ما علاقة عدوى "الفطر الأسود" بوفيات كورونا في الهند؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
أشخاص يحضرون جنازة ذويهم في محرقة الجثث بنيودلهي. - AFP
أشخاص يحضرون جنازة ذويهم في محرقة الجثث بنيودلهي. - AFP
نيودلهي -رويترز

سجلت الهند، الخميس، أكثر من 4 آلاف حالة وفاة، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 258 ألفاً و317، في وقت عزت فيه الحكومة سبب الارتفاع إلى عدوى "الفطر الأسود" أو التهاب الغشاء المخاطي، مطالبةً الأطباء بمراقبة أعراضه المُبكرة لدى مرضى كورونا.

وقال "المجلس الهندي للأبحاث الطبية" مؤخراً إن "الأطباء الذين يعالجون مرضى (كوفيد-19) والسكري يجب أن يراقبوا الأعراض المبكرة لمرض الفطر الأسود، بما في ذلك آلام الجيوب الأنفية أو انسداد الأنف على جانب واحد من الوجه، فضلاً عن الشعور بصداع أو تورم أو تنميل ووجع وتخلخل في الأسنان"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

ما هو "العفن الأسود"؟

ويصيب "العفن الأسود" أولئك الذين يعانون ضعفاً في جهازهم المناعي، بما في ذلك مرضى السكري وأولئك الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة مثل "ديكساميثازون"، والمستخدم لعلاج حالات كورونا.

وقال رئيس مركز البحوث المتقدمة في علم الأمراض العضلية الطبية بمدينة شانديغار الهندية، أرونانوك تشاكرابارتي، إنه "حتى قبل ظهور فيروس كورونا، كان داء الغشاء المخاطي أكثر شيوعاً في الهند منه في معظم البلدان، ويرجع ذلك جزئياً إلى الملايين الذين يعانون من مرض السكري".

أما الطبيب بي سوريش، رئيس طب العيون في مستشفى فورتيس بمومباي، فقال إن مستشفاه عالج "ما لا يقل عن 10 من هؤلاء المرضى خلال الأسبوعين الماضيين، أي ضعف العدد الذي كان عليه في العام بأكمله قبل الوباء"، لافتاً إلى أن "جميعهم مصابون بالفيروس ومعظمهم مرضى سكري أو تلقوا عقاقير مثبطة للمناعة".

من جانبه، قال ديفيد دينينغ، الأستاذ في جامعة مانشستر البريطانية، إنه "تم الإبلاغ عن حالات في عدة دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والنمسا والبرازيل والمكسيك، لكن العدد أكبر بكثير في الهند". 

"ارتفاع مقلق"

ولم تنشر الهند بيانات رسمية عن داء "الفطر الأسود"، لكنها قالت إنه "لا يوجد انتشار كبير"، في حين أشارت تقارير إعلامية إلى حالات عدة بولاية ماهاراشترا وعاصمتها مومباي وجوجارات.

وأظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية، الخميس، تسجيل 362 ألفاً و727 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع مجمل الإصابات إلى 23.7 مليون.

وتزامن الارتفاع الحاد في عدد الإصابات مع بطء عمليات التحصين، رغم أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أعلن أن اللقاحات "ستكون متاحة لجميع البالغين اعتباراً من الأول من مايو الجاري".

وقالت أبرانا موخيرجي، أستاذة علم الأوبئة في جامعة ميشيغان، إن "معظم النماذج توقعت ذروة المرض هذا الأسبوع، وإن البلاد قد ترى علامات على هذا الاتجاه"، مشيرة إلى أن "الحالات الجديدة المسجلة يومياً كبيرة بما يكفي لإرهاق المستشفيات". 

وأشارت موخيرجي إلى أن "الوضع سيئ بشكل خاص في المناطق الريفية بولاية أوتار براديش، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند ويبلغ عدد سكانها أكثر من 230 مليون نسمة".

وتظهر لقطات تلفزيونية الأسر وهي تنتحب على المتوفين من المرض في مستشفيات أو يقيمون الخيام في المناطق التي يعالج فيها ذووهم، في حين طفت جثث في نهر الغانج الذي يمر عبر الولاية مع اكتظاظ محارق الجثث ونقص الأخشاب اللازمة لعملية الحرق.