في ظل العقوبات الغربية.. وزير الخارجية الروسي يزور الهند خلال أيام

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الهندي سوبراهمانيام جيشانكار خلال لقاء في موسكو - 28 أغسطس 2019 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الهندي سوبراهمانيام جيشانكار خلال لقاء في موسكو - 28 أغسطس 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

يعتزم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، زيارة العاصمة الهندية نيودلهي، هذا الأسبوع، حسبما أوردت صحيفة "ذي هندو" نقلاً عن مصادر هندية مسؤولة لم تسمها، في وقت تمتنع الهند  فيه عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. 

ورجّحت الصحيفة أن يناقش لافروف في نيودلهي بيع الهند نفطاً خاماً روسياً، وكذلك إعداد طريقة دفع بعملتَي الروبية الهندية والروبل الروسي، في مقابل النفط وسلع أخرى خارج نظام "سويفت" للمدفوعات المالية في العالم، والذي أقصيت منه غالبية المصارف الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي المصرفين المركزيين، الهندي والروسي، اجتمعا قبل زيارة لافروف، مضيفة أن نيودلهي، أبرز مشترٍ للمعدات العسكرية الروسية، ستطلب توضيحاً من موسكو بشأن مواعيد تسليمها أسلحة أبرمت عقوداً بشأنها.

وفي العام الماضي، اتفقت نيودلهي وموسكو على تصنيع بنادق "كلاشنيكوف-203" الروسية في الهند، التي اشترت منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400".

تحالف "كواد"

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن زيارة لافروف ستكون الأعلى مستوى لمسؤول روسي إلى الهند، منذ غزو أوكرانيا. وأضافت أنها تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إلى نيودلهي، يوم الجمعة الماضي، حيث ناقش ملفَي الحرب وصدام حدودي مستمر منذ سنتين بين نيودلهي وبكين.

وتتعرّض الهند لضغوط من الدول الأعضاء في تحالف "الرباعية" (كواد)، ويضمّها إلى الولايات المتحدة وأستراليا واليابان، لاتخاذ موقف أكثر صرامة من روسيا، فيما تحاول واشنطن وحلفاؤها عزل موسكو ومعاقبتها، بحسب "بلومبرغ".

ولم تدن الصين والهند غزو أوكرانيا، ويُتوقّع أن تشاركا في قمة مجموعة "بريكس"، التي تضمّ أيضاً روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، والمقررة في الصين في موعد غير محدد. وامتنعت نيودلهي عن التصويت في مجلس الأمن لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أثار استياء مسؤولين أميركيين، لكنها بقيت على اتصال وثيق مع موسكو وكييف.

نفط روسي بسعر مخفّض

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الحكومة الهندية أبلغت البرلمان أنها تدرس عروضاً لشراء نفط خام روسي بسعر مخفّض، فيما تعمل لجنة وزارية لإيجاد نظام دفع بديل.

في السياق ذاته، أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن المصرف المركزي الهندي يجري مشاورات أولية بشأن ترتيب جديد مع روسيا، يتم بموجبه التبادل التجاري بين البلدين من خلال الروبل الروسي والروبية الهندية، في تدبير سيتيح استمرار التجارة بين نيودلهي وموسكو، بعدما فرضت العقوبات الغربية على الأخيرة قيوداً على آليات الدفع الدولية وحدّت من وصولها للدولار الأميركي.

في الوقت ذاته، ذكر مسؤول هندي أن بلاده، وهي أبرز مستورد للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وافقت على شراء 3 ملايين برميل من النفط الروسي، بـ"خصم ضخم".

لكن مسؤولاً تنفيذياً في قطاع التجارة الخارجية الهندية، حذر من أن موافقة الحكومة الهندية على التبادل التجاري مع روسيا بعملتَي البلدين، يجازف بإثارة ردّ فعل غاضب من الولايات المتحدة، وهي أبرز وجهة تصدير لنيودلهي، إذ تشتري بضائع هندية بأكثر من 50 مليار دولار سنوياً.

بايدن والهند "المتردّدة"

الرئيس الأميركي، جو بايدن، وصف الهند بأنّها "استثناء" بين حلفاء الولايات المتحدة، نتيجة موقفها "المتردّد" من الغزو الروسي لأوكرانيا.

وخلال اجتماع قبل أسبوع لمسؤولين في قطاع الأعمال بواشنطن، أشاد بايدن بـ"جبهة موحّدة عبر حلف شمال الأطلسي والمحيط الهادئ". وتطرّق إلى تحالف "كواد"، لافتاً إلى "الاستثناء المحتمل للهند، المتردّدة إلى حد ما في بعض الجوانب، عندما يتعلّق الأمر بالردّ على عدوان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، عكس اليابان والولايات المتحدة وأستراليا التي اعتبر مواقفها "قوية جداً".

في السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بعد لقائه نظيره الهندي ناريندرا مودي في نيودلهي أخيراً، على وجوب عدم السماح بتغيير الحدود بالقوة، مشيراً إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا "خطر" و"أدى إلى زعزعة النظام العالمي".

الهند والسلاح الروسي

وتستكشف الهند وسائل لتجنّب انقطاع ضخم لإمداداتها من الأسلحة الروسية، نتيجة العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن خبراء عسكريين إن الهند تستورد من روسيا نحو 60% من معداتها الدفاعية، مضيفة أن نيودلهي تجد نفسها في مأزق نتيجة نزاعها الحدودي مع الصين منذ سنتين في لاداخ بجبال الهيمالايا، حيث تحشد الدولتان عشرات الآلاف من الجنود، وأسفرت مواجهات في عام 2020 عن مصرع 20 جندياً هندياً و4 صينيين.

وفي مطلع تسعينات القرن العشرين كانت نحو 70% من أسلحة الجيش الهندي، و80% من أنظمة سلاحه الجوي و85% من منصاته البحرية، من أصل سوفياتي.

وتحاول نيودلهي الآن تقليص اعتمادها على السلاح الروسي وتنويع مشترياتها الدفاعية، والاتجاه إلى شراء أسلحتها بدرجة أكبر من دولٍ، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا وإيطاليا.

وأفاد تقرير أعده معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، بأن روسيا استحوذت على نحو 49% من واردات الدفاع الهندية، بين عامَي 2016 و2020، في مقابل 18% و13% على التوالي لفرنسا وإسرائيل.

"صديق موثوق به"

خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أبرمت الولايات المتحدة والهند صفقات دفاعية تتجاوز قيمتها 3 مليارات دولار. وزاد حجم التجارة الدفاعية بين البلدين، من صفر تقريباً في عام 2008 إلى 15 مليار دولار في عام 2019، بحسب "أسوشيتد برس".

ومع تفاقم الأزمة الأوكرانية تواجهه نيودلهي تحدياً في كيفية التعامل مع العقوبات الدولية المفروضة على موسكو، إذ أن صفقة لشرائها منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الصاروخي تعرّضها لخطر عقوبات أميركية، بعدما طلبت واشنطن من شركائها تجنّب شراء معدات عسكرية روسية. ويمكن لهذه المنظومة أن تمنح الهند قوة ردع استراتيجية ضد الصين وباكستان.

وأوردت "فاينانشال تايمز" أن الهند لا ترغب في إغضاب روسيا، بعد غزوها لأوكرانيا، نتيجة الروابط التجارية والدفاعية الوثيقة بين البلدين، إضافة إلى حاجة نيودلهي إلى دعم موسكو في مواجهة الصين.

وفي ديسمبر الماضي، وصف بوتين الهند بأنها "قوة كبرى وصديق موثوق به"، لدى زيارة لنيودلهي ركّز خلالها على "الاستعداد للصراعات المستقبلية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات