أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم الخميس، عن أمله في أن تتعاون الصين "بشكل أفضل" في التحقيق الذي تجريه المنظمة بشأن منشأ كورونا والذي بدأ في مدينة ووهان الصينية نهاية 2019.
وقال أدهانوم في إحاطة صحافية للمنظمة بجنيف: "نأمل في تعاون أفضل لكي نعرف حقيقة ما جرى"، مطالباً بصورة خاصة بإتاحة الوصول إلى كافة البيانات الأولية.
وأضاف أن "المشكلة الأولى تتمثل في تقاسم المعطيات الأولية وقلت منذ انتهاء المرحلة الأولى من التحقيق، أنه ينبغي معالجة هذه المشكلة، والأمر الثاني هو أنه جرت محاولة قبل أوانها لتقليص عدد الفرضيات مثل تلك المتصلة بالمختبر في انتقال الفيروس إلى الإنسان".
وأوضح مدير منظمة الصحة العالمية أن "الحوادث في المختبرات أمر يحدث، إنه شائع جداً، شهدت على ذلك وارتكبت أخطاء بنفسي، إذن، الأمر يمكن أن يحدث والتحقق مما حدث في مختبراتنا مهم ونحن في حاجة إلى معلومات، معلومات مباشرة عما كان عليه الوضع في المختبرات قبل الوباء".
وكانت المنظمة أرسلت فريقاً من الخبراء الدوليين إلى ووهان بؤرة الوباء الأولى في الصين خلال يناير الماضي، بعد أكثر من عام على ظهور أولى الإصابات بـ"كوفيد-19" في المدينة أواخر 2019، للمساعدة في التحقيق لكشف مصدر الوباء.
مطالب صينية
تصريحات مدير المنظمة تأتي بعد أيام من مطالبة خبير صيني كبير في علم الأوبئة، بنقل التحقيقات بشأن منشأ كورونا، في مرحلتها التالية إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن على المنظمة "إخضاع جميع الأمور المتعلقة بالأسلحة البيولوجية للتدقيق".
وقال كبير خبراء الأوبئة بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تشينغ قوانغ، لصحيفة "جلوبال تايمز" الرسمية، إن "الاهتمام يتعين أن يتحول الآن إلى الولايات المتحدة التي تباطأت في فحص السكان خلال المراحل المبكرة من التفشي، فضلاً عن أن بها الكثير من المعامل البيولوجية".
ومنذ تفشي جائحة كورونا كانت النظرية السائدة لدى العلماء وخبراء الصحة العامة هي أن الفيروس "أصله طبيعي"، إذ يرجَّح أنه خرج من خفافيش إلى نوع آخر من الحيوانات قبل انتقاله إلى الإنسان في سوق رطبة بمدينة ووهان.
كذلك، ظهرت نظرية "تسرب الفيروس من مختبر صيني في الأيام الأولى من الجائحة"، لكن إجماع العلماء انصبّ على أن احتمال "الأصل الطبيعي" هو" الأقرب" لتفسير منشأ الفيروس.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقاً من العلماء إلى ووهان للتحقيق في منشأ الفيروس، وخلص إلى أن "احتمال وقوع حادث مخبري مستبعد تماماً".
لكن هذه النظرية عادت لاستقطاب الانتباه الشهر الماضي، بعدما كشفت وكالة "بلومبرغ" عن تقرير استخباراتي أميركي سري أشار إلى أن "3 باحثين في مختبر ووهان أصيبوا بمرض ودخلوا المستشفى في نوفمبر 2019"، أي تزامناً مع بدء تفشي الفيروس بين سكان المدينة الصينية.
التحقيقات الأميركية
وبعد ذلك بوقت قصير أمر الرئيس الأميركي جو بايدن وكالات الاستخبارات الأميركية بـ"مضاعفة جهودها" لاكتشاف أصل فيروس كورونا، في إشارة ضمنية إلى أن الإدارة الجديدة تحمل إمكانية تسرب الفيروس من مختبر على محمل الجد.
وقالت مديرة الاستخبارات الأميركية، أفريل هاينز في 23 يونيو الماضي، إن "الأصل الحقيقي لوباء كورونا ربما لن يُعرف على الإطلاق"، وسط افتراضات متضاربة بشأن أصل الفيروس التاجي الذي تسبب في جائحة عالمية.
وأضافت مديرة الاستخبارات الأميركية في مقابلة مع موقع "ياهو نيوز" الأميركي: "نأمل العثور على دليل دامغ على أصل الفيروس"، لكنها وصفت ذلك بـ"الصعب"، مضيفة: "ربما يحدث، وربما لا".
وتابعت: "لا أعرف أي النظريتين ستثبت صحتها وستقدم إجابة ناجعة عن سؤال أصل الفيروس، لكنني استمعت إلى المحللين وأتفهم لماذا ينظرون إلى هاتين النظريتين على أنهما في حالة تنافس قصوى، ولماذا يعد ترجيح إحداهما على الأخرى أمراً بالغ الصعوبة".
اقرأ أيضاً: