اتفاق لوقف النار بين طالبان وزعماء محليين غربي أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
مجموعات تستقل سيارات ودراجات نارية ترفع أعلام طالبان في مدينة شامان الحدودية بين أفغانستان وباكستان- 14 يوليو 2021 - REUTERS
مجموعات تستقل سيارات ودراجات نارية ترفع أعلام طالبان في مدينة شامان الحدودية بين أفغانستان وباكستان- 14 يوليو 2021 - REUTERS
هرات-أ ف ب

أعلن مسؤولون في ولاية بدغيس غربي أفغانستان الخميس، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع طالبان، بعد تعرض عاصمة المنطقة، قلعة ناو، لهجمات شديدة من الحركة على مدار الأيام القليلة الماضية.

وقال حاكم الولاية، حسام الدين شمس، إن "وقف النار بين القوات الأفغانية وطالبان بدأ تطبيقه اليوم قرابة الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي"، مشيراً إلى أن الزعماء التقليديين هم من تولوا التفاوض في هذا الشأن.

ومنذ 7 يوليو الجاري شن مقاتلو طالبان هجمات متكررة على قلعة ناو، وذلك في أول استهداف لعاصمة إقليمية منذ هجومهم الواسع في مايو الماضي، على القوات الأفغانية، بالتزامن مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من البلاد، الذي من المقرر أن يتم إنجازه نهاية أغسطس المقبل.

ولكن كان يتم صده هجمات الحركة في كل مرة بعد معارك عنيفة. وبعد أن فقدت الدعم الأميركي الحيوي، لم تُظهر القوات الأفغانية حتى الآن سوى مقاومة ضعيفة، دون أن تسيطر  سوى على المدن الكبرى والتقاطعات الرئيسية.

في حين استولى مقاتلو طالبان على مناطق ريفية مترامية الأطراف، إلى جانب معابر حدودية رئيسية مع إيران، وتركمانستان، وطاجيكستان، وباكستان.

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية، سيطرة طالبان على معبر حدودي رئيسي مع باكستان، وذلك بعد يوم من إعلان الحركة سيطرتها على بلدة سبين بولداك في إطار هجوم شامل في أنحاء البلاد.

الإفراج عن سجناء

طالبان كانت قد اقترحت في وقت سابق الخميس، وقفاً لإطلاق النار مدته 3 أشهر، مقابل إطلاق سراح نحو 7 آلاف سجين، في سجون الحكومة الأفغانية.

وقال نادر نادري عضو فريق التفاوض بالحكومة الأفغانية، إن ذلك الاقتراح، "طلب كبير"، مشيراً إلى أن الحركة طلبت أيضاً "شطب أسماء قادة لها من اللائحة السوداء للأمم المتحدة".

وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر، وصف نادري، مهاجمة المدنيين والمرافق المدنية بـ"جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي"، مؤكداً أن وقف الأعمال العدائية والاتفاق السياسي على مستقبل مشترك لجميع الأفغان، هو "السبيل الوحيد لمنع استمرار هذه الجرائم".

وبشأن التطورات الأخيرة في البلاد، في أعقاب سيطرة حركة طالبان على مناطق واسعة من البلاد، بالتزامن مع الانسحاب الأميركي، قال عضو فريق تفاوض الحكومة الأفغانية، إن "أكثر من 13 مليون أفغاني حرموا من الخدمات الحكومية الأساسية ومشروعات التنمية، مثل إعادة بناء شبكات إمدادات المياه والطرق، والجدران الاستنادية، وبناء المدارس، والجسور، وحفر الآبار، وبناء المستشفيات وغيرها من المشروعات".

وأوضح أن نحو 4 آلاف موظف في الخدمة العامة تأثروا من قيود الحركة، إذ فرّ العديد من مناطقهم إلى عواصم المقاطعات بسبب سوء الأوضاع الأمنية ​​والتهديدات الشديدة ضدهم.

كما أمد سيطرة طالبان على مناطق في 29 مقاطعة، وتدميرها 260 مبنى عاماً في 106 مقاطعات بالنيران والألغام الأرضية.

استئناف المفاوضات

وسائل إعلام أفغانية كشفت الثلاثاء، عن توجه فريق حكومي مكون من 11 شخصاً إلى الدوحة نهاية الأسبوع الجاري، لاستئناف المحادثات مع حركة طالبان التي سيطرت على معظم مناطق البلاد مع انسحاب القوات الأجنبية.

ونقل موقع "طلوع نيوز" الأفغاني عن مصادر أن الفريق والذي "يضم عبدالله عبدالله المكلف بعملية السلام من جانب سلطات كابول والرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي"، يسعى إلى استئناف المحادثات التي بدأت في سبتمبر الماضي بالدوحة مع طالبان.

وأكد كرزاي خلال مؤتمر صحافي، أن "محادثات السلام (مع طالبان) ستُستأنف قريباً"، داعياً كافة الأطراف إلى "عدم إضاعة فرصة المصالحة الحالية"، بحسب ما أورده الموقع الأفغاني.

وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى الولايات المتحدة ممثلةً بمبعوثها الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، إلى "الانخراط في دبلوماسية حازمة والسعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان، كجزء من دعم واشنطن المستمر لعملية السلام"، بحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية.

وكشفت الوزارة أن خليل زاد، بدأ الجمعة الماضي، جولة تشمل باكستان وقطر وأوزبكستان لتسريع اتفاق السلام بين الحكومة وحركة طالبان، بعد إعلان الأخيرة سيطرتها على مساحات واسعة من البلاد.