بوليتيكو: الشرق الأوسط لا يتصدر أولويات بايدن الخارجية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض - AFP
دبي-الشرق

بعد مضي شهر تقريباً على رئاسته، بدأت الملامح الأولية لسياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الخارجية تتضح وتبينت الخطوط العريضة لبعضها.

وأوردت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية في تقرير أن المؤشرات الأولية لسياسة بايدن الخارجية تنم عن أن الشرق الأوسط لن يكون ضمن أهم أولوياته، وأنه يرغب في التركيز على مناطق أخرى.

واستندت الصحيفة الأميركية في تحليلها إلى مؤشرات عدة من بينها أن بايدن أجرى مكالمة واحدة فقط مع قائد دولة شرق أوسطية واحدة حتى الآن، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي.

وحتى هذه المكالمة الوحيدة تأخرت لأكثر من 3 أسابيع وأعقبت مكالمات لحلفاء آخرين وحتى خصوم مثل روسيا والصين.

كما أعلن الرئيس الأميركي عن إنهاء دعم بلاده للعمليات في اليمن في أول أسبوعين له في منصبه، وهي خطوة سبقها تجميد بعض مبيعات الأسلحة إلى المنطقة.

وتراجعت إدارة بايدن عن عمد في الرد على هجوم صاروخي مميت خلال الآونة الأخيرة في شمال العراق، استهدف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

أولويات بايدن

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير سابق في مجال الأمن القومي ومستشار مقرب من بايدن، دون أن تكشف عن هويته قوله: "إذا كان هناك تصنيف للمناطق التي يراها بايدن كأولوية، فإن الشرق الأوسط ليس في المراكز الثلاثة الأولى".

وأشار المسؤول إلى أن أولويات بايدن "ستكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ثم أوروبا، ثم نصف الكرة الغربي".

كما نقلت الصحيفة عن مستشار آخر لبايدن لم تكشف عنه أن الأمر أكثر صراحة: "إنهم (في الإدارة الجديدة) مصممون للغاية على عدم الانجرار إلى الشرق الأوسط".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول يعكس ما وصفه المستشارون بأنه "جهد متعمد لإعطاء الأولوية لما يعتبرونه مسائل عالمية أكثر إلحاحاً".

 تاريخ محبط

وأوضحت "بوليتيكو" أن بايدن نفسه له تاريخ "محبط" في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط خلال مسيرته السياسية السابقة، ولفتت إلى أنه صوّت ضد حرب العراق الأولى عام 1991، والتي انتصرت فيها الولايات المتحدة بسرعة.

وعندما كان بايدن رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، دفع باتجاه إصدار قرار في الكونغرس يخول الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش غزو العراق في عام 2003، وقال إنه يأسف على ذلك التصويت بسبب تداعيات الحرب.

وفي عام 2007 أثناء ترشحه للرئاسة اقترح بايدن خطة من شأنها تقسيم العراق إلى 3 مناطق شبه مستقلة يسيطر عليها الشيعة والسنة والأكراد، وانتقد خبراء الشرق الأوسط ومحللو السياسة الخارجية المقترح على نطاق واسع، قائلين إنه قد يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء.

وبعد سنوات من التنقل ذهاباً وإياباً بين واشنطن والشرق الأوسط، والتعامل مع الملف العراقي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وشن معركة وحيدة لمنع زيادة القوات الأميركية المخطط لها إلى أفغانستان، والتعامل مع الحرب الأهلية السورية.

ومع صعود تنظيم داعش، هاجم بايدن الحلفاء في 2014 وألقى باللوم عليهم في صعود الجماعة الإرهابية وكشف عن إحباطاته العامة تجاه المنطقة.

"التورط في مستنقع"

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الأميركي الجديد لويد أوستن بدا حريصاً أيضاً على "عدم التورط في مستنقع الشرق الأوسط".

ونقلت عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية (لم تكشف هويته) أن أوستن بدأ مؤخراً مراجعة لنشر القوات الأميركية في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يعيد تقييم الوجود العسكري الأميركي في الخليج، لكن من غير المرجح أن يقلل من وجود القوات الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ولفت أوستن أيضاً إلى أن الشرق الأوسط لم يكن من بين أولوياته القصوى، عندما عين 3 مستشارين خاصين في قضايا رئيسية هي الصين و"كوفيد 19" والمناخ.

كما أن نائبه كاثلين هيكس، ومدير مكتبه كيلي ماجسامين، كليهما من الخبراء البارزين في الشأن الصيني.

"اختبار كبير"

وتقول الصحيفة إنه خلال الفترة القصيرة التي قضاها بايدن كرئيس، فإنه يشير بالفعل إلى استعداده للالتزام ببعض الإنجازات الدبلوماسية التي توسط فيها سلفه دونالد ترمب بين إسرائيل والإمارات والبحرين.

لكن الاختبار الكبير الذي يواجهه هو كيف أو ما إذا كان سيلغي قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

لكن نهج بايدن يرجح على ما يبدو أنه سيركز على المسار السياسي في العمل مع إيران، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، الشهر الماضي، إن هدف الإدارة هو "العودة إلى الدبلوماسية" مع إيران.

وفي إشارة أخرى إلى أن إدارة بايدن تريد تخليص نفسها من "المنطقة الشائكة"، يقول مسؤولون أميركيون إن المعلومات الاستخباراتية لا تشير بعد إلى الجاني الواضح فيما يتعلق بالهجوم الصاروخي الأخير على مدينة أربيل العراقية، وتشير الإدارة إلى أنها "ستسمح للعراقيين بقيادة التحقيق وأي رد عسكري"، دون أي مؤشر على إجراء من جانبها.