لوم متبادل بين الهند والصين بعد تعطل محادثات التهدئة

time reading iconدقائق القراءة - 4
لافتة على الجانب الهندي من الحدود الهندية الصينية في بوملا بولاية أروناتشال براديش شمال شرقي الهند كما بدت يوم 11 نوفمبر 2009 - REUTERS
لافتة على الجانب الهندي من الحدود الهندية الصينية في بوملا بولاية أروناتشال براديش شمال شرقي الهند كما بدت يوم 11 نوفمبر 2009 - REUTERS
دبي- الشرق

تبادلت الصين والهند اللوم لعدم إحراز تقدم يفضي إلى تخفيف التوتر على طول الحدود المتنازع عليها بينهما، ما يشير إلى استمرار حالة التربص بين الطرفين في أعقاب الاشتباكات الدموية التي وقعت عام 2020، وفقاً لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

ونقلت الوكالة، في تقرير نشرته الاثنين، عن المتحدث باسم قيادة مسرح العمليات الغربية لجيش التحرير الشعبي الصيني، الكولونيل لونغ شاوهوا، قوله في بيان إن "الجانب الصيني قد بذل جهوداً كبيرة لتهدئة التوترات خلال اجتماع للمسؤولين العسكريين يوم الأحد".

ووفقاً لبيان شاوهوا، فإن المحادثات عُقدت في نقطة التقاء الحدود بين تشوشول ومولدو في منطقة لاداخ، مؤكداً أن الهند لا تزال متمسكة بالمطالب التي وصفها بـ"غير المعقولة" و"غير الواقعية"، وهو الأمر الذي زاد من صعوبة المفاوضات، حسب قوله.

لوم مستمر

فيما ردّ الجيش الهندي بالقول إنه "قدم اقتراحات لحل الأزمة في المناطق المتنازع عليها ولكن الجانب الصيني لم يقبل بها، كما أنه لم يتمكن أيضاً من تقديم أي مقترحات بديلة للمضي قدماً".

وأضاف الجيش، في بيان أعيد نشره لاحقاً من قبل وزارة الخارجية الهندية، أنه "يتوقع أن يأخذ الجانب الصيني في الاعتبار المنظور العام للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأن يعمل من أجل التوصل إلى حل مبكر للقضايا العالقة بينهما".

وكان البلدان اشتبكا أكثر من مرة في منطقة لاداخ خلال عام 2020. ووصفت "بلومبرغ" الوضع بـأنه "من أسوأ المعارك منذ حرب عام 1962"، لافتة إلى أن تلك المواجهات جاءت في الوقت الذي انتهج فيه الرئيس الصيني شي جين بينج سياسة خارجية أكثر حزماً أدت أيضاً إلى تكثيف بكين الضغط العسكري على تايوان.

وكانت المواجهة بين الطرفين بلغت ذروتها في يونيو 2020، عندما أسفر القتال على طول الحدود المرتفعة في جبال الهيمالايا عن سقوط 20 هندياً وأربعة جنود صينيين، على الأقل.

كرّ وفرّ

وبحسب الوكالة الأميركية، اندلعت التوترات مرة أخرى في 31 أغسطس 2021 بعد أن نقلت الهند قواتها ودباباتها إلى قمة تل على جانبها من الحدود في بحيرة بانغونغ تسو، ولكن في الشهر التالي جدد الجانبان تعهداتهما بتهدئة التوترات بعدما التقى وزيرا الدفاع والخارجية للمرة الأولى منذ بدء المواجهات، وسرعان ما تبع ذلك اتفاق لوقف إرسال القوات إلى الخطوط الأمامية.

وأشارت بلومبرغ إلى أن القتال في فصل الصيف أدى إلى فقدان الهند السيطرة على نحو 300 كيلومتر مربع من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.

وكانت نيودلهي حرّكت في يونيو 50 ألف جندي إضافي إلى المنطقة الحدودية، في تحوّل تاريخي نحو تبني موقف عسكري هجومي ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قبل أن يعود البلدان إلى سحب القوات من على الحدود المشتركة.

ومضت الوكالة تقول إن تركيز الهند الاستراتيجي منذ أن غادر البريطانيون شبه القارة الهندية كان على باكستان في المقام الأول، حيث خاض الخصمان القديمان ثلاث حروب على منطقة كشمير. ومع ذلك، فإنه منذ بدء القتال عام 2020 مع الصين، سعت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تخفيف حدة التوترات مع إسلام أباد والتركيز بشكل أساسي على مواجهة بكين.