق نتائج ملموسة "سيرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بشأن التزام روسيا والولايات المتحدة بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وسيكون للنتيجة المحتملة بلا شك تأثير إيجابي على استقرار معاهدة عدم الانتشار".

يشار إلى أنه تم التوقيع على معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية "نيو ستارت" من قبل البلدين في العام 2010، وفي فبراير2021، مددت موسكو وواشنطن المعاهدة لعام 2026.

اقرأ أيضاً: