إسرائيل تُكثف نشاطها بالبحر الأحمر.. ولا نية لـ"وقف الوقود للبنان"

time reading iconدقائق القراءة - 5
غواصتان تابعتان للبحرية الإسرائيلية خلال مناورة في البحر المتوسط قبالة سواحل حيفا، 9 يونيو 2021 - REUTERS
غواصتان تابعتان للبحرية الإسرائيلية خلال مناورة في البحر المتوسط قبالة سواحل حيفا، 9 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قال قائد البحرية الإسرائيلية المتقاعد مؤخراً، نائب الأميرال إيلي شارفيت، إن بحرية بلاده كثفت أنشطتها في البحر الأحمر "بشكل كبير"، في مواجهة التهديدات الإيرانية المتزايدة للشحن البحري الإسرائيلي، مؤكداً أنه "لا نية لدى إسرائيل لوقف شحنات الوقود إلى لبنان، المخصصة للاستخدام المدني".

وأضاف شارفيت في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بعد أيام من انتهاء فترة شغله للمنصب التي دامت خمس سنوات، أن "إسرائيل ستحمي حريتها الملاحية في جميع أنحاء العالم. هذا الأمر لا يرتبط ببعد المسافة عن البلاد".

وفي ظل حالة الفوضى التي يعاني منها الاقتصاد اللبناني، قال شارفيت إن إسرائيل "ليست لديها مصلحة" في وقف شحنات الوقود المخصصة للاستخدام المدني.

وكان "حزب الله" اللبناني، أعلن بداية وصول الوقود الإيراني إلى لبنان، بعد شحنه في ناقلة إيرانية، أفرغت حمولتها في ميناء سوري.

وأحجم شارفيت عن تأكيد سلسلة من الهجمات والحوادث التي تعرضت لها سفن إيرانية، ونُسبت إلى إسرائيل، لكنه وصف الأنشطة الإيرانية في أعالي البحار، بأنها "مصدر قلق" كبير لإسرائيل، وقال إن البحرية قادرة على الضرب حيثما تقتضي الضرورة لحماية المصالح الاقتصادية والأمنية للبلاد.

تهديدات إقليمية

وذكرت "أسوشيتد برس" أنه خلال فترة عمله، كان شارفيت يشرف على قوة تتولى مسؤولية حماية ساحل البحر المتوسط في إسرائيل، وكذلك البحر الأحمر، وهو بوابة حيوية للواردات من آسيا.

وأشارت الوكالة إلى أن البحرية الإسرائيلية تواجه تهديدات؛ تشمل "حزب الله" اللبناني، الذي يمتلك ترسانة صواريخ أرض-بحر موجهة، وحركة حماس في قطاع غزة، التي شكلت فرقة قوات بحرية خاصة صغيرة، فضلاً عن التحديات التي تمثلها الأنشطة العسكرية الإيرانية في أنحاء المنطقة.

وتتمثل إحدى أهم مسؤوليات البحرية في حماية منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، التي توفر الآن نحو 75% من كهرباء الدولة.

ونجح "حزب الله" في استهداف سفينة بحرية إسرائيلية إبان حرب عام 2006، ويُعتقد أنه قام بتحديث مخزونه الصاروخي إلى حد كبير منذ ذلك الحين. وتقول إسرائيل إن إيران تواصل محاولة تهريب أسلحة متطوّرة إلى "حزب الله".

وأكد شارفيت أن إسرائيل اعترضت العديد من شحنات الأسلحة إلى "حزب الله" اللبناني، قائلاً: "نحن نتوخى الحذر الشديد في ما يتعلق بشحنات الأسلحة المنقولة بحراً، وفي كل مرة تكون فيها الشحنة إحدى شحنات الأسلحة وليس شيئاً آخر، نتخذ إجراءات".

"حماس"

وفي ما يتعلق بالمنطقة الجنوبية لإسرائيل، قال شارفيت إن حماس لديها وحدة صغيرة، لكنها قوية من القوات البحرية الخاصة، وهي مدربة جيداً.

وأشارت شارفيت إلى أن غواصي حماس، تمكنوا من التسلل إلى شاطئ إسرائيلي خلال حرب عام 2014، قبل أن يلقوا حتفهم، مضيفاً أنه منذ ذلك الحين، زودت حماس الوحدة البحرية بأحدث المعدات التي تسمح لها بالتنقل تحت سطح البحر، على طول الساحل الإسرائيلي، "ما يجعل رصدهم أكثر صعوبة".

وبشأن الانتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب حصارها البحري والقيود الشديدة على غزة، قال شارفيت إنه "من الصعب الفصل بين المجالين المدني والعسكري، لأن حماس تستخدم المياه المفتوحة لاختبار الصواريخ، وتدريب قوات البحرية الخاصة التابعة لها"، مضيفاً: "البحر هو أكبر موقع اختبار في غزة".

نشاط بحري إسرائيلي

ورفض شارفيت مناقشة عمليات محددة، لكنه قال إن النشاط البحري الإسرائيلي في البحر الأحمر نما "بشكل كبير" على مدى السنوات الثلاث الماضية.

ومضى قائلاً: "لقد عززنا وجودنا في البحر الأحمر بشكل ملحوظ". نحن نعمل هناك بشكل مستمر مع السفن الرئيسية، وهذا يعني الفرقاطات الصاروخية والغواصات. ما كان يحدث في الماضي لفترات زمنية قصيرة نسبياً يجري الآن بشكل مستمر".

وأكد أيضاً أن إسرائيل مستعدة للرد بشكل أكبر على الهجمات المباشرة، على الملاحة الإسرائيلية.

وقال: "إذا حدث هجوم على خطوط الشحن الإسرائيلية أو حرية الملاحة الإسرائيلية، فسيتعين على إسرائيل الرد"، مضيفاً أن "ذلك لم يحدث بعد".

وفي 3 أغسطس الماضي استهدف هجوم ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لشركة يابانية، وتديرها شركة "زودياك ماريتايم" الإسرائيلية في بحر العرب قبالة سواحل عمان، ما أودى بحياة روماني وبريطاني من أفراد طاقمها.

وحمّلت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، إيران المسؤولية عن الحادث، وهو ما نفته طهران، في حين توعدت بـ"الرد القوي على أي مغامرة محتملة".

اقرأ أيضاً: