خبراء: تداعيات تغير المناخ ستتوالى وفيضانات أوروبا "إشارة تحذيرية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
زوجان ينظران إلى الخراب الذي تسببت به الفيضانات في باد موينستريفيل غرب ألمانيا، 16 يوليو 2021 - AFP
زوجان ينظران إلى الخراب الذي تسببت به الفيضانات في باد موينستريفيل غرب ألمانيا، 16 يوليو 2021 - AFP
دبي -الشرق

حذر خبراء من أن الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات اجتاحت عدداً من الدول الأوروبية، تسلط الضوء على الحاجة إلى الحد من الانبعاثات الكربونية والتأقلم مع الأوضاع الناتجة عن ذلك.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أنه على الرغم من خطط الاتحاد الأوروبي لإنفاق المليارات لاحتواء ظاهرة تغير المناخ، تسبب الهطول الغزير للأمطار في حالة من الصدمة بين السياسيين وخبراء الأرصاد، إذ أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً هذا الأسبوع في التلال الخضراء في أوروبا الغربية.

ويقول علماء المناخ إن الصلة بين التقلب الشديد في الأحوال الجوية والاحتباس الحراري لا لبس فيها، وإن الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حيال تغير المناخ لا يمكن إنكارها.

وبحسب الوكالة، لا يمكن للعلماء حتى الآن القطع على وجه اليقين ما إذا كان تغير المناخ قد تسبب في تلك الفيضانات، ولكنهم يجزمون أنه يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم الطقس القاسي الذي ظهر شكل ارتفاع شديد في درجات الحرارة وتسبب بحرائق بدأت من غابات غرب الولايات المتحدة وكندا إلى سيبيريا، بجانب فيضانات أوروبا.

"صلة واضحة"

وقال ويم تيري، الأستاذ في جامعة بروكسل: "هناك صلة واضحة بين هطول الأمطار الشديدة وتغير المناخ".

كما ذكر شتيفان رامستورف، أستاذ فيزياء المحيطات في "جامعة بوتسدام" الألمانية، أن تسجيلات درجات الحرارة الأخيرة التي تم رصدها في الولايات المتحدة وكندا "كان بعضها شديداً للغاية لدرجة أنها ستكون مستحيلة فعلياً من دون تأثير الاحتباس الحراري".

وحذر السير ديفيد كينغ، رئيس المجموعة الاستشارية لأزمة المناخ، التي تقدم مشورات بشأن تغير المناخ للحكومات والأفراد حول العالم، من إمكانية أن تصبح "أحداث الطقس الشديدة التقلب أكثر تواتراً".

واعتبر ديدريك سامسوم، المسؤول بالمفوضية الأوروبية الذي كان وراء مقترحات الأسبوع الماضي لإنفاق المليارات لمواجهة تغير المناخ، وإجبار الجهات الصناعية على تطبيق إصلاحات جذرية للمساعدة في خفض انبعاثات الكربون بالتكتل الأوروبي بنسبة 55% هذا العقد، أن "كارثة هذا الأسبوع" هي إشارة تحذيرية، وقال: "نشهد الآن تغير المناخ.. يحدث الآن وهنا".

سببان للكارثة

ويشير علماء المناخ إلى شيئين محددين ساهما في كارثة هذا الأسبوع، أولهما أنه مع كل ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت)، يمكن أن يمتص الهواء رطوبة أعلى بنسبة 7%، ويمكنه الاحتفاظ بالمياه لفترة أطول، مما يفضي إلى الجفاف، ولكنه يؤدي أيضاً إلى زيادة هطول الأمطار الكثيفة والغزيرة بمجرد إطلاقه.

والعامل الثاني، هو ميل العواصف إلى التواجد فوق مكان واحد لفترة أطول بكثير من المعتاد، وبالتالي إلقاء كميات متزايدة من الأمطار على رقعة أصغر من العالم. ويقول العلماء إن الاحتباس الحراري يعد عاملاً مساهماً في ذلك.

ويرى الخبراء أنه حتى لو تم كبح انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير في العقود القادمة، فإن كمية ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المسببة لتسخين الكوكب موجودة بالفعل في الغلاف الجوي.

ويقول الخبراء إن مثل هذه الظواهر ستضرب بشدة المناطق غير المستعدة لها.

اقرأ أيضاً: