واشنطن تدرس كشف معلومات بشأن خطط صينية محتملة لتسليح روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
علما الولايات المتحدة والصين يرفرفان في الحي الصيني بولاية ماساتشوستس الأميركية، 1 نوفمبر 2021. - REUTERS
علما الولايات المتحدة والصين يرفرفان في الحي الصيني بولاية ماساتشوستس الأميركية، 1 نوفمبر 2021. - REUTERS
دبي -الشرق

تدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن نشر معلومات استخباراتية، تعتقد أنها تدل على أن الصين تنظر في إمكانية "تزويد روسيا بأسلحة" لدعم حربها في أوكرانيا.

وذكر مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير نشرته، الخميس، أن المناقشات المتعلقة بالكشف عن تلك التقارير تأتي بعد عدة مناشدات إلى الصين خلال اجتماعات مغلقة، بالتنسيق بين حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، انتهت بتحذير رسمي وجهه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولون غربيون، هذا الأسبوع، في ميونيخ إلى كبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي.

كان بلينكن أصدر التحذير بعد لقاء مع وانج، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وقال في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية إن الصين "تنظر في إرسال أسلحة "إلى روسيا لدعم هجومها في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعين على تفاصيل الاجتماع قولهم إن اللقاء انتهى دون أي مؤشر على توافق بشأن مسائل رئيسة بين البلدين، ووصف أحدهم الجلسة بأنها كانت "متوترة"، مع هيمنة حادث إسقاط الولايات المتحدة منطاد مراقبة صيني أخيراً، على مجريات المحادثات.

تقديرات استخباراتية

وخلال الأسابيع الماضية، توصلت دول غربية إلى معلومات استخباراتية، تفيد بأن بكين ربما تنهي استراتيجية "ضبط النفس" السابقة، التي كانت تلتزم بها، في ما يتعلق بإمدادات الأسلحة لروسيا، لكنها لم تتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن هذا الأمر، حسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، لم تكشف عن هوياتهم.

وأضاف المسؤولون أن "بكين كانت حذرة في السابق وكانت تقصر دعمها على المساعدات المالية ومشتريات النفط، لكن يبدو أن هذا الموقف بات يتغير الآن"، وفقاً لأحدث التقييمات الاستخباراتية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي رفيع قوله: "حتى الآن، كان هناك قدر معين من الغموض بشأن المساعدات التي قد تقدمها الصين لروسيا، كما أن المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها الآن تبدو أقل غموضاً بكثير".

في المقابل، لم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين، بشكل مباشر عندما سُئل، الأربعاء، عما إذا كانت بكين ستقدم دعماً "بأسلحة فتاكة" للجهود الحربية الروسية.

وقال وينبين: "من المعروف أن دول (ناتو)، بما في ذلك الولايات المتحدة، هي أكبر مصدر للأسلحة في ساحة المعركة في أوكرانيا، ومع ذلك فهم يستمرون في الادعاء بأن الصين قد تزود روسيا بالأسلحة".

ورأى مسؤولون أميركيون وأوروبيون، أن احتمالات إرسال الصين "أسلحة فتاكة" إلى روسيا، بناءً على المعلومات الاستخباراتية الجديدة، تمثل تحولاً كبيراً عن موقفها بشأن إرسال سلع ذات استخدام مزدوج قدمتها شركات صينية خلال العام الماضي.

وقال المسؤولون إن التقييمات الاستخباراتية الأخيرة، التي رفضوا ذكر تفاصيلها، تُسلط الضوء أيضاً على قلق بكين المتزايد بشأن تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام القوة النووية. 

وأشاروا إلى أنه في حين أن الصين كانت حذرة من تعزيز موقف موسكو، إلّا أنها قلقة أيضاً من التداعيات الاقتصادية والسياسية لفشلها في هذه الحرب.

وكانت إدارة بايدن نشرت قدراً غير مسبوق من المعلومات الاستخباراتية التي رفعت عنها السرية بشأن خطط موسكو العسكرية، وتجارة الأسلحة مع إيران والموضوعات ذات الصلة.

تحذير غربي

وجاء التحذير الأخير الذي تم توجيهه إلى الصين في ميونيخ بعد عدّة مناشدات وجهت لها بشكل خاص، إذ قال مسؤولون إنه تم تنسيق الأمر بين الحلفاء الغربيين على أمل أن يمنع ذلك بكين من اتخاذ خطوة لا رجعة فيها بالبدء في توريد أسلحة إلى موسكو.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أنه لا توجد خطط لعقد اجتماعات أخرى بين كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين خلال تجمعات دولية مقبلة.

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن كانت تعمل على رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية من أجل احتمالية الكشف العلني عنها، لم يتخذ قرار نهائي بشأن هذا الكشف، أو توقيته، على حد قول المسؤولين.

"وول ستريت جورنال" نوّهت بأن تجارة الأسلحة الصينية كانت محاطة بالسرية منذ فترة طويلة، وليس من الواضح ما هي الأسلحة التي ربما تحصل عليها روسيا منها، إذ تعد بكين رائدة عالمياً في إنتاج الأسلحة التي استخدمت بكثافة في حرب أوكرانيا، بما في ذلك أنظمة المدفعية بعيدة المدى، وقاذفات الصواريخ المتعددة الدقيقة والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ أرض-أرض، والطائرات الصغيرة والتكتيكية دون طيار والذخائر.

مع ذلك، رجّح مسؤولون أميركيون وأوروبيون أن "بكين لن توفر بالضرورة أسلحة متطورة لموسكو، ولكن من المحتمل أن تزود القوات الروسية بالمعدّات التي خسرتها في ساحة المعركة في أوكرانيا، مثل الذخيرة، أو بتلك التي لم تتمكن من إنتاجها بسبب العقوبات، مثل الإلكترونيات".

من جانبه، امتنع مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن التعليق على المعلومات الواردة في تقرير الصحيفة.

وتصف روسيا الحرب في أوكرانيا بأنها مواجهة لما تقول إنه "تحالف عدواني وتوسعي"، لحلف شمال الأطلسي تقوده الولايات المتحدة، بينما تصف كييف وحلفاؤها تصرفات روسيا بأنها استيلاء دون سبب على الأراضي.

وأودى الغزو الروسي بأرواح آلاف المدنيين وشرد الملايين وحول مدناً بأكملها إلى أنقاض، بينما دفع السويد وفنلندا المجاورة لروسيا إلى طلب الانضمام إلى حلف "الناتو".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات