كيف يرى الصينيون روسيا والولايات المتحدة؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
العلمان الأميركي والروسي في مطار بالعاصمة موسكو- 11 أبريل 2017 - REUTERS
العلمان الأميركي والروسي في مطار بالعاصمة موسكو- 11 أبريل 2017 - REUTERS
دبي- الشرق

أظهر استطلاع رأي جديد شمل أكثر من 3 آلاف مشارك من البر الرئيسي للصين، أن الإدراك العام الصيني لروسيا "تحسّن" على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث باتت روسيا الآن "البلد الذي يفضله الصينيون"، تليها باكستان بفارق ضئيل. فيما "ساءت بدرجة كبيرة" آراء الصينيين في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.

وأشار الاستطلاع الذي أجراه معهد أوروبا الوسطى للأبحاث والدراسات الآسيوية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ونُشر في 12 مايو، إلى أن "الصينيين يؤيدون بدرجة كبيرة العدوان الروسي".

ومن بين الدول الـ25 التي شملها الاستطلاع، حظيت روسيا "بالتصور الأكثر إيجابية" في الإدراك الجمعي الصيني، فيما نالت الولايات المتحدة "التصور الأكثر سلبية"، حيث حمل 80% تقريباً من المشاركين في الاستطلاع مشاعر إيجابية تجاه روسيا، في حين أضمر أقل من الثلث نزعة مماثلة تجاه الولايات المتحدة.

الصينيون يدعمون روسيا

ونقلت صحيفة "آسيا تايمز" عن ريتشارد توركشاني، كبير الباحثين في جامعة بالاسكو أولوموتس والذي قاد الفريق الذي أجرى الاستطلاع، قوله في بيان: "أظهرت نتائجنا أن الشعب الصيني لم ينزعج من التحركات الروسية (تجاه أوكرانيا)، ويبدو في واقع الأمر أنهم يدعمون روسيا في هذه الحرب".

وعزا بعض الصينيين الذين قالوا إن آراءهم في روسيا تحسنت، هذا الأمر، إلى ثقتهم في القيادة الروسية، إذ تمثلت الردود الشائعة في "نثق في بوتين"، و"بوتين لديه الشجاعة"، و"القيادة القوية".

وقال كثير من الصينيين أيضاً إنهم يشعرون بوجود "رابطة حب أخوي" بين روسيا والصين، وأعربوا عن اعتقادهم بأن "عدو عدوي صديقي".

الهند واليابان.. مشاعر سلبية

وجاءت الهند في المرتبة الثانية ضمن الـ25 دولة التي تم استطلاعها من حيث "الإدراك الجمعي الصيني الأكثر سلبية"، وتبعتها اليابان.

ومن بين الدول الجنوب شرق آسيوية، أعرب 48% من المشاركين في الاستطلاع عن آرائهم السلبية في فيتنام، فيما أعرب أكثر من الخُمُسين عن تصوراتهم السلبية تجاه إندونيسيا والفلبين.

ومن بين الدول الـ25 التي تم استطلاعها، احتلت سنغافورة المرتبة الثالثة ضمن "الدول المفضلة" في الإدراك الجمعي الصيني، بعد روسيا وباكستان.

وقال نحو 56% من المستطلعين إنهم يشعرون بالتشابه الثقافي مع سنغافورة، فيما أعرب 60% عن اعتقادهم بأن "السنغافوريين سيرحبون بالزوار الصينيين".

وعلى النقيض، احتل الفيتناميون المرتبة الثالثة في الوعي العام الصيني "كأقل شعب ودود تجاه الضيوف الصينيين".

ونقلت "آسيا تايمز" عن توركشاني قوله إن "العلاقات الثنائية تمثل عاملاً مهماً في توجيه مواقف الصينيين من الدول الأجنبية"، مضيفاً "يبدو أن الدعاية الصينية المحلية تؤتي ثمارها".

وجهة نظر متبادلة

ووجدت الدراسة أيضاً أن آراء المشاركين الصينيين في الدول الأجنبية "تتطابق بدرجة وثيقة مع إدراكهم لآراء هذه الدول في الصين"، حيث أشار نحو 60% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يعتقدون أن الأميركيين لديهم وجهة نظر سلبية في الصين.

في المقابل، أعرب نحو 10% فقط عن اعتقادهم بأن الروس يتبنون وجهة نظر سلبية في الصين، ما قد يفسر الأسباب التي تجعل الصينيين يكنون لروسيا هذا التقدير الرفيع.

وليس مستغرباً، بحسب "آسيا تايمز"، أن يكشف المسح عن "نزعة وطنية صينية عميقة". وقيم نحو 90% من المشاركين في الاستطلاع الصين بأنها "قوية اقتصادياً"، متقدمة في هذا الصدد عن الولايات المتحدة بنحو "8 نقاط مئوية".

واعتقدت نفس النسبة بأن الصين هي "الدولة الأقوى عسكرياً في العالم"، فيما اعتُبرت الهند واليابان "الأضعف عسكرياً"، ويليهما الاتحاد الأوروبي.

"سياسات صارمة"

ولدى سؤال المشاركين في الاستطلاع إلى أي مدى يجب أن تتبنى الصين سياسات "صارمة أو وديّة"، أجاب ما يقرب من 60% من المستطلعين بعبارة "سياسات صارمة" تجاه الولايات المتحدة، فيما أجاب أكثر من 20% بعبارة "سياسات صارمة للغاية".

وقالت أغلبية المستطلعين إن "حماية سيادة الصين وأمنها" يجب أن تتصدر أولويات السياسة الخارجية لبكين.

من ناحية أخرى، كشف الاستطلاع أن هذه الآراء السلبية في الولايات المتحدة لا تتعلق بجميع مناحي الحياة، حيث اعتبرت الأغلبية (53%) الولايات المتحدة "دولة ذات جاذبية ثقافية"، فيما أبدى 26% فقط رفضهم لهذا الرأي.

ونقلت "آسيا تايمز" عن تاو وانج، الباحث المساعد في معهد مانشستر تشينا إنستيتيوت، والمؤلف المشارك في التقرير، قوله في بيان، إن "العلاقات الدبلوماسية المتوترة (بين واشنطن وبكين) لم تصب إعجاب الصينيين بالثقافة الأميركية بأضرار بالغة"، مشدداً على أن "أغلبية الصينيين لا يزالون يعتبرون الولايات المتحدة دولة ذات جاذبية ثقافية".

أزمة لقاحات كورونا

وفي ما يتعلق بمدى قابلية الصينيين لاستخدام لقاحات كورونا من الغرب، أبدى نحو 55% من المشاركين في الاستطلاع عدم استعدادهم لتلقي لقاح أميركي، كما أبدى أقل من النصف بقليل إحجامهم عن تلقي لقاحات أوروبية، بينما وثقت الأغلبية باللقاح الروسي.

وأضاف وانج أنه "بينما أكد بعض العلماء أن نشر اللقاحات الغربية هو مفتاح خروج الصين من نفق الجائحة، إلّا أن نتائجنا تنبئ بأن بكين لا يزال أمامها طريق طويل يتعين عليها أن تقطعه".

وأضاف أن "تشكك الصينيين في اللقاحات الغربية متفشٍّ إلى حد لا يصدق، ويمكن أن يمثل تحدياً حقيقياً على هذا الطريق".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات