انتقادات أميركية للهند لبحثها "نظام مدفوعات بديل" مع روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الهندي سوبراهمانيام جيشانكار خلال لقاء في موسكو - 09 يوليو 2021 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الهندي سوبراهمانيام جيشانكار خلال لقاء في موسكو - 09 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

وجّهت الولايات المتحدة وأستراليا انتقادات إلى الهند، لبحثها "اقتراحاً روسياً" من شأنه أن يقوّض العقوبات التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على موسكو رداً على غزوها لجارتها أوكرانيا، ما يشير إلى "خلاف متزايد" بين الشركاء الأمنيين في مجموعة "كواد".

وتدرس الحكومة الهندية اقتراحاً روسياً باستخدام نظام تم تطويره عن طريق البنك المركزي الروسي، لإتمام المدفوعات الثنائية، وسط سعي نيودلهي إلى شراء النفط والأسلحة من الدولة المتضررة من العقوبات.
 
كما من المقرر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إلى نيو دلهي، الخميس، قادماً من الصين، في زيارة تستمر يومين لإجراء محادثات.

ونقلت "بلومبرغ" عن وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو، قولها للصحافيين في واشنطن، إن "الوقت قد حان للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى، دفاعاً عن الحرية والديمقراطية والاستقلال مع الشعب الأوكراني، وعدم تمويل وتأجيج ومساعدة حرب الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين".

وفي تصريحات على هامش لقائها مع وزير التجارة والسياحة والاستثمار الأسترالي دان تيهان، وصفت رايموندو التقارير الخاصة بالاقتراح الروسي بأنها "مخيبة للآمال"، لافتة إلى أنها لم تتطلع على التفاصيل.

من جانبه، قال تيهان إنه "من المهم أن تعمل الدول الديمقراطية معاً للمحافظة على المقاربة القائمة على القواعد التي نتبعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

وتعكس هذه التصريحات، بحسب "بلومبرغ"، حالة من القلق المتزايد إزاء الهند من جانب أعضاء "كواد"، وهي مجموعة تسعى لمواجهة نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتضم، إلى جانب الهند، الولايات المتحدة وأستراليا واليابان.
 
وتعتبر الهند أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في العالم، كما سعت أيضاً لشراء النفط بأسعار زهيدة مع ارتفاع أسعار الوقود.

وأيدت الهند دعوات وقف إطلاق النار والحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية، إلا أنها امتنعت عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشاريع قرارات تدين الغزو الروسي، والتي رفضتها موسكو في النهاية.

الروبية مقابل الروبل

وتدرس الهند خطة سداد مدفوعات مقومة بالروبية مقابل الروبل، باستخدام نظام بديل لنظام المدفوعات العالمي "سويفت"، ومقره بلجيكا، بعد أن استبعدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي سبعة مصارف روسية من استخدام هذا النظام.

وأوضحت "بلومبرغ، أن الخطة الروسية تتضمن سداد مدفوعات مقومة بالروبية مقابل الروبل باستخدام نظام الرسائل "إس بي إف إس" المعمول به في موسكو، ومن المرجح أن يزور مسؤولو المصرف المركزي الروسي الهند الأسبوع المقبل لمناقشة التفاصيل، إلا أنه لم يُتخذ أي قرار نهائي بهذا الشأن. 

وتحوّل موقف نيودلهي الوسطي من الحرب إلى الجهود الدبلوماسية على مدى الأسابيع القليلة الماضية، إذ استقبلت وزير الخارجية الصيني لأول مرة منذ عام 2019، فيما تستقبل الآن وزير الخارجية الروسي الذي يسعى لحشد الدعم لبلاده.
 
في الوقت نفسه، تُصعد الولايات المتحدة وحلفاؤها ضغوطها في محاولة للتأثير على حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، زار دلهي في وقت سابق من هذا الشهر، كما عقد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، قمة عبر الفيديو مع نظيره الهندي.

والأربعاء، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مكالمة هاتفية مع نظيره الهندي سوبراهمانيام جيايشانكار، لمناقشة "تدهور الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا"، ضمن قضايا أخرى.

وبالتزامن مع زيارة لافروف، تستضيف الهند أيضاً نائب مسشار الأمن الأميركي لشؤون الاقتصاد الدولي داليب سينج، ووزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي قال مكتبها إنها "ستشير إلى أهمية أن تقلل جميع الدول من اعتمادها الاستراتيجي على روسيا في هذا الوقت الذي يتفاقم فيه انعدام الأمن العالمي".

من جانبها، حاولت الهند تهدئة مخاوف الولايات المتحدة بالإشارة إلى حاجتها إلى السلاح الروسي لمواجهة الصين، خصوصاً بعد الاشتباكات الحدودية التي وقعت في عام 2020، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار البدائل الأخرى.
 
وتضرب العلاقات الاستراتيجية بين الهند وروسيا بجذورها في حقبة الحرب الباردة، ولا تزال هذه العلاقات تحتفظ بقوتها، رغم تحويل مودي وجهة بلاده صوب الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات