أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن مبعوثها الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، بدأ الجمعة، جولة تشمل باكستان وقطر وأوزبكستان لتسريع اتفاق السلام بين الحكومة وحركة طالبان، بعد إعلان الأخيرة سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد.
ولفتت الوزارة إلى أن خليل زاد "سيواصل خلال الجولة الانخراط في دبلوماسية حازمة والسعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان، كجزء من دعم الولايات المتحدة المستمر لعملية السلام".
وأضافت: "سيعمل مع جميع الأطراف وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لتعزيز توافق الآراء بشأن تسوية سياسية".
وأشارت الوزارة إلى أن "التوافق السياسي من جانب جميع الأطراف لا يزال ملحاً، وكلما أسرع الجانبان في الاتفاق على تسوية تفاوضية، جنت أفغانستان والمنطقة ثمار السلام بسرعة، بما في ذلك توسيع الاتصال الإقليمي والتجارة والتنمية".
"التفاوض.. حل وحيد"
وقال المبعوث الأميركي في سلسلة تغريدات على تويتر، إنه يعود إلى الدوحة والمنطقة لمواصلة العمل الدبلوماسي، أملاً في التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
وكتب زلماي خليل زاد: "كما أوضح الرئيس في تصريحاته الأخيرة، فإن التفاوض هو الحل الوحيد".
وجدد خليل زاد التأكيد على التزام بلاده بإحلال السلام في أفغانستان عقب انسحاب قواتها منها، قائلاً في تغريدة أخرى: "يقترب الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان من نهايته. التزامنا تجاه أفغانستان ليس كذلك".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستعمل "بنشاط مع جميع الأطراف الأفغانية وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لمحاولة مساعدة الجانبين على إيجاد طريق لإنهاء هذه الحرب".
وأكد المبعوث الأميركي لأفغانستان على أن هذا المسار يجب أن "يضمن أمن أفغانستان ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها ، وينهي معاناة الشعب الأفغاني".
دعوة أميركية لاتفاق سياسي
كان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، دعا في وقت سابق، إلى تكثيف الضغط الدولي لإبرام اتفاق سياسي ينهي النزاع في أفغانستان، بعد تحذيرات أطلقها الأسبوع الماضي من أن البلاد ربما تكون في طريقها للانزلاق إلى أتون حرب أهلية.
وكان الرئيس جو بايدن دافع بقوة عن قراره بشأن سحب القوات الأميركية، وقال خلال تصريحات في البيت الأبيض، الخميس، إن على الشعب الأفغاني اتخاذ القرار بشأن مستقبله بدلاً من التضحية بجيل آخر من الأميركيين في حرب لا يمكن الانتصار فيها، معتبراً أن الجيش الأفغاني لديه القدرة على التصدي لطالبان.
وأثارت المكاسب الكبرى التي حققتها حركة طالبان خلال الآونة الأخيرة مخاوف من انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية، وهو ما تحدثت عنه العديد من التقارير الأمنية.
لكن بايدن أكد أنه لا يتفق مع تقييم الاستخبارات الأميركية بشأن "انهيار الحكومة الأفغانية خلال 6 أشهر" من الانسحاب، مؤكداً أن "الحكومة الأفغانية قادرة على أن تحافظ على حكمها".
وتابع: "لا نعتقد أن طالبان ستستولي على أفغانستان، ونعول على الحكومة في كابول لمنع حدوث ذلك".