الروبوت "برسفيرانس" يبدأ رحلة البحث عن آثار حياة في المريخ

time reading iconدقائق القراءة - 3
أول صورة التقطها الروبوت "برسفيرانس" بعد هبوطه على كوكب المريخ - حساب "NASA" على تويتر
أول صورة التقطها الروبوت "برسفيرانس" بعد هبوطه على كوكب المريخ - حساب "NASA" على تويتر
لوس أنجلوس-أ ف ب

 اخترق الروبوت الجوال "برسفيرنس" التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الغلاف الجوي للمريخ الخميس، وهبط بسلام على سطح حفرة شاسعة، في أول محطة له بحثاً عن علامات على حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر.

وهلل مديرو المهمة في مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا"، والواقع قرب لوس أنجلوس، فرحين مع وصول إشارات لاسلكية تؤكد نجاة الروبوت الجوال الذي يضم 6 إطارات، من عملية هبوط محفوفة بالمخاطر، ووصوله إلى هدفه في حوض شاسع يسمى حفرة جيزيرو، حيث قاع بحيرة اختفت منذ أمد بعيد.

وقطع الروبوت رحلة طويلة في الفضاء بدأت قبل حوالي 7 أشهر قطع خلالها 472 مليون كيلومتر قبل أن يخترق الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 19 ألف كيلومتر في الساعة، ليبدأ الاقتراب من نقطة الهبوط على سطح الكوكب الأحمر.

وللمرة الأولى، يكون الهدف العلني للمهمة الفضائية الأميركية إيجاد آثار لحياة سابقة على الكوكب الأحمر عن طريق جمع حوالي 30 عينة صخرية على مدى سنوات.

وقال توماس زوربوشن، معاون مدير "ناسا" لشؤون العلوم، إنه "سيتعين نقل الأنابيب المختومة إلى الأرض عبر مهمة لاحقة في العقد المقبل، بهدف تحليلها وربما إيجاد جواب لأحد الأسئلة التي تؤرق العلماء منذ قرون، وهو: هل نحن وحدنا في العالم؟".

ومهمة الروبوت تنطوي على مجازفة كبيرة في أخطر موقع هبوط على الإطلاق بسبب تضاريسه وهو فوهة "جيزيرو".

وقال آلن تشن، المسؤول عن عملية الهبوط الخطرة، خلال مؤتمر صحافي نقلته وكالة "فرانس برس"، إن "السماء تبدو صافية للهبوط لكن مع ذلك يبقى الهبوط الجزء الأخطر من المهمة، ولا نستطيع ضمان نجاحه".

ودخلت العربة الفضائية الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 20 ألف كيلومتر في الساعة، مع حماية من درعها الحرارية التي لم تلق إلا بعد فتح مظلة أسرع من الصوت.

كما أن 8 محركات موجهة صوب سطح الكوكب أبطأت حركته قبل نشر إطاراته الـ 6 تمهيداً للنزول عبر أسلاك معلقة من طبقة الهبوط حتى الاحتكاك بالسطح.

وتشكل "برسفيرنس" أضخم مركبة تُرسل إلى المريخ وأكثرها تعقيداً، إذ صُنعت في مختبر "جت بروبلشن" الشهير في كاليفورنيا ويقرب وزنها من طن، وجُهزت بذراع آلية يفوق طولها المترين إضافة إلى 19 كاميرا.

 وفي دليل على أن المهمة أتت نتيجة تعاون دولي، تابع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي صممت بلاده أحد الأدوات العلمية الكثيرة في المسبار، مجريات الهبوط من مقر "المركز الوطني للدراسات الفضائية في باريس".