محققو منظمة الصحة: أدلة على انتشار كورونا قبل ديسمبر 2019

time reading iconدقائق القراءة - 5
عمال يرتدون بدلة واقية من كورونا قرب سوق هوانان المغلق بسبب تفشي فيروس كورونا- 30 مارس 2020  - AFP
عمال يرتدون بدلة واقية من كورونا قرب سوق هوانان المغلق بسبب تفشي فيروس كورونا- 30 مارس 2020 - AFP
دبي - الشرق

اكتشف محققو منظمة الصحة العالمية، الذين يبحثون في منشأ فيروس كورونا في الصين، أدلة تؤكد أن تفشي فيروس كورونا كان أوسع نطاقاً في ووهان في ديسمبر 2019، مما كان يُعتقد في السابق، ويسعون الآن حثيثاً للحصول على مئات الآلاف من عينات الدم من المدينة، التي لم تسمح لهم الصين حتى الآن بفحصها. 

وقال المحقق الرئيسي في بعثة المنظمة العالمية، بيتر بن إمباريك، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، إن البعثة عثرت على أدلة عديدة، على أن انتشار المرض كان أوسع نطاقاً في عام 2019، بما في ذلك التحقق لأول مرة من وجود أكثر من 10 سلالات من الفيروس بالفعل في ووهان في ديسمبر 2019. 

وحظي الفريق أيضاً بفرصة التحدث إلى أول مريض أصيب بعدوى فيروس كورونا، وهو عامل مكتبي في الأربعينيات من العمر، ولا يمتلك سجل سفر ذا أهمية، وتفيد التقارير بأنه أصيب في 8 ديسمبر. 

ربما يفاقم هذا الظهور البطيء لبيانات أكثر تفصيلاً تم جمعها في رحلة منظمة الصحة التي طال انتظارها إلى الصين، من المخاوف التي أعرب عنها علماء آخرون يعكفون على دراسة أصل المرض، من أنه ربما كان ينتشر في الصين قبل وقت طويل من أول ظهور رسمي له في منتصف ديسمبر.

وأوضح إمباريك، الذي عاد لتوه إلى سويسرا من ووهان، لـ"سي إن إن" أن "الفيروس كان ينتشر على نطاق واسع في ووهان في ديسمبر"، فيما اعتبره "اكتشافاً جديداً". 

وأضاف اختصاصي سلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية أن العلماء الصينيين قدموا للفريق 174 حالة فيروس كورونا ظهرت في ووهان وحولها في ديسمبر 2019. وقال إن 100 من هذه الحالات تم تأكيدها عبر فحوص مختبرية، أما الـ 74 حالة الأخرى فمن خلال التشخيص الإكلينيكي وفقاً للأعراض التي ظهرت على المرضى.

وقال إمباريك إنه من المحتمل أن هذا العدد – من حالات الشديدة المحتملة التي لاحظها أطباء صينيون في وقت مبكر – يعني أن المرض أصاب ما يقدر بأكثر من 1000 شخص في ووهان في ديسمبر 2019، مضيفاً: "لم نقدم أي نمذجة لما حدث. لكننا نعرف... في حالة الأرقام الكبيرة التقريبية... من السكان المصابين بالعدوى، ينتهي الأمر بـ 15% حالات شديدة، والأغلبية العظمى حالات خفيفة". 

وقال إمباريك، إن البعثة – التي تألفت من 17 عالماً من منظمة الصحة العالمية و17 عالماً صينياً – "توسعت في نوع المادة الجينية للفيروس التي قاموا بفحصها من حالات الإصابة المبكرة بفيروس كورونا في ديسمبر، ما سمح لها بفحص عينات جينية جزئية، بدلاً من عينات كاملة". 

سلالات جينية مختلفة

ونتيجة لهذا، تمكن أعضاء البعثة من جمع 13 تسلسلاً جينياً مختلفاً لفيروس "سارس – كوف – 2" لأول مرة اعتباراً من ديسمبر 2019. ويمكن أن تقدم التسلسلات، حال فحصها مع مزيد من بيانات المرضى في الصين على مدى عام 2019، دلائل ذات قيمة على جغرافيا وتوقيت تفشي المرض قبل ديسمبر 2019. 

وخلص إمباريك إلى أن "بعضهم من الأسواق... وبعضهم غير مرتبط بها"، بما في ذلك سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان الذي كان يُعتقد أنه لعب دوراً أساسياً في الانتشار الأول للفيروس. وتابع: "هذا شيء وجدناه كجزء من مهمتنا... وكجزء من التفاعل الذي تم فيما بيننا جميعاً".