إسرائيل.. مصرع وإصابة العشرات في تدافع خلال احتفال ديني

time reading iconدقائق القراءة - 7
جثامين ضحايا حادث التدافع في الجليل، بينما تحاول فرق الإنقاذ التحرك لعلاج المصابين - AFP
جثامين ضحايا حادث التدافع في الجليل، بينما تحاول فرق الإنقاذ التحرك لعلاج المصابين - AFP
دبي/ القدس -الشرقوكالات

لقي 44 شخصاً على الأقلّ مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح في شمال إسرائيل في تدافع ضخم، فجر الجمعة، خلال احتفال ديني "عيد الشعلة"، شارك فيه عشرات الآلاف من اليهود المتشددين، غربي الجليل. 

وقال المتحدث باسم خدمة الإنقاذ، لوكالة الصحافة الفرنسية: "أحصينا 38 قتيلاً في مكان الحادث، لكن هناك قتلى آخرون في المستشفى". في حين قال مصدر في مستشفى زيف، أحد المراكز الطبية التي نقل إليها الضحايا، إنّ "المستشفى تلقّى 6 جثث"، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية المؤقتة للضحايا إلى 44 قتيلاً على الأقلّ، كما أصيب 103 أشخاص.

وقالت خدمة الإنقاذ على تويتر إن مسعفيها يعالجون عشرات الجرحى، فيما توجهت مروحيات وسيارات إسعاف إلى مكان الحادث لإجلاء المصابين إلى المراكز الطبية القريبة لتلقي العلاج.

وكانت نجمة داود الحمراء، أعلنت في حصيلة سابقة، أن الحادث الذي وقع أثناء مشاركة عشرات آلاف اليهود في رحلة الحجّ السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون بالقرب من مدينة صفد، أسفر عن وقوع "عشرات القتلى"، مشيرة إلى أنّ طواقمها "تكافح لإنقاذ أرواح عشرات الجرحى، ولن تستسلم حتى إجلاء آخر ضحية".

ووقع الحادث أثناء زيارة الحج السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (الجرمق). 

ويؤمّ اليهود هذا المقام في رحلة حجّ تنظّم سنوياً بمناسبة عيد "لاغ بعومر" الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك تفشّى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام الذي عاش في القرن الثاني الميلادي، والذي يُنسب إليه كتاب الزوهار، والذي يعد أهم كتب التصوّف اليهودي.



وسمحت السلطات الإسرائيلية بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكنّ منظّمي الحفل أفادوا بأنّ أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء إسرائيل لنقل ما لا يقل عن 30 ألف شخص، في حين أكّدت الصحافة المحليّة أنّ عدد الذين وصلوا إلى المقام بلغ 100 ألف حاج.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة وثقت لحظات ما قبل وقوع الحادث، ظهر في أحدها موكب يخترق جمعاً غفيراً ويقترب من هيكل معدني يقف عليه رجال دين قرب شعلة من النار.

ولم تتّضح في الحال الأسباب التي أدّت إلى وقوع الحادث، لكنّ أحد المسعفين يعمل لحساب منظمة "يونايتد هاتسالا" قال إنّه رأى رجالاً "يُسحقون" و"يفقدون وعيهم".



وقال المسؤولون الإسرائيليون، في وقت لاحق، إنه يبدو أن الضحايا اختنقوا أو دهسوا في تدافع، وفق ما نقلت رويترز. وأغلقت الشرطة الموقع وأمرت بإجلاء المحتفلين.

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما حدث بـ"الكارثة الكبرى"، مشيراً إلى أنّه "يصلّي من أجل الجرحى".

بدوره، قال زعيم المعارضة يائير لابيد إنّ "إسرائيل بأسرها تصلّي من أجل شفاء الناجين"، مشيراً إلى أنّه يتابع التطوّرات "بقلق".

 وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضوية، حيث تسلل رجال متشددون عبر فجوات في الأسوار الحديدية هرباً من التدافع، بينما حاولت الشرطة والمسعفون الوصول إلى الجرحى.

ونقلت صحيفة "هاآرتس" عن مدير القسم الطبي في هيئة هاتسالا الطبية، آفي ماركوس القول: "للأسف هناك قتلى". 

واجتمع المحتفلون بعيد الشعلة في تحدٍّ لمسؤولي الصحة الذين كانوا قلقين من أن الازدحام يمكن أن يشكل خطراً كبيراً في انتشار عدوى كورونا.

 وكانت إسرائيل حظرت الاحتفال العام الماضي بسبب قيود فيروس كورونا، لكن تم تخفيف إجراءات الإغلاق هذا العام بعد برنامج التطعيم السريع الذي شهد تطعيم نحو 60% من السكان بشكل كامل.