مسؤولة فيسبوك السابقة أمام الكونجرس: الشبكة تسيطر على حياة الملايين وتضللهم

اعتبرت فرانسيس هوجين، المسؤولة السابقة في موقع فيسبوك، في شهادتها أمام الكونجرس الأميركي، الثلاثاء، أن الشبكة "تسيطر على الحياة الإلكترونية للملايين من مستخدمي الإنترنت". 

وأضافت هوجين، التي قدمت بلاغات إلى الكونجرس وهيئة تنظيم التداول في البورصة الأميركية، لإعادة تنظيم القوانين التي تضبط ممارسات فيسبوك وخدماته الإلكترونية، أن الشبكة الزرقاء "تضع مستخدميها أمام خيار صعب"، موضحة: "إما أن يختار المستخدمون أن يحصلوا على فرصة مميزة للاستمتاع بكافة مزايا الشبكات الاجتماعية إلى جانب ضرورة قبولهم آثارها السلبية ذات الظل الثقيل على حياتهم، أو أن يخسروا كل ذلك جملة".

وتتعلق شكوى هوجين، بخصوصية وأمان صغار السن من مستخدمي فيسبوك، وأساليبه في التعامل مع المحتوى المروج للاتجار في البشر، وكذلك غيره من ممارسات تشكل خطراً جسيماً على حياة مستخدمي الشبكة، بحسب وصفها، وركزت الجلسة على ممارسات حماية الأطفال على الإنترنت وخاصة في فيسبوك.

تضليل متكرر

وأشارت مسؤولة فيسبوك السابقة إلى أن السبب وراء تسريبها الوثائق الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعي الأكبر من حيث عدد المستخدمين في العالم، هو لإثبات أن فيسبوك "يقوم بالفعل بتضليل الجمهور مراراً وتكراراً" بشأن سلامة الأطفال، ودقة أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وركزت مسؤولة فيسبوك السابقة في شهادتها على ملاحظة واحدة، هي كيفية استخدام فيسبوك كمنصة إلكترونية مفيدة، من خلال تنظيم ممارسات الشركة في القضايا الشائكة وتقويم أساليبها في التعامل مع المحتوى المخالف فيها.

 سيطرة زوكربيرج

وكشفت هوجين في الجلسة التي ترأسها السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، أن مارك زوكربيرج، مؤسس ومدير الشركة، يحتفظ بحصة 55% من إجمالي قوة التصويت على القرارات بمجلس إدارة فيسبوك، ما يجعل بين يديه قوة الأغلبية للقرارات المصيرية والسياسات الرئيسية التي تحرك وتدير شؤون الشركة وخدماتها المختلفة.

بيانات المستخدمين

وأشارت إلى أن قرارات فيسبوك بشأن الخدمات والتحديات التي تواجهها الشبيكة تعتمد بشكل رئيسي على "البيانات التي يتم جمعها عن المستخدمين وتفضيلاتهم وتحليلها وبناء توقعات مستقبلية على أساس الاختبار المستمر لأساليب جديدة لتجربة كيفية تفاعل المستخدم مع أنماط المحتوى المختلفة"، مؤكدة أن الخوارزميات البرمجية هي التي تقرر، ولها الكلمة الأولى في كل قرار، على حد وصفها. 

حسابات الأطفال

وكشفت هوجين عن طريقة تعامل فيسبوك مع الحسابات التي ينشئها مستخدمون أعمارهم تقل عن السن القانونية، موضحة أن الشركة يمكنها استخدام أساليبها البرمجية المعتادة لمعرفة العمر، لكنها دائماً ما تغفل الأمر وتتجنب القيام بذلك، مع العلم أن هناك 600 ألف حساب لأطفال دون السن القانونية.

حرية التعبير

وفي معرض انتقاداتها لشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمام لجنة الكونجرس، اعتبرت هوجين، أن فيسبوك يعرض على مستخدميه الخيار بين ما وصفته بـ"محتوى مليء بالمحتوى المثير للانقسام والمتطرف"، أو "فقدان إحدى أهم القيم التي تأسست عليها بلادنا: حرية التعبير".

وأضافت "حينها يجب عليك الاختيار بين الإشراف العام على خيارات فيسبوك وخصوصيتك الشخصية لكي تتمكن من مشاركة الصور الممتعة لأطفالك مع الأصدقاء القدامى، وكذلك يجب أيضا أن تغمرها روح الغضب، يريدونك أن تصدق أن هذا مجرد جزء من الصفقة، أنا هنا اليوم لأخبرك أن هذا ليس صحيحاً".

وشددت مسؤولة المحتوى السابقة في فيسبوك، على أنه "من الممكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر أماناً وتحترم حرية التعبير وأكثر إمتاعاً".

واقترحت هوجين تغيير القسم 230 من قانون آداب الاتصالات الأميركي، وهو القانون الذي يحمي المنصات الاجتماعية من أن تتحمل مسؤولية قانونية عن المحتوى الذي ينشره مستخدموها عبر حساباتهم الشخصية، مع إعفاء المنصات الاجتماعية المعتمدة على الخوارزميات من الاستمتاع بالحماية بموجب القسم 230، وبالتالي يصبح من الممكن مقاضاة فيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى بسبب سياساتها المتعلقة بترتيب المحتوى أمام المستخدمين.

ركزت هوجين في شهادتها أمام الكونجرس على كيفية تحكم خوارزميات فيسبوك في القرارات التي تتخذها الشركة بشأن المحتوى الذي يراه المستخدمون في صفحات حساباتهم الرئيسية، مطالبة المشرعين بضرورة الضغط على فيسبوك للالتزام بالمزيد من الشفافية بشأن عمل خوارزمياته، سعياً وراء فهم طريقة عمل خدمات الشركة ولتنظيمها، معتبرة أن ما سمته "الفضائح المستمرة لفيسبوك، تركته بلا موظفين، حيث ارتفعت معدلات الاستقالات الجماعية في الفترة الماضية".

وقالت: "أصبح من الصعب استقطاب موظفين جدد، ما وضع الشركة في موقف صعب مع تراجع عدد الكوادر البشرية المؤهلة لديها".

فيديو زوكر بيرج

من جانبها انتقدت إيمي كلوبوشار، عضو الكونجرس، والتي شاركت في جلسة الاستماع، مقطع فيديو نشره مارك زوكربيرج، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، بصحبة زوجته برسيليا شان على متن زورق سريع في البحر، ويبدو أنه صوره بنظارة شركته الجديدة "RayBan Stories"، في الوقت الذي تعرضت فيه خدمات شركته للانقطع الكامل لمدة 6 ساعات.

وكانت هوجين سرّبت وثائق داخلية للمجموعة، ومجموعة من البحوث الداخلية الخاصة بفيسبوك إلى السلطات، وإلى صحيفة "وول ستريت جورنال" توضح أن فيسبوك قد يكون مضراً بالصحة العقلية للمراهقين.

ويهدد نواب الكونجرس منذ سنوات بوضع أطر تنظيمية لفيسبوك والشبكات الاجتماعية الأخرى لمواجهة الانتقادات التي تواجهها شركات التكنولوجيا العملاقة فيما يتعلق بتجاهلها مسائل الخصوصية وبأنها توفر منصات مثالية لنشر معلومات مضللة. 

اقرأ أيضاً: