بعد 20 عاماً.. القوات الأميركية في أفغانستان تبدأ الانسحاب وتسليم القواعد

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أميركيون يصلون إلى نيويورك بعد عودتهم من أفغانستان. 10 ديسمبر 2020. - Getty Images
جنود أميركيون يصلون إلى نيويورك بعد عودتهم من أفغانستان. 10 ديسمبر 2020. - Getty Images
دبي/كابول- الشرقوكالات

أعلن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال الأميركي سكوت ميلر، الأحد، بدء انسحاب منظم للقوات الأجنبية وتسليم القواعد العسكرية والمعدات للقوات الأفغانية.

وقال ميلر إنه ينفذ قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بإنهاء أطول حرب أميركية استناداً إلى أن هذه الحرب الطويلة في أفغانستان لم تعد من الأولويات الأميركية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال بايدن إنه سيسحب القوات من أفغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر الذي يوافق الذكرى العشرين للهجمات على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي كانت السبب في بدء الحرب الأفغانية.

وقال ميلر إن القوات الأجنبية ستظل تمتلك "الوسائل العسكرية والقدرة على حماية نفسها بشكل كامل خلال عملية الانسحاب وستدعم قوات الأمن الأفغانية".

ويقود ميلر منذ عام 2018 القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان في حربها مع طالبان والجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى.

تعزيزات قبل الانسحاب

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أن الجيش الأميركي يعمل على تعزيز وجوده في أفغانستان ومنطقة الشرق الأوسط، لأهداف أمنية، قبل بدء الانسحاب الكامل من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.

ووافق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، على إرسال عدد من قاذفات القنابل بعيدة المدى من طراز "B-52" إلى أفغانستان.

ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، عن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، وصول اثنتين من تلك القاذفات بالفعل إلى المنطقة، فيما سيتم الإبقاء على حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" في منطقة الخليج.

وقال كيربي: "سيكون من التهور عدم افتراض احتمال وجود مقاومة ومعارضة من جانب طالبان.. سيكون انسحاباً آمناً ومسؤولاً".

وأوضح أنه من المحتمل أن يرسل البنتاغون قوات برية إضافية إلى البلاد مؤقتاً، للدعم اللوجستي وحماية القوات المغادرة.

وقال مسؤولون أميركيون بعد إعلان بايدن، إنه من المرجح نشر المزيد من الأفراد العسكريين في أفغانستان لتسهيل سحب القوات والمعدات، وعادة ما يعزز البنتاغون وجوده العسكري كإجراء احترازي عند تنفيذ انسحاب كبير. 

وعندما سحبت الولايات المتحدة قواتها من الصومال في يناير الماضي، أبقت حاملة طائرات في المنطقة كإجراء احترازي.

تحذير لطالبان

وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي، قال الخميس: "أود أن أبلغ طالبان بأننا سنكون مستعدين جيداً للدفاع عن أنفسنا طوال عملية الانسحاب".

وقبل إعلان الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، أنه سيكمل انسحاب الولايات المتحدة بحلول 11 سبتمبر، أصرت طالبان على أن تلتزم واشنطن باتفاق فبراير 2020 الذي توصلت إليه الحركة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لاستكمال الانسحاب الأميركي بحلول الأول من مايو.

خطوات تمهيدية

والخميس، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية لوكالة "أسوشيتد برس"، إن الجيش الأميركي بدأ بشحن المعدات العسكرية، وإنهاء العقود مع مزودي الخدمات المحليين، قبل بدء المرحلة الأخيرة من انسحابه العسكري من أفغانستان في مطلع مايو المقبل.

وأضاف المسؤول أن الجيش يقوم بشحن المعدات وإنهاء العقود المحلية للخدمات مثل جمع القمامة وأعمال الصيانة، منذ إعلان الإدارة الأميركية، خططها للانسحاب النهائي من أفغانستان منتصف أبريل الجاري.

وأشار إلى أنه بينما يجري شحن الكثير من المعدات المتجهة إلى الولايات المتحدة عن طريق الجو، فإن الجيش سيستخدم أيضاً الطرق البرية عبر باكستان، والشمال عبر آسيا الوسطى.

ويمثل الانسحاب في عهد الرئيس بايدن نهاية أطول حرب أميركية، بعد 20 عاماً من الاشتباك العسكري. والوقت الراهن، لا يزال هناك نحو 2500 جندي أميركي وزهاء 7 آلاف من قوات التحالف في أفغانستان، بحسب "أسوشيتد برس". 

ولفتت الوكالة إلى أنه كانت ثمة مؤشرات على أن الانسحاب يمكن أن يكتمل قبل وقت طويل من 11 سبتمبر.

موقف ضبابي

في المقابل، لم تبدِ حركة "طالبان" التزاماً، عندما سألتها وكالة "أسوشيتد برس" عما إذا كان عناصرها سيهاجمون القوات الأميركية وقوات "الناتو" المغادرة. 

وقال المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم: "الأمر ما زال مبكراً على هذه القضايا، ولا يمكن قول أي شيء عن المستقبل".

وكانت حركة "طالبان" تعهدت باستئناف الهجمات على جنود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) إذا لم تخرج القوات الأجنبية بحلول الموعد النهائي، في الأول من مايو المقبل بموجب اتفاق وقعته مع إدارة الرئيس السابق ترمب.