لبنان يدخل الإغلاق التام.. وحظر تجول لمدة أسبوعين

time reading iconدقائق القراءة - 7
الطريق السريع الرئيسي المزدحم عادة في منطقة جل الديب شرقي العاصمة اللبنانية بيروت شبه مهجور، في أول أيام الإغلاق الصارم الذي فرضته السلطات لوقف انتشار كورونا. 14 يناير 2021 - AFP
الطريق السريع الرئيسي المزدحم عادة في منطقة جل الديب شرقي العاصمة اللبنانية بيروت شبه مهجور، في أول أيام الإغلاق الصارم الذي فرضته السلطات لوقف انتشار كورونا. 14 يناير 2021 - AFP
بيروت-أ ف ب

بدأ لبنان فجر الخميس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها، تتضمن منع تجول تام لنحو أسبوعين، في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفيروس كورونا.

وبدت الحركة محدودة في عدد من شوارع بيروت وضواحيها، وأقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات الخاصة أبوابها، بينما تداول مستخدمون لمواقع التواصل صوراً تظهر زحمة سيارات صباحاً عند أحد مداخل بيروت الشمالية.

وتضمنت الإجراءات التي أقرّتها الحكومة الاثنين، خشية من انهيار القطاع الصحي بعد تخطي مستشفيات رئيسية طاقتها الاستيعابية، حظر تجول على مدار الساعة حتى الـ25 من الشهر الجاري، مع استثناءات تطال العاملين في القطاع الصحي ومنشآت حيوية.

 كذلك، تضمّنت تقليص حركة المسافرين في المطار بشكل كبير، ومنعت دخول الوافدين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية، باستثناء العابرين ترانزيت.

وطلبت قوى الأمن الداخلي من المواطنين الراغبين في الخروج لأسباب محددة، الحصول على إذن مسبق، عبر توجيه رسالة نصية أو ملء طلب عبر الإنترنت وانتظار الموافقة. لكن أي من الخدمتين لم تكن قيد العمل صباح الخميس، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس).

وقال إيلي، وهو موظف في شركة تحويل أموال مستثناة من قرار الإغلاق لوكالة الأنباء الفرنسية: "حاولت مراراً عند الصباح الباكر زيارة الموقع، وإرسال رسائل نصية من دون نتيجة، فتوجهت إلى مكان عملي، ولم يسألني أحد عن الموافقة".

مستشفيات مكتظة

وازدادت حالات العدوى خلال الأسبوع الماضي بنسبة 70% عما كانت عليه في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات (فرانس برس)، ما جعل لبنان من البلدان التي تشهد حالياً واحدة من أكبر الزيادات في العالم من حيث العدوى.

وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، الأربعاء، إصابته ودخوله المستشفى بعد ثبوت إصابة 3 من فريق عمله.

واضطر مصابون خلال الأيام الماضية للانتظار لساعات طويلة في أقسام الطوارئ أو الانتقال من مستشفى إلى آخر بحثاً عن أسرّة.

وعمدت مستشفيات إلى معالجة مصابين وافدين إليها داخل سياراتهم نتيجة اكتظاظ غرف الطوارئ وأقسام العناية الفائقة والعزل.

وتتضمن الإجراءات الجديدة أيضاً إغلاق محال بيع المواد الغذائية أمام الزبائن، على أن تبقى خدمة التوصيل، وهو أمر لا يتوافر في كل المناطق، ما جعل اللبنانيين يتهافتون خلال الأيام الماضية بشكل غير مسبوق لشراء حاجياتهم.

وازداد معدل الإصابات بشكل قياسي بعدما سمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، رغم تحذير القطاع الصحي المستنزف.

وسجّلت معدلات إصابات يومية قياسية تخطت الخمسة آلاف، بينما بلغ عدد المصابين الإجمالي وفق آخر حصيلة الأربعاء 231 ألفاً و936 حالة من بينها 1740 وفاة.

ويجتمع البرلمان، الجمعة، لدرس وإقرار اقتراح قانون معجل مكرر يجيز استخدام اللقاحات المضادة للفيروس، في وقت تأمل الحكومة الحصول على أول دفعة من لقاح فايزر-بيونتك الشهر المقبل.

تدهور صحي واقتصادي

ويأتي تدهور الوضع الصحي بالتزامن مع أسوأ الأزمات الاقتصادية التي يمر بها لبنان والتي بدورها ضاعفت معدلات الفقر.

وأبدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) الثلاثاء قلقها "العميق" من أن يؤثر الإغلاق في العائلات والأطفال الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية هشّة، ما لم يجرِ دعمهم بشكل فوري.

ووافق البنك الدولي الثلاثاء على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر.