" الهود".. لقطات من تراث الجنوب السعودي في مسرحية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد الختان في المسرحية السعودية "الهود" ضمن مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في الإمارات - الشرق
مشهد الختان في المسرحية السعودية "الهود" ضمن مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في الإمارات - الشرق
الشارقة-الشرق

ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، قدمت فرقة مسرح الشباب السعودية عرضاً مسرحياً بعنوان "الهود"، يسلط الضوء على جانب من ثقافة إحدى مناطق المملكة العربية السعودية.

وتعني كلمة "الهود" الفرح باللهجة المحلية لمنطقة جازا،ن جنوب المملكة في حقبة سابقة، وتسلط المسرحية الضوء على أحد الطقوس المعروفة قديماً في منطقة جازان وهو "الختان" والذي تصاحبه أهازيج ورقصات شعبية في دلالة على الفرح والابتهاج بمثل هذه المناسبات، كما تتطرق إلى بعض الدلالات الإنسانية والاجتماعية التي تعرض في إطار فني.

المسرحية من تأليف الدكتور راشد الشمراني، وإخراج معتز العبد الله، وتقدم ثقافة بقعة جغرافية محددة هي منطقة جازان جنوب المملكة، ما يجعلها محصورة في فكرة ولهجة معينة وغير دارجة في جميع أنحاء السعودية وبعض الدول المجاورة، ما يطرح بعض الصعوبات في إيصال الفكرة.

وقال مخرج العمل معتز العبد الله، إن المملكة دولة مترامية الأطراف وتحتوي على تنوع ديموجرافي كبير، ما يجعلها تمتلك ثروة فولكلورية كبيرة يجب أن تظهر وتنتشر.

وأضاف لـ"الشرق": "حاولنا أن نلقي الضوء على ثقافة تخص منطقة معينة في المملكة لننقلها للتعريف بها للمشاركين في المهرجان كافة".

وأشار العبد الله إلى "الكثير من الأعمال التي قُدمت خارج السعودية، والتي سلطت الضوء على موروثات شعبية سعودية تختص بساحل الخليج العربي، والمنطقة الوسطى ومنطقة الحجاز كذلك، وقد تشبع منها الجمهور".

وأوضح أن "السعودية ليست مقتصرة على موروث المنطقة الشرقية أو الوسطى أو الغربية فقط، بل هناك موروثات شعبية أخرى، وقصص وأساطير وحكايات تستحق أن تروى، وسنعمل على إظهارها".

هوية بصرية

وقال سلطان النوه، مصمم إضاءة المسرحية، إن الثقافة البصرية المسرحية لا تتأثر بأي منطقة أو بقعة جغرافية، لأنها محكومة باشتراطات لا بد أن تتوفر في جميع العروض، إلا أنها تستطيع أن تخلق هوية بصرية خاصة، تلعب دوراً مهماً في إيصال الثقافة المحلية، سواء من خلال الإضاءة أو الديكور، أو الأزياء الشعبية.

وأضاف لـ"الشرق": "من المهم جداً إعطاء إشارة لبيئة ومناسبة ومنطقة الحدث، ويجب أن تكون الإشارة مباشرة، وهذا ما تؤديه الأزياء على الوجه المطلوب".

وزاد: "حين نتحدث عن مناسبة اجتماعية مثل (الهود)، من المهم جداً وجود الأزياء التي تشير إلى هذه المناسبة، وقد أدت الأزياء الشعبية الجيزانية دوراً مهماً في إظهار ثقافة المنطقة".

وتابع النوه قائلاً: "قد تتشابه العشش الموجودة كديكور في بعض المناطق في العالم أو في البيئة السعودية، لكن الملابس تميز المنطقة بشكل واضح، كذلك الإيقاعات الصوتية والمؤثرات الصوتية والتمازج بينها وبين الأزياء تعطي صورة بصرية تخدم العمل المسرحي ".

عائق اللهجة 

وعمّا إذا كانت اللهجة المحلية شكلت عائقاً قد يصطدم به الجمهور ويحول دون إظهار الثقافة المحلية، قال العبد الله إن "اللهجة المحلية لم تشكل عائقاً لأننا استعضنا عنها باللغة الفصحى البيضاء، التي يفهما الجميع". وأضاف: "على الرغم من ذلك، لم نستغن عن بعض الحوارات والعبارات باللهجة المحلية، إضافة للأغاني والأهازيج والرقصات الشعبية للمنطقة".

وقالت ريم بساطي بطلة العمل التي تلعب دور فتاة عشرينية في إحدى قرى منطقة جازان، إن "الأمر لم يكن سهلاً، بل كان من أصعب الأمور التي واجهتها".

وأضافت لـ"الشرق" أن "اللهجة المحلية الجيزانية من أكثر الأمور التي أتعبتنا، والحقيقة أن المخرج المساعد عبد الله عقيل، بحكم أنه من أبناء منطقة جازان ولديه إلمام تام بثقافة المنطقة، كان له دور بارز في ضبط اللهجة وترتيب الكلمات وتوضيح كيفية النطق الصحيحة".

وتابعت ريم: "كذلك، تدربنا  على الرقصات الجيزانية الخاصة بالسيدات تحديداً، وكيف كانت السيدة الجيزانية تقف وكيف ترقص، كذلك تدربنا على بعض المقاطع الغنائية باللهجة الجيزانية، واستشرنا كثيراً للتعرف على العادات والتقاليد والكثير من التفاصيل من أجل أن نعكس صورة واضحة عن هذه المنطقة السعودية.

يذكر أن "مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي" انطلق في عام 2015، في إطار مبادرة تمثيل المملكة العربية السعودية دولياً، واختيرت مسرحية "الهود" من قبل اللجنة التي شكلتها هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة السعودية بعد أن أعلنت، في أكتوبر الماضي، بدء تلقي طلبات المشاركة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات