
نظمت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الأربعاء، لقاء "استجواب" بين الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهور، في ولاية أوهايو، أجاب خلاله الرئيس على أسئلة المشاركين حول قضايا رئيسية، شملت الاقتصاد وحقوق التصويت ووباء كورونا والبنية التحتية وغيرها.
وقالت الشبكة إن هناك 5 عِبر يمكن استشرافها من أجوبة الرئيس، تشمل جوانب سياسية واقتصادية وصحية وشخصية.
معاناة الاقتصاد ستستمر "مؤقتاً"
بحسب "سي إن إن"، أعلن بايدن في لقاء الأربعاء، أخباراً اقتصادية غير سارة من مبدأ أنه "لن يلطّف الحقائق"، إذ أقر بالزيادات الحالية في الأسعار واقترح زيادة الأجور، كما أقر بأن بعض قطاعات السياحة قد تستمر في المعاناة "لبعض الوقت"، جراء تداعيات وباء كورونا.
واعتبر بايدن أن الآثار الجانبية التي يشعر بها المجتمع الآن ستكون قليلة مقارنة بالفوائد الأكبر في المستقبل. وشرح كيف نصحه فريقه الاقتصادي بأن الزيادة الحالية في الأسعار لن تستمر لأن الطلب سيعود إلى معدلاته الطبيعية، قائلاً: "سيكون هناك تضخم على المدى القريب لأن كل شيء يحاول الآن الانتعاش من جديد".
ولدى سؤاله عما إذا كانت إعانات البطالة التي أُقرّت خلال فترة الوباء تسهم فعلاً في نقص العمالة، اعترف بايدن بأن "هذا احتمال قائم.. لكن الأمر سينتهي". ورأى أن رفع الأجور إلى معدل 15 دولاراً في الساعة سيجذب قوة عاملة، وستكون أكثر موثوقية.
"هذا ليس وباء"
بحسب "سي إن إن"، كانت حالة الإحباط الناجمة عن عودة ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة بسبب متحور "دلتا" الشرس وتراجُع جهود التطعيم، "ظاهرة بشكل واضح على بايدن"، لكنه حاول التقليل من شأن الموجة الحالية باعتبارها جائحة "فقط لمَن رفضوا تلقي اللقاح".
وقال بايدن: "هناك أسئلة مشروعة يمكن للناس طرحها إذا كانوا يشعرون بالقلق حيال التطعيم، لكن، في النهاية، يجب طرح السؤال والإجابة عليه. يجب أن يتلقى الناس اللقاح. لكن هذه ليست جائحة"، في إشارة إلى أنها جائحة فقط لرافضي اللقاحات.
ووفق "سي إن إن"، يسعى مساعدو بايدن إلى التأكيد على التقدم الذي أحرزوه سابقاً في مكافحة الجائحة قبل معاودة ارتفاع عدد الحالات، مدركين جيداً أن قدرة الرئيس على احتواء هذه الأزمة ستشكل مناط حكم الناخبين عليه. كما قاوموا العودة إلى الرسائل السابقة للاستجابة للأزمة، مدركين التأثير الذي يمكن أن تتركه عن التقدم المحرز.
لكن رغم ذلك، أقر بايدن بأن بعض قيود فترة الوباء يجب أن تستمر، وتوقع أن توصي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن يرتدي الأطفال دون سن الثانية عشر الكمامة في المدارس.
التعاون بين الحزبين
بحسب "سي إن إن"، يسابق بايدن الزمن للوفاء بوعد حملته الانتخابية بالعمل والشراكة مع الحزب الجمهوري لإثبات أن الديمقراطية لا تزال فعالة رغم "الأضرار الجسيمة التي خلفتها حقبة سلفه دونالد ترمب".
وأشارت الشبكة إلى أن بايدن يتمسك بالشراكة بين الحزبين الأميركيين، الجمهوري والديمقراطي، رغم أن تفشي نظريات المؤامرة (التي سادت خلال فترة انتخابات نوفمبر) يجعل عملهما معاً أكثر صعوبة؛ إذ قال إن التعاون هو "النجمة" التي يستهدي بها، وإنه كان يساوم الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، مشيراً إلى أن تقديم التنازلات "أمر حقيقي".
كسر المماطلة السياسية
بحسب "سي إن إن"، بدا بايدن، الأربعاء، منفتحاً على تغيير سياسة المماطلة في إصدار القوانين، التي يواجه بسببها لوماً من التقدميين بتعطيل التقدم، خصوصاً على صعيد مشاريع قوانين حقوق التصويت التي فشلت في كسب أي زخم لدى الجمهوريين.
لكنه رغم انفتاحه، لم يصل إلى حد دعم مطالبات بعض الديمقراطيين بالقضاء على المماطلة تماماً، لأنه يعتبر أن تغيير القواعد الآن من شأنه أن يحول دون تنفيذ أجندته التشريعية، التي تتضمن حقوق التصويت والبنية التحتية وخططه للأسرة، بحسب ما قاله الأربعاء.
ورأت الشبكة أن مماطلة بايدن في إصدار القوانين تدل على "احترامه الشديد لتقاليد واشنطن".
علاقة بايدن بكرسي الرئاسة
لفتت "سي إن إن" إلى جانب من علاقة بايدن السليمة بالسلطة، التي ظهرت بقوله إنه "شعر بالخجل" عندما سمع عبارة "تحية للرئيس" خلال أول فعالية افتتاح حضرها بعد توليه السلطة في يناير.
إذ أقر بايدن، الأربعاء، بأن الأمر استغرقه بعض الوقت للاعتياد على سماع هذه العبارة، وقال إنه تساءل في المرة الأولى التي سمعها "أين هو (الرئيس)؟"، مضيفاً "إنه أمر رائع لكنك تشعر ببعض الخجل"، رغم مسيرته السياسية الطويلة الممتدة على 4 عقود.
وقال بايدن إن اللحظة التي استوعب فيها أنه أصبح رئيساً كانت خلال رحلته إلى أوروبا في يونيو، عندما جلس على قدم المساواة أمام قادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الشبكة عن الرئيس الأميركي قوله خلال لقاء استجواب سابق، إن العيش في البيت الأبيض أشبه بالإقامة في "قفص ذهبي"، قائلاً إنه لم يكن معتاداً على أن يتم انتظاره من قبل الموظفين.