وفد ألماني في لبنان الأسبوع المقبل لبحث إعادة إعمار مرفأ بيروت

time reading iconدقائق القراءة - 6
أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة انفجار مرفأ بيروت- 4 أغسطس 2020 - REUTERS
أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة انفجار مرفأ بيروت- 4 أغسطس 2020 - REUTERS
بيروت -الشرق

أكدت مصادر رسمية لبنانية، أن وزارة الخارجية الألمانية، طلبت من نظيرتها اللبنانية، تحديد موعد لزيارة وفد ألماني وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، لبحث قضايا متعلّقة بالتعاون بين البلدين، من دون الإفصاح عن جدول أعمال اللقاء. 

وأضافت المصادر، في تصريحات لـ"الشرق"، أن وزارة الأشغال، وهي سلطة الوصاية على مرفأ بيروت، علمت بالاقتراح الألماني بشأن إعادة إعمار المرفأ، من خلال التقرير الذي نشرته وكالة "رويترز"، لكن لا توجد معلومات عما يعتزم الوفد الألماني تقديمه من اقتراحات.

وأسفر انفجار مواد كيماوية في المرفأ، في 4 أغسطس الماضي، عن وفاة أكثر من 200 شخص، وإصابة الآلاف، كما دمر أحياء بكاملها في العاصمة اللبنانية، وزاد من غرق البلاد في أسوأ أزماتها السياسية والاقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

خطة بمليارات الدولارات

كانت وكالة "رويترز"، نقلت الجمعة، عن سفير ألمانيا في لبنان، قوله إن شركات بينها "رولاند برجر" و"إتش.بي.سي"، سترسل ممثلين لبيروت، الأسبوع المقبل، لإجراء محادثات بشأن دراسة أعدتها شركة خاصة تقدم حلاً شاملاً لإعادة إعمار مرفأ بيروت والمناطق المحيطة، لكنه أضاف: "هذا ليس اقتراحاً من الحكومة الألمانية لإعادة إعمار مرفأ بيروت... فقط من خلال تنفيذ إصلاحات فعالة يمكن للسلطات اللبنانية إعادة الثقة وجذب الدعم من المستثمرين".

ونقلت الوكالة عن مصدرين، لم تسمهما، قولهما إن ألمانيا ستعرض على السلطات اللبنانية، الأسبوع المقبل، خطة تتكلف مليارات الدولارات لإعادة بناء المرفأ، وإعادة تطوير مناطق محيطة به تبلغ مساحتها نحو مليون متر مربع، في إطار مساع لحث ساسة البلاد على تشكيل حكومة قادرة على تفادي انهيار اقتصادي.

وقدر أحد المصدرين، أن يتراوح التمويل بين 5 و15 مليار دولار، لكنهما لفتا إلى أن التمويل مشروط بتشكيل حكومة جديدة لإصلاح الميزانية، واستئصال الفساد.

وأضاف المصدران اللذان وصفتهما الوكالة بأنهما مطلعين على الخطة، أن ألمانيا وفرنسا تسعيان لقيادة مساعي إعادة الإعمار، وأشارا إلى أن برلين ستطرح في 7 أبريل الجاري، اقتراحاً وافق بنك الاستثمار الأوروبي على المساعدة في تمويله، وسيتم بموجبه إخلاء المنطقة وإعادة بناء المنشآت.

مشاورات مع قيادات لبنان

وأشارت المصادر اللبنانية، في تصريحات لـ"الشرق"، إلى أنه من المقرّر "إعطاء موعد للوفد الألماني بين 7 و9 أبريل الجاري، بعد انتهاء عطلة عيد الفصح، معتبرة أنه "من الطبيعي أن يجري الوفد محادثات بشأن المقترح، مع رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، خاصة أن قضية بحجم إعادة بناء المرفأ تحتاج إلى تشاور مع كبار المسؤولين اللبنانيين".

يأتي الاقتراح الألماني فيما يواجه لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة وسط خلافات بين الأطراف السياسية تحول دون تشكيل حكومة جديدة، على الرغم من تكليف سعد الحريري بتشكيلها، في أكتوبر الماضي، وعلى الرغم من المطالبات الدولية والعربية، بسرعة تشكيلها لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة.

"عصا وجزرة"

وعلّق عضو كتلة "التنمية والتحرير"، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب ياسين جابر، على العرض الألماني، بأنه "خطوة ممتازة لتحفيز السلطة السياسية على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن".

وقال جابر، في تصريحات لـ"الشرق": "كمن يقدّم العصا والجزرة في آن واحد، فمن جهّة يتحدّث الأوروبيون عن عقوبات ستفرض على السياسيين في لبنان إذا لم يشكلوا حكومة سريعاً، ومن جهة أخرى يعرضون خطة لإعادة بناء المرفأ"، معرباً عن أمله في أن "يسمع المسؤولون عن تشكيل الحكومة، رسالة ألمانيا وفرنسا، كي نساعد أنفسنا ونعطيهما المجال كي يساعدوننا".

ورداً على سؤال بشأن توقعاته عن تجاوب الدولة مع الاقتراح، قال: "إما أن يكون جوابنا عاقلاً ويتمثّل في تشكيل حكومة سريعاً يكون لديها تفويض لإجراء إصلاحات من دون معارضة من القيّمين على السياسة في لبنان، أو أن نخسر هذه المساعدة مرّة أخرى".

"إشارة إلى عدم التخلي"

ورأى عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي"، النائب بلال عبد الله، أن المقترح "خطوة إيجابية إذا كان جدّياً، لكنّه مرتبط بالتزام لبنان بالإصلاح ووجود حكومة إنقاذ، وهو إشارة إلى عدم التخلي عن لبنان، لكن المطلوب منّا أن نبادر". 

وقال، في تصريحات لـ"الشرق": "الأهم أن يتلقّف المعنيون الخطوة، بتشكيل الحكومة بالشكل الصحيح الذي يعطي ثقة للمجتمع الدولي بعد أن تخلّفنا عن سداد الديون"، مضيفاً: "لكن من يعرف كيف سيكون ردّ المعنيين بتشكيل الحكومة، نعرف جميعاً أداء سلطتنا العظيمة، لكن المجتمع الدولي ينتظر منّا الممارسة والفعل وليس الكلام والجعجعة بلا طحين".

"إلى أين تأخذان لبنان؟"

وقال عضو كتلة المستقبل النيابية ورئيس لجنة الأشغال، النائب نزيه نجم: "عندما تتشكّل الحكومة، كل الأمور ستستقيم، وكل الدعم سيصلنا إن كان من ألمانيا أو غيرها".

وأضاف، لـ"الشرق"، أن "الرئيس المكلّف سعد الحريري أنهى فرضه وعرض تشكيلته النهائية، لحكومة من الاختصاصيين من أجل الحصول على 11 مليار دولار من مؤتمر (دعم لبنان) سيدر، وقروض صندوق النقد الدولي، إضافة إلى المقترح الألماني، فإذا تشكّلت حكومة يرضى عنها المجتمع الدولي فسنرى ملايين الدولارات تسقط علينا".

وخاطب نجم، رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس تكتل لبنان القوي، النائب جبران باسيل، بقوله: "إلى أين تأخذان لبنان؟".

ورحب عضو "تكتل لبنان القوي"، النائب سيزار أبي خليل، بالمقترح الألماني، واصفاً إياه بـ"الأمر الجيّد ولدى لبنان مصلحة فيه"، لكنه استدرك: "مصلحتنا أوّلاً أن نشكّل حكومة حتّى تتعاطى الدول مع حكومة مكتملة الصلاحيّات، وهذا أمر مفروغ منه، لا أحبّذ أن توضع هذه المساعدة بمنطق الشروط، لأننا بحاجة إلى حكومة أصلاً لتسيير أمور البلد وإصلاح الوضع الاقتصادي".

وأعرب، في تصريحات لـ"الشرق"، عن أمله في أن "تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن كي نضع البلد على طريق التعافي، وكل مساعدة من الدول مرحب بها".