
قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الثلاثاء، إن قدرة بلاده على تخصيب اليورانيوم تزيد الآن 2.5 مرة أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى عدم وجود "مشكلة" لدى إيران إذا أرادت تخصيب اليورانيوم أعلى من 60٪.
وقال بهروز كمالوندي في تصريحات لوكالة "مهر" للأنباء: "إذا أردنا أن يكون التخصيب أعلى من 60%، فلا مشكلة لدينا سنفعل ذلك ونعلنه"، معرباً عن أسفه لـ"طريقة نشر القضايا في وسائل الإعلام التي سعى لتقديم صورة مشوهة لإيران".
واعتبر كمالوندي أن من "الطبيعي أن نرى جسيمات يورانيوم بنسبة تخصيب 84٪ خلال عملية التخصيب"، لافتاً إلى أننا "قد نخصب بنسبة 5% ونرى جسيمات يورانيوم11%، أو قد ننتج 20% لكن نرى جسيمات يورانيوم 37%، هذه الحالات حدثت في الماضي أيضاً".
وذكر أن "ما يهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو المادة التي يتم تجميعها بنهاية الأمر، وليس الجسيمات التي يتم رؤيتها خلال عملية التخصيب".
وقال كمالوندي "لقد کتبوا إلینا خطاباً حول مشاهدة جسيمات يورانيوم 84% و قمنا بالرد علیهم. إذاً حینما ینشر مقال حول هذا الموضوع یجب نشر موقف الوکالة ورد إيران معاً".
وأوضح "الآن يمكن لأي انسان غیر خبیر أن يدرك أن وجود جسيم واحد داخل مئات الكيلوجرامات من المواد لا يمكن أن يشير إلى أن التخصيب أعلى من 60٪... إذا أردنا أن يكون التخصيب أعلى من 60٪ فلا مشكلة لدينا من ناحية الضمانات، وسنفعل ذلك ونعلنه، لكن للأسف طريقة نشر القضايا في وسائل الإعلام تسعى لتقديم صورة مشوهة لإيران".
"تراكم غير مقصود"
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت، الأحد، أنها تجري محادثات مع إيران بعدما نقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن مصدرين دبلوماسيين اكتشاف مفتشين يورانيوم مخصب بنسبة 84%، أي أقل بقليل من نسبة 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، ما أثار قلقاً دولياً.
وأكد دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" أن "هذه النسبة صحيحة" وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعطي الآن إيران "فرصة للتوضيح لأنه من الممكن على ما يبدو أن تبلغ مستويات تخصيب (اليورانيوم) ذروتها".
وأوردت "بلومبرغ" أن "على المفتشين تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت هذه المادة عن قصد، أو إذا كان التركيز ناتجاً من تراكم غير مقصود" بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
وستتباحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران بشأن نتائج ارتفاع نسبة التخصيب، وستبلغ مجلس محافظي الوكالة الذي سيعقد اجتماعه الربع سنوي 6 مارس، بحسب وكالة "رويترز"، التي قالت إنه عادة ما تصدر التقارير ربع السنوية في الأسبوع الذي يسبق الاجتماع.
وفي يناير الماضي، أعرب مدير رافاييل جروسي، عن قلقه بشأن "المسار" الذي اتخذه برنامج إيران النووي، محذراً من أن الإيرانيين "جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع العديد من الأسلحة النووية"، رغم الحاجة إلى مزيد من الخطوات.
وتأتي هذه التقارير وسط تعثّر المحادثات لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015، للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.
وبدأت المحادثات في أبريل 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توترات متزايدة.
وتسبب القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق عام 2018 بردة فعل من إيران، التي خرقت الاتفاق ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20% ثم بعد ذلك إلى 60%، إضافة إلى تقليص عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتنتج إيران رسمياً اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في موقعين وهما نطنز وفوردو، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3.67% التي حددها الاتفاق النووي.